;
أحمد حسن
أحمد حسن

الراتب .. 708

2017-07-02 20:58:24

أيها الراتب..
سلامي عليك، وشوقي إليك..
لقد طال انتظارك وزاد بُعادك.. فمتى القااااك؟
كل يومٍ وأصحاب الحيّ يسألونني عليك فمتى ستعود لتخلصني من سرابِ الوعود..
فالمؤجر هائمٌ بك، والتاجر مشتاقٌ إليك، وصاحب الخُضرة يسأل عنك، وأبو الغاز يغازلك، والحارةُ هيتَ لك.. فبُعدك يوحش، وقربك يؤنس وبك يزداد الود، ومعك نصل الأرحام وفيك وعليك الخصام.
ولشدة حرصهم وطول صبرهم وحقيقة استحقاقهم لك أصبحت مِلكَهم..
وأما انتسابك إليّ.. فاللهم إلاّ من باب الإدعاء ليس إلاّ.
فلقد تَخلّقتَ في بطن الشرعية طيلة تسعة أشهر.. فسقط الاسم وخرجت دون استهلال لتولد ميتاً..
قُلنا لهم اضربوه ببعض استقطاعات غير المداومين، أو بخصومات الغائبين، أو من حصة هبر المقتسمين كذلك تُحيا مرتبات الساقطين.
أيها الراتب..
لا يَزهَد فِيك إلا كاذب، ولا يسأل عنك إلا مُحب، ولا يُزايد عَلينا أحدٌ فيكَ إلاّ دَعيّ، أو سارقٌ أو تاجرٌ فاجر، أو مسئول خارج البلاد مسافر. 
معالي الراتب..
بالله.. كيف سقطت؟؟!! 
فقد كثرت الروايات فيك، وكثر الوضّاعون، والمُبرِرُونَ بغير علم والعالمون الكاتمون دون بيان.. لتضيع حقيقة أمرك بين سارق وكذّاب..
لأن السّرق نوعان: أحدهم يسرق مالك (وهذا اللص).. والأخر يسرق وعيك وهذا (الكذاب).. والنوعان سُرّاق..
مع إستثنائنا للبعض وقليلٌ ما هم.
الكثير نقلوا إلينا تحاياك.. وعندما نسألهم عنك وعن مَصيرك.. يتلعثمون و يهرفون بمالا يعرفون، أو أنهم لايريدون إظهار الحقيقة عارية بغير قميص كي نرتاح.. لا ندري أرغباً أو رهباً من التحالف أو محمارةً منهم أو سوء إدارةٍ من عند أنفسهم.
وجّل قولهم هي الأوامر بالصبر..
فيا من تأمر بالصبر.. هلاّ سريتَ أنت أو ابنك أو عزيزاً عليك بِقِطعٍ من الليلِ المظلم أو وقت ظهيرةٍ من نهار والشمس في كبد السماء إلى خط التماس..لتعلم أن المترس الأول يرابط فيه كل يومٍ (أبو الصبر وأمَ الصبر والصبر ذَاتُه).. فإذا صبرتَ حِينها حدّثنا عنه كيفما تشاء ووقتما تشاء.
وأمر أهل الصبر بالصبر والثباتِ أيضاً..
فالحديث معك في المتارس سيكون ذوو شُجون.
لكن دعني أحدثك عن الصبر ومعه الاحتساب.. اقتطع من راتبك لمن توصيه بالصبر الربع أو الثلث.. والثلث كثير.. طالما معك ثلاثة رواتب.لتجمع بين الصبر واحتساب الأجر (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب).
الصبر يا عزيزي حيلة من لا حيلة لديه.. أما قائدٌ مثلك فلديك من الحيل ما يفوق صديقك الثعلب (ولا خير في قولٍ إذا لم يكن فعلُ)
وأعلم أن الفرد هو مصدر الصبرِ والثقةٍ والصمود لا البطن يا فندم..
سيادة الراتب..
سأحكمُ فيك الربل الذي عليك بدلاً من أصحاب العقول.. فهل من المعقول أن ضباط أصحاب رتب عليا استلموا من نصف مليون! وهم في البيوت قاعدين، وفي الجبهات لا تراهم العيون؟!
عزيزي الراتب..
لن أقطع من أجلك شارع ولن يكون.. حتى لو كان شرط وصولك ذلك.
فالشارع يقطعه إبن شارع مُفَصّع مائع ضائع صائع..
أما أنا فابنُ مقاومة.. وأدرك تماماً ماذا يعني انتمائي للجيش الوطني وانتسابي للمقاومة.
وإذا القُطّاع يقولون: قطع الرأس ولا قطع المعاش.
فأنا أقول: قطع المعاش والرأس خير من قطع الشارع وتعطيل مصالح الناس.
عزيزي الراتب.
إن غبت عني فلن أغيب عن موقعي.. ففيه روح صديقي، وقطراتُ دمي وعليه عهدي ووجودي.
لم أخرج منذ البداية من أجلك ولا طمعاً فيك فقد خرجت قبل مولدك سقطاً لسنتين وسنواصل المشوار حتى النصر و التحرير بك أو من دونك معك أو بغيابك..إنما جئت أنت إلينا فصَافَحتُك بِيدينِ نَظيفتين وبَصَمتُ عليك عند لقائنا معاً لأول مرة،فصرتُ أولى بك من سارقٍ غائبٍ يحظر وقت الطمع ويغيب وقت الفزع.. ومن بلطجي تَدثّر برداء المقاومة فكان ضُرّه أكبر من نَفعه..
تأكيد..
هناك أشخاص (كضفدع وسط مستنقع).. له نقيق متواصل ولؤم متأصل..لا ينتقد ليبني إنما ينخر ليهدم.. يستغل الظرف ويلمز بالطرف لحسابات ضيقة وحزازات قذرة عنصرية أو حزبية.. يُفيد بها العدو ويُقدّم له خدمات مجانية وبسوء نيةٍ وطوية.. يشيطن المقاومة.. إذا وقع خطأ أذاع به يصر على إيصاله لغير السامعين.. ويقود الشائعات حتى إلى أذان النائمين.. أفٍ لهم وما يكتبون وما يروجون.. فهذه الشائعات لا تقع منا إلا تحت موضع أقدامنا ونعالنا.
فالمقاوم بوصلته القناعة لا الإشاعة.
لكن بالمقابل هذا لا يعني أنه لا يوجد أخطاء بل توجد خطايا ترقى إلى جرائم..
وبلا تردد فهناك بعض قادة أقولُها بملء الفم انتهازيون ومصلحيون أساؤوا استخدام سلطتهم. فالمقاومة لا تُختزل في شخصيات هؤلاء بل تَبرأ منهم ومن أعمالهم.. نرفض استغلال أخطاءهم للنيل والإضرار بالجيش الوطني والمقاومة..
ختاماً..
راتبي بدونك.. كَعَادتهِ رمضانٌ كريم.. وعيدٌ مبارك فطر وعَرفه، وعامٌ دراسيٌ ووو.. 
ولا تنسى أصحاب الحارة يسلمون عليك.
قيادي ميداني في الجيش الوطني بتعز

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد