;
محمد علي محسن
محمد علي محسن

مأساة القائد ساليف!! 967

2017-07-01 21:30:06

"ساليف ساديو" قائد حركة مسلحة مناهضة للسلطة، ونذر حياته لمهمة تحرير إقليم "كازامانس" واستقلاله عن السنغال، متعهداً ببقائه أعزباً إلى حين تحرير الإقليم.
فعلى مدى خمسة وثلاثين عاماً على بداية الصراع العنيف في عام ٨٣م والقائد البالغ من العمر الآن ٥٥ عاماً؛ مازال وجماعته منطقهم السلاح ولا شيء سواه.
كل شيء يبدو أنه تبدل بداخل الإقليم، الناس، الإدارة، التفكير، أساليب وطرق العيش، وسائل الاتصال والكفاح، رفاق السلاح في الأمس، توقف النزاع في الإقليم وإحلال السلام وعودة غالبية المهجرين والمشردين وحتى المقاتلين.
ومع هذا التبدل الجذري في نمط الحياة اليومية، ظل القائد وعناصره يتمنطقون أسلحتهم وإن في منطقة حدودية بعيدة عن موطن حركتهم، وعن نفوذ الحكومة السنغالية التي ناهضوها زمناً.
شاهدت القائد قبل أيام وهو يتحدث لمراسل قناة ٢٤ الفرنسية، الذي زاره، حيث يوجد بمعية من تبقي من عناصره وسط غابة كثيفة الشجر.
أشفقت على الرجل وعلى أتباعه بكونهما مجتمعين لم يستوعبا ما حدث للمجتمع اللذين نذرا أنفسهما له ذات حقبة تاريخية هيمن فيها الظلم والإقصاء والتهميش والتمييز الاثني والديني.
نعم، كان على القائد ساليف وجماعته أن يفهما لماذا تخلى عنهما رفاق السلاح والنضال؟ وكيف أن الحركة التي شغلت وسائل الإعلام والحكومات أبان أوج نشاطها تلاشت وانفض عنها معظم الأنصار والأتباع؟ وكيف أنها آلت اليوم إلى مجرد جماعة مليشاوية لا يتعدى عناصرها المئات بعد أن توزعت وتمزقت إلى حركات ومسميات عدة؟.
ولماذا قادة تلك الحركات المنشقة منهم من صار اليوم يفاخر بانتمائه إلى السنغال فيما آخرون ذهبوا يؤسسون لتنمية مستديمة في الإقليم أو يستثمرون قدراتهم وطاقاتهم في التعليم والصحة والتوعية.
أحد هؤلاء القادة انكب في الحاضر على مشروع مزرعة لإنتاج الدجاج، بعيد نجاحه في الحصول على قرض ميسر من جهة دولية مانحة.
ربما تساءل البعض: ما نفع الحديث عن حركة في غرب أفريقيا؟ وهل هنالك ثمة مقاربة بين اليمن والسنغال؟.
الإجابة: أصدقكم أنني رأيت في حديث ووجه ذلكم القائد العتيق ما يستوجب أخذ العبرة والفائدة، فالواقع أننا إزاء قادة وأتباع لا يختلفون عن أولئك المتمردين في أدغال أفريقيا.
فهذه البلاد شهدت حراكاً شعبياً، ومن ثم ثورة شعبية عارمة، ومن ثم مؤتمر حوار شارك فيه من شارك وقاطعه من قاطع، وليس أخيراً حرباً مدمرة مازالت مستعرة وعلى كل الأصعدة، ومنذ سقوط عاصمة الدولة "صنعاء" بيد ﺍﻟﻤﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ الانقلابية.
ومع هول ما حدث ويحدث، يوجد للأسف، قادة وأتباع يماثلون القائد ساديو وأنصاره، فهؤلاء لم يفهموا أو يدركوا حقيقة أن الواقع كل لحظة وهو في حالة تبدل وتغير.
والقائد الناجح الفهيم هو ذاك الذي لا يتوقف عن الخلق والابتكار للوسائل والخيارات والبدائل، أو يحنط ذهنه بتابوت من أفكاره القديمة غير قابلة بالتحديث أو التجديد.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد