;
محمد علي محسن
محمد علي محسن

خرقة صالح !! 1214

2017-08-21 08:27:17

شر البلية ما يضحك، فالرئيس الأسبق صالح مازال مغرماً جداً بصورته وهو يسلم الرئيس هادي علم دولة لا وجود لها في واقع الممارسة، فكلما وجد صالح ذاته ملاماً على تصرفاته اللئيمة المخاتلة، رد على منتقديه بصورته تلك التي أراد رفعها في مهرجانه بذكرى تأسيس المؤتمر، وقيل بمعارضة الجماعة الحوثية لها.
وكأننا نعيش في النرويج أو السويد، لا في هذه البلاد التعيسة المنكوبة "اليمن"، فالرجل مازال مصرا بكونه سلّم السلطة إلى خلفه هادي وفي محفل تاريخي لا نظير له في التاريخ السياسي اليمني والعربي عموماً. 
لا أعلم هل الرئيس المخلوع يفعل ذلك اعتقاداً منه بتسليم السلطة وبطريقة ديمقراطية حضارية شهدها العالم قاطبة أم أن فعله يندرج في سياق محاولاته لتضليل أتباعه وأنصاره؟. في كلا الحالتين نحن إزاء تصرفات عبثية لا تشيء بغير أن صاحبها يعاني من أزمات نفسية خطرة. 
ربما انه لا يدرك أن نائبه الأسبق تسلم منه بلاداً ممزقة مجتمعيا، منهكة اقتصاديا، بلا جيش وطني يحمي الدولة وسيادتها ومقدراتها، وبلا أمن يحفظ النظام والسكينة العامة ويحارب الجريمة، وبلا مؤسسات قضاء تحقق العدالة وتنصف المظلومين، وبلا خدمات ضرورية وأساسية تلبي حاجة الملايين المنتفعين من الكهرباء والمياه والغاز والاستطباب الحكومي المجاني وسواها من الأشياء الحياتية اليومية التي انهارت وتبخرت، تاركة اليمنيين لمصيرهم المحتوم.
لست هنا بمقام المدافع عن إخفاقات السلطة الشرعية، ولكنني فقط، أشير إلى واقع مرير غفله صالح وأتباعه ممن يحاولون ذر الرماد في عيون المحبطين الساخطين من اوضاع لم تكن بحسبان اكثر المتشائمين. 
نعم، فالرئيس الأسبق سلم خلفه قطعة قماش، او قولوا " خرقة " لا تحمل أي دلالة او رمزية، لماذا وكيف ان علم الدولة لا يمثل هنا اي دلالة ورمزية ؟ الإجابة : لأن السلطة وانتقالها الفعلي لم يتم في واقع الممارسة وتحديدا في عاصمة البلاد، بدليل أن الرئيس الأسبق ظل محتفظا بقوة وترسانة الجيش وكذا بولاء قادة الجيش والأمن له، وهذا ما أثبته الأحداث الدراماتيكية التالية ليوم التسليم لعلم الدولة.
فحين حاصرت مليشيات جماعة الحوثي الرئيس هادي في منزله الكائن في الستين، كان ان اتصل بالقائد علي الجائفي قائد قوات الاحتياط،متوسلا إليه التحرك لفك الحصار عن مسكنه، فكانت إجابة القائد العسكري، المعني بحماية الرئاسة وعاصمة البلاد عموما، باهتة، ناكثة، مستهترة، مستفزة، مفزعة، اذ رد على هادي وفق إفادة مقرب: هم جماعة صبيان، لا تخاف، لن يفعلوا شيء، وما بش داعي لتحريك قوة عسكرية ". 
واليوم انشغل اليمنيين في الحديث عن الصورة التي رفعت في ميدان السبعين، وأطنب فيها الكثير مدحا وذما وتساؤلا وحيرة، خاصة بعد تصاعد الخلاف بين طرفي الانقلاب، حول المهرجان وتوقيته ومظاهره المعبرة عنه. 
طبعا، صالح وأتباعه، رفعوا تلك الصورة بقصد النيل من الرئيس هادي، وليس مثلما فهم البعض، بكونها مغازلة سياسية من جهة صالح وأنصاره للسلطة الشرعية، وبهدف النكاية للجماعة الحوثية الحليفة. 
 التفسير الواقعي والمنطقي لرفع الصورة الآن، هو أن صالح أراد بها الإساءة لخلفه الرئيس هادي، الذي ووفق هذا المنطق المشوه سلمت له اليمن كاملة، لكنه، ويا للأسف لم يكن عند مستوى المسؤولية والأمانة التي سلمها له الزعيم وفي محفل مهيب نقلته القنوات والوكالات والكاميرات.
فمن بمقدوره مخاطبة الزعيم، بكونه سلم هادي مجرد قطعة قماش، ولا تعني شيئا بالنسبة لنا نحن الذين على الأقل نعلم ماهية التركة الثقيلة، وكيف أن صالح وقف وبصلف وعناد رافضا تسليم السلطة والى يومنا هذا الذي يقف فيه محاربا لتلك السلطة التي لطالما ادعي بتسليمها سلما؟ 
كما ونعلم أنه مازال يدعي انتهاء رئاسة هادي لتجاوزها الفترة المحددة بعامين، ودونما يخبرنا ولو لمرة كيف طال بقائه في الحكم ؟ وكيف أن جيشه الذي ابتلع ثلثي الإنفاق المالي للبلاد في التسليح عجز خائبا عن ردع غارة طيران أو حفظ عمود كهرباء أو حماية رئيس أو نظام أو بلاد لا فرق؟. 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

موسى المقطري

2024-04-24 09:18:01

ورحل جمهوريٌ آخر

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد