أحزابنا السياسية المساندة للشرعية التئمت كعادتها وشكلت تحالفاً واسع الطيف وأعلنت بعد 3 العوام من الحرب بشكل جماعي أنها مع شرعية الرئيس هادي وأنها مع حكومته الشرعية قلباً وقالباً بلحمها وشحمها ودمها.
خطوة عظيمة ورائعة قامت بها أحزابنا السياسية ولكن للأسف ما قدمته أحزابنا السياسية اليوم في تحالفها المُشكل والمُعلن ولقائها بالرئيس الشرعي هادي ليس سوى حركات مكررة المشهد والمضمون والمعنى ولم تأتي بأي شيء جديد يمكن الوقوف أمامه والتهليل والتكبير له.
هل تمتلك أحزابنا السياسية برنامجاً حقيقياً يحمل في طياته خارطة طريق مُزمنة ومحددة الأهداف والمعايير يمكن من خلالها الخروج بالوطن من النفق المظلم الذي دخل فيه إلى مساحة ضوء تشع من خلالها حياة جديدة تنهي معها مُعاناة اليمنيين ومآسيهم وتضمد جراحهم؟.
هل قدمت أحزابنا السياسية خارطة طريق للرئيس هادي وللتحالف وللحكومة الشرعية وقالت فيه إن هذا برنامجنا الوطني الشامل الكامل لإنقاذ اليمن واليمنيين واتفقت عليه مع الرئيس هادي أولا والتحالف ثانياً والحكومة ثالثاً على تطبيق هذا البرنامج المُقدم من أحزابنا كي يتم تنفيذه خطوة خطوة مثلاً خلال فترة عامي 2018 ــ 2019 م وشددت على أهمية تنفيذ ذلك البرنامج وفق دراسة واقعية على ارض الواقع خلال الزمن المتفق عليه؟.
أم أن أحزابنا فقط شكلت تحالفاً ليس لديه أي مهام سوى الالتقاء برئيس الجمهورية والتقاط صورتين معه ومن ثم بعد ذلك إعلان ذلك المسمى لجماهيرها في اليمن عبر الأخبار ومرفقاً بذلك الخبر صور اللقاء ومن ثم كل واحد منهم يعود لمخدعه السابق كما جرت العادة دائماً؟!!
نريد من أحزابنا السياسية أن تكون مثل أحزاب بلدان الله في الدول الديمقراطية حيث يكون مهمتها إعداد برنامج إنقاذ وطني وتقديمه وتزمين فترة تحقيقه وتعلن للشعب أنها مُلزمة خلال الفترة المحددة على تحقيق حتى نسبة % 60 من برنامجها وتعلن لشعبها عن الـ 60 % التي اتفقت والتزمت على تحقيقها خلال تلك الفترة المُزمنة.
أما مجرد تقديم مسميات لتحالفات والتقاءات والتقاط صور ونشر خبابير بعد ذلك في مواقع الأخبار فذلك يمكن أن يقوم به وبكل سهولة مجموعة مواطنين عاديين لا علاقة لهم بالسياسة ولا بفهلواتها.
باختصار شديد يا أحزابنا السياسية ما هو الجديد في تحالفكم السياسي المُعلن عنه، وما هو البرنامج المقدم من قبلكم الذي سينتفع من خلاله مواطني اليمن حتى نظل نصفق لكم ابتداء من اليوم حتى تاريخ تحقيق أهداف برنامجكم السياسي المُشكل؟.
