تعز.. حيث يموت الموت فيها ألف مره في اليوم وتبقي المدينة تلملم جروحها وتنظر إلى أبنائها وهم يرحلون عنها تاركين رائحة العطر في ثيابها التي باتت ممزقة..
عند دخولك إلى المدينة لا تسمع إلا أصوات المدافع تدوي في الأرجاء وترى أعمدة الدخان وهي تتصاعد من الأحياء السكنية جراء القصف العشوائي..
ترى طلاب الجامعات وقد استبدلوا الأقلام بالكلاشنكوف.
لم تعد كما كانت !!!
عند مرورك بشوارع المدينة ترى ضحكه طويلة على إحدى المنازل التي أتتها قذيفة مليشياوية غادرة فقتلت كل من كان فيه.
وحين تنظر إلى سمائها تجد القذائف وكأنها أمطار غزيرة محمله بالحقد على أهالي تلك المدينة وكأنها هي من تقتل أطفالهم.
تعز حيث يكون الوجع الحقيقي لهذا الوطن الممزق.
تعز حيث تنتهك حقوق الطفولة من قبل عصابات وقطاع طرق أتوا من كهوف مظلمة في شمال الشمال.
هنا تعز حيث كان هناك أطفال يلعبون كرة القدم وقبل أن يسدد أحد اللاعبين الكرة إلى المرمى سبقه أعداء الإنسانية فأطلقوا قذيفة غادرة فأصابت هدفها وحصدت أرواح الفريقين وأنهت حياتهم قبل انتهاء المباراة.
كل شيء سيوقفك في تلك المدينة الممزقة.
منازل مدمرة -
أطفال يصرخون خوفا من الموت -
أما تبكي لفراق طفلها الصغير -
كل شيئ سيوقفك في تلك المدينة
الجوع - العطش -المراكز الصحية والمستشفيات كلها مغلقة - الشوارع فاضية - الحصار الخانق يفتك بالمدينة وسكانها !!!!
حينها ستدمع عينيك من شدة كل ما يحدث فيها.
لكن عندما تنظر إلى خطوط النار وترى الأبطال وهم يرسمون العزة والكرامة في أبهى صورها وتنظر إلى الجدران ولا ترى شعارات المليشيا تدنس الواجهات.
وتنظر إلى العربات العسكرية والأسلحة وهي تتوجه إلى الجبهات لتمطر العدو نارا من أفواهها.. سوف تكتشف أن الكرامة التي يعيشها أبناء تعز تستحق هذه التضحيات.
