;
لطيفة علي
لطيفة علي

اليمن المفقود 559

2017-07-03 03:36:00

الحرب اليمنية في عامها الثالث، ومن المعلوم ما هي مخلفات الحروب من أعداد القتلى والمهجرين وانتشار الجوع والفقر والخراب في البينة التحتية المادية منها وسلامة الروح الوطنية، وهنا ربما الإشكالية الأعظم.
 ذلك أنه غالباً ما تقوم الحروب ولو مِن قبل أحد أطرافها، لمناهضة الطرف الآخر المعتدي على قيم الوطن من قبيل المثل المدعاة كالمواطنة والحقوق والعدالة والديمقراطية وغيرها، وننساق نحن كطرف ثالث حالم بتلك الخزعبلات الغير واقعية إلا في عقول البسطاء الذين يتدثرون بها كملاذ قليل الحيلة.
 فالمواطن قد ينتقل من موقع الحالم بالعدالة والمواطنة المتساوية إلى موقع الآخر السياسي الانتهازي حين يقفز به الحظ ربما إلى الموقع المخالف، فالمفاهيم المثالية المطلقة، ليست ذات قرار راسخ إلا في أذهان قلة من الحالمين، غير ذلك هي سلعة رابحة للتنقل والوصول، ولربما هنا تستدعينا فكرة المثقف الوطني او السياسي الوطني أو الوطني السياسي وعلاقة ذلك بفكرة الخلاص.
وهو ذلك الخلاص من مدبري الحروب، ومن هوامير الفاسدين، وكيف تتحول فكرة التحول من مجتمع اللادولة والعصابات الفاسدة الى دولة المواطن قليل الحيلة الذي تعتبر الديمقراطية والعدالة بالنسبة له سبيل للقمة العيش، وفى سبيلها ربما يتحول من الضحية إلى موقع الجلاد.
 هؤلاء ليسوا سوى أداة في ظل منظومة الأفكار الذي يقودها هوامير الفساد، ويحركونهم حسب رياح اتجاه لقمة رغيف قد تكون مغموسة بالدم والشديد من التنازلات، فما هو موقع المثقف المسيس الذي لم تبدو ملامحه بعد أن كان سياسياً انتهازياً بغلاف مثقف وطني أو مواطن بعقل قارئ للكتب، رمته منظومة المعطيات الواقعية من حلم المثقف في ضفاف النخبة إلى متسول في أوراق الصحف يستجدي الخلاص بابتذال المفاهيم القميئة المجردة من الروح والصدق.
 ففكرة الوطنية والمواطنة والسيادة والنزاهة وكل تلك العجائب، تنتهي عند أبواب السلطة عندما يلسع الجوع معدة المثقف، وتتحول المعدة الخاوية لطبل السلطان، ويتحول الخراب الوطني على كل تراب الوطن إلى مادة مزايدة ووسيلة إثراء، فلا يعد إشباع البطن الخاوية اكتفاء بسد ذريعة الجوع فقط بل، نتحول إلى نهم المرحلة الأخرى من منافسة الهوامير.
عامان من الحرب والخراب، تجلت الصورة كالشمس، وتوالت الأقنعة بالتساقط، المثقفون يتساقطون، والحالمون البسطاء يفقدون البوصلة، والسياسيون الأدعياء تداعى آخر أقنعتهم، والمشهد وطن بلا أبناء حقيقيون.
انقلاب هدم وطن متهرئ، وشرعية تحارب الانقلاب بالفساد، رئيس دولة رخو، فاقد للخيال ومقدرات قائد ورجل الحرب، سلم اليمن إلى الانقلابيين لمواجهة التقليديين من القوى القلبية، بعدها عاد كي يعينهم في مناصب الجيش والدولة، يحارب بذهنية الخامل، ووسيلته الفساد بالفساد، وكلاهما الانقلابين والشرعيين يتلاقون عند موطئ اللا دولة التي تبيح لهما ان يصبحا دون منافس عصابات أحدهما برسم شرعية الدستور، وآخر لا شرعية له إلا قوة الجيش المنتزع من أبنائه وزجه في القتال.
وبعد عامين حرب، الخلاص لن يكون لا بمنظومة النخب الفضاضة ولا الشرعية الفاشلة، ولا تفوق الانقلابين، وحده إيجاد وخلق شعب حي، من أبناء حقيقيون للوطن.
 *ناشطة يمنية مقيمة في أميركا

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبد الملك المقرمي

2024-05-05 23:08:01

معاداة للإنسانية !

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد