اليوم تقف تعز أمام مفترق طرق في مرحلة هامة وحرجة وفي ظل وضع حرب داخلية غير متعادلة ومتكافئة من حيث الإمكانيات العسكرية للانقلابيين والإمكانيات العسكرية للجيش الوطني المدافع عن تعز، إضافة إلى موقف بعض دول التحالف العربي وموقفها من قضية تعز ومعاناتها المتفاقمة منذ ثلاث أعوام من الحرب .
⭕ لم تعد مشكلة تعز الحقيقية اليوم هي استقالة محافظ تعز الأستاذ/ علي المعمري أو الإتيان بمحافظ جديد لتعز يتم تعيينه ودهفه عبر قرار جمهوري يصدره رئيس الجمهورية مُذيلاً في خاتمته ( يُنشر في الجريدة الرسمية) .
⭕ قضية تعز الحقيقية اليوم هي استكمال تحريرها وفك حصارها وإعادة تفعيل مؤسساتها ومعاملتها أسوة ببقية المدن المحررة من خلال الالتزام بدفع رواتب أبنائها (عسكريين ومدنيين) والانتظام الشهري في دفع الرواتب بدون أي وجع قلب ودون الحاجة للاعتصامات والمسيرات والإضرابات والنزلة والطلعة والسرحة والرجعة من تعز لعدن ومن عدن لتعز .
⭕ مشكلة تعز اليوم في إعادة استقرارها وفرض هيبة الجيش والأمن فيها والدمج الحقيقي لكل فصائل المقاومة بالجيش الوطني وتأمين المواطن وإخلاء المدينة من المسلحين المدنيين وإخلاء المدارس والمؤسسات الحكومية والأهلية من كافة الثكنات العسكرية وفتح النيابات والمحاكم واعتماد سجن مركزي واحد وإغلاق كل السجون الخاصة وإعادة تفعيل الحياة المدنية التي تعشق تعز وتعز تعشقها .
⭕ لم يكن المحافظ علي المعمري بذلك السوء الذي يتحدث به خصومه
وفي المقابل لم يكن أيضا بذلك المُنقذ الذي يصفه به مُحبوه .
⭕ حين صدر القرار الجمهوري للمعمري محافظاً لتعز لم يكن الأستاذ/ علي المعمري آن ذاك يسكن خارج تعز بداخل الأبراج المشيدة في دول العالم الخارجي
بل صدر القرار بتعيينه وهو في شقته في الدور الأرضي في محافظة تعز في حي المسبح بعد أن نزح من دوره العُلوي إلى الدور الأرضي من شدة القذائف التي تطال كل أحياء تعز وأزقتها.
وغادر من تعز عبر جبل طالوق الوعر مشياً على الأقدام حتى وصل إلى عدن لأداء القسم الجمهوري ولم يتم نقله عبر طائرة هلوكابتر .
ورغم خلال فترة قصيرة من توليه المحافظة عاد إليها مرة أُخرى ولكنه عاد إليها من طريق الضباب وفك حصارها الجزئي من الجهة الغربية وعاد يحمل لها كثيراً من الخير .
⭕ استطاع المعمري خلال فترة وجيزة الظفر لتعز بـ33 ألف رقم عسكري ورقم مالي للأمن والجيش وهذا الرقم المهول لم تظفر به تعز خلال 33 عاماً أثناء فترة حكم صالح كما استطاع المعمري أن يحقق نسبة نجاح عالية في دمج فصائل المقاومة مع الجيش الوطني.
بينما حتى هذه اللحظة لم تستطع محافظة كعدن أو محافظة كمحافظة مأرب أن تحصل على أرقام عسكرية وبطائق عسكرية لأفراد جيشها وأمنها بكل ما تمتلكه تلك المحافظات من دعم حكومي في الجانب العسكري والمالي .
⭕ واستطاع المعمري- ولو بشكل جزئي- تفعيل بعض المكاتب الحكومية إضافة إلى تفعيل بعض النيابات وتفعيل جزئي لمحكمة شرق تعز وقسم التوثيق وبدء العمل فيها في الوقت الذي لا يزال عمل القضاء في محافظة عدن وغيرها من المحافظات المحررة معطلاً حتى اليوم .
⭕ ولا أظن المحافظ الذي سيأتي بعد المعمري سيحقق إنجازات تجعلنا نصفق له صباح مساء.. لأن تعز لم تعد مشكلتها في إيجاد حلول لبعض التفاصيل البسيطة في قضاياها البسيطة بل مشكلة تعز اليوم هي في إمكانية تحقيق طموحاتها وأهدافها العامة في تحريرها وفك حصارها ودمج مقاومتها بالجيش الوطني دمجاً حقيقياً متكاملاً والانتظام بدفع مرتباتها وإعادة تفعيل عمل مؤسساتها الحكومية بشكل حقيقي وفعلي وبسط يد السلطة المحلية في إدارة تعز وغل كل الأيادي الأخرى المُخالفة .
⭕ هذه هي مشاكل تعز الحقيقية ومهامها السامية
وأما قبول استقالة المحافظ المعمري وتعيين محافظ آخر بدلاً عنه فهذا ليس هو مشكلة تعز ولا هو ديدنها الذي يجب أن نختلف حوله ونغرق في تفاصيله وفي كثرة تأويلاته وتفسيراته .
⭕ تعز تقف أمام معضلة حقيقية تتمثل في رغبة بعض دول التحالف الخليجية في بسط نفوذها وفرض أمرها على سلطة تعز وإخضاعها لإدارتها وتنفيذ أوامرها وتحقيق رغباتها وجعل المحافظ المعين لتعز مُسيراً وليس مُخيراً يأتمر بأوامرهم وينفذ توجيهاتهم .
⭕ مشكلة تعز لم تعد في من سيكون محافظها لكن مشكلتها الحقيقية تكمن في السؤال عن من سيحكمها على أرض الواقع !!!
⭕ مشكلة تعز الحقيقية تكمن في عدة تساؤلات تتمثل في :
من يقف أمام تحرير تعز؟
ومن يعرقل صرف مرتباتها؟
ومن يقف عقبة أمام دعم جيشها بالإمكانيات العسكرية أسوة ببعض المحافظات الأخرى؟
ولماذا لا تزال تعز محاصرة حتى اليوم؟
ولماذا أسعار المشتقات النفطية والغازية فيها مضاعفاً عن المحافظات المحررة؟
ومن الذي يتحكم بتعز؟
وما الذي يُراد من تعز؟
أتمنى ختاماً
في حالة صدور قرار جمهوري جديد بتعيين محافظاً لتعز أن يتم استبدال عبارة
(وينشر في الجريدة الرسمية (
إلى عبارة
( يُلزم بتحرير تعز).
