;
محمد صالح أبو راس
محمد صالح أبو راس

تزوير تاريخ اليمن 1085

2017-09-23 21:24:30

وصف عصابات الكهنوت الإمامية بمصطلحي الدولة والطائفة أو المذهب الديني مغالطة للتأريخ والواقع فليحذر نشطاء ومثقفو اليمن المحسوبين على ثورتي 26 سبتمبر و 14 أكتوبر..
الإمامة الكهنوتية عصابة عنصرية دخيلة على اليمن أرضاً وتأريخاً وإنساناً، ولم تكن منذ اختراقها لبعض الجغرافيا اليمنية فئة من نسيجة الاجتماعي أو متيمننة وذائبة في نسيج اليمنيين، ولم تكن يوماً دولة بالمعني المؤسسي مطلقاً، بل عملت على تدمير أي شكل أو مضمون لمؤسسات الدولة في أي جزء من اليمن ظهرت وتغلبت خداعاً وتقية على سكانه المسلمين والمخلصين للدين وحب الرسول الكريم وأصحابه جميعاً، وكانت وما زالت أيدولوجية منحرفة دينياً، ولم تكن مذهباً أو طائفة دينية طيلة ظهورها..
صحيح هي تحكمت في بعض مناطق شمال الشمال اليمني ولم تحكم بمعنى الدولة أو حتى بمعنى حتى الحكم القبلي، ولم تستطع أن تتحكم مطلقاً بكل جغرافيا اليمن التاريخية، وجوبهت بمقاومة شرسة من قبل اليمانيين وسكانها الأصليين بكل الجغرافيا التي تغلبت فيها، وجميع قادة تلك العصابات الكهنوتية الذين تسللوا كان مصيرهم إما القتل بأسلحة اليمانيين المتوفرة عبر تلك المراحل أو تعرضوا لعشرات المحاولات للقتل والإصابة وتجرعوا هزائم قاسية مذلة باشتباكات جماعية وفردية ولم يستسلم لها اليمنيون أو تستقر تلك العصابات في التحكم بالجزئية البسيطة من الجغرافيا، بالمعنى العام للاستقرار، ولا يمر شهر في منطقة تتحكم فيها دون مواجهات وقتال رغم الكم الهائل الذي تروجه هذه الأيديولوجية من الشعوذة والخرافة والادعاء باصطفائها جينياً سلالياً من السماء لتكون مالكه لليمن الأرض والسماء والبشر والأخيرون مجرد عبيد وخدم مطيعين لتلك الأيديولوجية الإرهابية، وإضفاء ذلك أنه دين سماوي وهو ما يناقض صريح الديانة الإسلامية والقرآن الكريم ونصوص الأحاديث التي يعرفها غالبية اليمنيين المسلمين عبر أجدادهم الانصار من قبيلتي الأوس والخزرج وعبر الصحابي الجليل معاذ بن جبل رسول رسول الله إلى وسط اليمن مخلاف الجند بعهد الدولة الحميرية التي كانت تتخذ من ظفار عاصمتها السياسية، وأسلم أغلب اليمنيين إيمانا بالحق وعن طريق رسالة فيها الحجة والبراهين والمنطق .
بالعودة إلى عنوان الموضوع والكم الهائل من الخداع العنصري السلالي اللئيم للتأريخ وواقع الاختراق الأجنبي للمجتمع اليمني والمحاولة المستمرة بزج مصطلحات شديدة العنصرية لإكسابها صفة ما على غير واقعها، ومن تلك المصطلحات دولة الإمامة، أو دولة بيت حميد الدين، أو دولة المملكة المتوكلية اليمنية وهنا يرد مصطلح دولة أو الدولة مخادعاً وتزويراً بعضه ممنهجاً لخداع التاريخ والأجيال اليمنية الجديدة،
 فلم يكن هناك دولة مطلقا لعصابات الإمامة الكهنوتية منذ وصول تلك العصابات إلى بعض مناطق شمال الشمال اليمني بل على العكس والنقيض كانت أي غلبة وتحكم لتلك العصابات بمنطقة أو مديرية أو محافظة من التي باتت تسمى حاليا في شمال الشمال يقوم بالأساس على تدمير أي شكل أو مضمون لمفهوم الدولة ومفهوم النظام والمؤسسات بتلك المناطق وتحول الناس إلى عبيد لها .
فاليمن عرفت أنظمة الحكم ونشوء المؤسسات المدنية والعسكرية قبل عشرات الآلاف من القرون وقبل التأريخ نفسه فاليمن بلد الحضارات وأنظمة الحكم، تعايشت على أرضه الأديان وبقي مفهوم الدولة والوطن لليمنيين
وبمراجعة تأريخ ظهور عدد من عصابات الكهنوت بأيديولوجيتهم المنحرفة والتي كانت أكبر سيطرة لهم بالوصول إلى صنعاء لبضع سنوات وما أن يصلوا حتى يقوموا بتدمير المؤسسات ونهبها وتحويل البشر إلى خدم لشخوصهم وذواتهم وبعدها يظهر زعيم عصابة أخرى في حجة أو صعدة أو عمران ويدعي نفس الأيديولوجية وأحقيتها بالتملك والتحكم العنصري وتبدأ الحرب حتى يتغلب أحدهم ويقتل الآلاف من اليمنيين ويتخلل هذه الأحداث ظهور يمنيين مناهضين للأيدلوجية باعتبارها عصابة إرهابية ضد الإسلام وتدور معارك شرس واستمر هذا على فترات محددة في بعض مناطق شمال الشمال اليمني المعروف حاليا للجغرافيا اليمنية وتمكن اليمنيين من القضاء على تلك العصابات لكن الأيديولوجي بقي بدعم أجنبي لاستمرار استنزاف اليمنيين والذين تمكنوا من الحفاظ على هويتهم في أغلب المناطق اليمنية كجغرافيا الجنوب والوسط وقامت دول عديدة خلال الـ1200 سنة الماضية تمكنت من تطهير اليمن من تلك العصابات كالدولة الرسولية والدولة الصلاحية التي قادت آخر حقبها بعد نقل العاصمة من صنعاء إلى مدينة جبلة بمحافظة إب امرأة من سلالة حميرية يمنية أصيلة إنها -الملكة أروى بنت أحمد الصليحي- وأعلنت نظاما ملكيا -وليس إمامة - وبدولة لها نظام مؤسسي شبيه- من حيث شكل النظام- بمملكة سبأ التي اتخذت من مأرب عاصمتها وسيطرة المملكة اليمنية الصليحية على غالبية جغرافيا اليمن التأريخية برا وبحرا وشهدت اليمن تطورا وازدهار واسعا في المجالات الاقتصادية والسياسية والعلمية وكانت نموذجا للتعايش الاجتماعي والتسامح بين المذاهب الإسلامية وأثرها باقي في جامع السنة المجاور للمجمع الملكي بمدينة إب والذي ما زال شاهدا حتى اليوم .
ورغم أن هناك من يحاول تحريف تأريخ الدولة الصليحية ربما لأن اليمن الإسلامية تجاوزت عقدة الذكورية في تولي عرش السلطة قبل وبعد الإسلام ويحاولون وسم الملكة أروى والعهد الصلاحي الذي ظل أكثر من 100عام بوسم مذهبي محدد للانتقاص من التأريخ والواقع اليمني العظيم حتى ولو كانت غير متمذهبة وتدرس مدارسها المذاهب الفقهية الأربعة الشافعية والحنبلية والمالكية والحنفية وتنقية الأفكار والآراء العنصرية لما يسمى بالمذهب الزيدي خصوصا تلك التي ربطت الولاية برباط وراثي جيني ذكوري بدون سند شرعي، وكان نظام مملكة اروي يستقى قوانين الحكم خصوصا مؤسساته القضائية من تلك المذاهب وبتعايش .
المصطلح الثاني وسم أيدلوجية عصابات الإمامة بالطائفية او المذهبية ومنها جماعة الحوثي خصوصا التيار الأيديولوجية العنصري الأكثر تطرفا فالإمامة الكهنوتية التي عرفتها بعض مناطق اليمن ليست مذهبا دينيا مطلقا ويمكن الرجوع الى المختصين في العلوم الدينية وكبار علماء الشريعة الإسلامية بمجمعات الأزهر وعلماء المملكة والجامعات الإسلامية لدراسة الأفكار التي رددتها العصابات الأمامية هل يمكن أن ينطبق عليها أدنى معايير المذاهب الإسلامية، فهي ليست سوى أيدلوجية سياسية عنصرية بدائية تعتمد على الخرافة والكذب والتزييف والخداع ولم تنتم إلى الأديان ولا قوانين الطبيعة السليمة وتتناقض مع شرائع السماء وحتى قوانين العالم الحر .
والمؤسف حقاً أن نجد بعض المثقفين اليمنيين وحتى بعض المسئولين يطلق مصطلح الطائفة على ايدلوجية الإمامة والحوثية أو يطلق مصطلح الدولة على عصاباتها الحقيرة التي تحكمت وارتكبت أفضع الجرائم الإرهابية ونالت من النسيج الاجتماعي النقي في بعض مناطق شمال الجغرافيا اليمنية الحالية .
واستغرب أن البعض يواصل- منخدعاً- وصف إدخال الحوثيين أيدلوجيتهم العنصرية والإرهابية بالطائفية أو المذهبية في المناهج الدراسية ببعض المحافظات اليمنية الخاضعة لسيطرة مسلحي مليشيات الحوثيين وصالح الانقلابية فما قامت به الحوثية من إدخال أفكار أيدلوجية عنصرية منحرفة لا علاقة لها بالطائفية ولا المذهبية هي أيدلوجية إرهابية تهدف لتدمير الأجيال تمهيدا للقضاء التام على مؤسسات الجمهورية اليمنية وتدمير الجزيرة العربية من أي شيء له علاقة بمفهوم الدولة والمؤسسات لصالح قادة تلك العصابات الأيديولوجية الإرهابية ولصالح داعميهم من أعداء الإسلام وشبه الجزيرة العربية .
والجدير أن عصابات الإمامة كانت لا تعرف من الإسلام سوى الزكاة تأخذها عنوة من المزارعين اليمنيين والملاك وترسل عصاباتها لأخذ الزكاة وتخزنها في الجبال لصالح تلك العصابات وأبنائهم دون أن تعطي فقيرا أو جائعا كما هي مقاصد الشريعة الإسلامية من الزكاة، ولم تؤمن عصابات الكهنوت مطلقا بشيء اسمه مؤسسات وكانت تتعامل بالذهب والفضة والعملات الأجنبية فليس لها بنوك أو عملة نقدية وتدمر الجامعات والمصانع وتارة أو تحولها إلى سجون خاصة، بعد أن حولت أطفال أقيال اليمن ووجهائها إلى رهائن ولم تهتم سوى بمصنع واحد كان مخصصا لإنتاج الشمة البيضاء والسوداء لتخدير اليمنيين وكانت تشتري حاجاتها من الخمر والشراب الروحي من خارج البلاد وعاشت عصابات ومرتزقة تستنزف اليمنيين وتسيء للإنسانية والبشرية جمعاء ومن هنا كانت ثورات اليمنيين ضد عصابات الإمامة ثورات شعبية إنسانية خالدة وثورة 26سبتمبر 1962 أم الثورات الإنسانية الخالدة تنتصر للإنسان اليمني والدين الإسلامي وحقوق البشرية جمعا .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد