;
د. عبد الواسع هزبر المخلافي
د. عبد الواسع هزبر المخلافي

النّبْش .. عندما يصبح ثقافة لأبناء تعز!!(2) 945

2018-01-04 12:11:12

(7) والنبش في تعز بين الأحزاب وارد وقائم ودائم بلا رحمة ولا هوادة، فكل حزب ينبش في سياسات الحزب الآخر ويفتشه ويعد شعر رأسه، ويحصي أنفاسه، ولا أظن قضية نبش ضياع ستمائة ألف سلة غذائية بين أدراج المسؤولين والعاملين عليها وملفاتها المنبوشة المفتوحة حتى اليوم قد غابت عن الأذهان أو نسيها المثقف التعزي؟! وهو دليل الحيويّة والصحة واليقظة، وكل الأحزاب هنا تتنابش بلا حدود ودون استثناء، يتنابشون فيما بينهم ويتنافسون ويختلفون إلا ما رحم ربي ولا يزالون كذلك.  
(8) فإذا لم يجد أبناء تعز المثقفين ما ينبشونه فيما بينهم، فإنهم ينبشون سلطتهم المحلية المدنية منها والعسكرية وقادتهم فيها، وينبشون حكومتهم ودولتهم الشرعيّة العليا ولا يتأخرون ولا يتلكئون، لكنه النبش التصحيحي الجميل، والاختلاف الإيجابي الأصيل، والتفتيش الممدوح في غالب الأحوال المقرون بالدليل، النبش الذي غايته الوصول إلى كلمة سواء من أجل الاجتماع على الخدمة، والارتقاء بالبيئة الأرض والإنسان، كلمة سواء تبني الوطن وتحميه وتنميه، وتنفع الأمة وتكافح الأعداء البغاة القدامى والجدد مهما كانت أقنعتهم الواقية، وألبستهم الساترة. وأقوالهم المزيّنة، وتجلي عن اليمن الفتنة والغمة، وتلك نتيجة إيجابية لاعتماد الحركة الثقافية في تعز للنبش والتفتيش والقراءة فيما وراء الأحداث والأشخاص والأحزاب والهيئات.
 (9) مثقفو تعز قاطبة يلجئون إلى أسلوب النبش على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي والذهاب إلى خلفية الأسماء والمسميات والتكليفات والمسؤوليات والقرارات العليا والسفلى إلى درجة التدخل في خصوصيات الأشخاص وحياتهم الفكرية، وانتماءاتهم الحزبية، ورؤاهم الذاتية، لأنها المدينة الكاشفة الفاضحة المقشقشة المجلجلة المزلزلة، لأنها المحافظة المبتلاه المفتونة، والمحافظة المفجوعة المحرومة الخائفة المتوجِّسة من كل شيء يحصل سياسي أو عسكري سلمي مؤسسي أو تعصبي جماعاتي إرهابي، لأنها المحافظة الفدائية الغارقة في حسابات تضحياتها الجسيمة الأليمة الثقيلة الموجعة في حرب هذه الثلاث السنوات الباغية التي بلغت بشريا بعشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، من المعاقين والمقعدين عسكريون وأمنيون ومقاومة مسلحة ومواطنون أبرياء ولا زالت تقدم وتفدي وتضحِّي وستظل حتى الحسم والتحرير، وسيظل النبش ضمان للإيجابية وتصحيح المسار.   
 (10) وبناء على السابق، فمن كان نصيبه أن تحمّل مسؤولية ما جديدة في محافظة تعز، حكومية أو مدنية كانت أو عسكرية، أن لا ينزعج ولا يخاف مما يكتب ويقال ويشاع، وأن لا يجزع ولا يهلع ولا يفزع لما يُكال ويشاع، ما دام أنه يؤدي مهمة شرعية، ويحمل قضية وهمّ وطن، فليضع في حسبانه أو حِسابه وفي تفكيره أنه تحت المسائلة المفتوحة للمثقفين، وتحت المحاكمات الشعبية المطلقة للمواطنين بأدوات تلك الوسائل السلمية الالكترونية، وذلك هو برلمان تعز الحالي على مستوى المثقفين ومنصات التواصل الاجتماعي، والمثقفون التعزيون هم أعضاء ذلك البرلمان الافتراضي الذي يُعقد عبر الأثير!. 
 (11) من كان نصيبه تقلد منصب ومسؤولية ما في تعز عليه أن يتخيل نفسه في تعز أنه في غرفة زجاجية شفافة كاشفة وأبناء محافظته يطوفون حوله وينظرون إليه وليس بينه وبينها حجاب، فهو يراهم وهم يرونه رأي العين، بل إن أبناء تعز يرونه ويرقبونه وينبشونه ولو يلبس ما يلبس من أغطية ثقافية وفكرية وأيدلوجية، فإنه تحت مجهر أقلامهم وأناملهم، وعلى فوهة ميكروسكوباتهم الصناعية وعيونهم الطبيعية، بل إنهم يرون أقواله وأفعاله كما يرى الرجل مخ ساق حوريته في الجنة من فوق سبعين حله؟! فكل شيء فيها سوف يكون على المكشوف، فليوطن نفسه لذلك وليؤمن وليستقم على مبادئ الجمهورية وأهداف ثورات سبتمبر وأكتوبر وفبراير، والدولة الشرعية، ونضال الاسترداد الذي يخوضه الجيش الوطني ومعه المقاومة الشعبية الشريفة وما نجم من تضحيات فيما بعد انقلاب سبتمبر2014 وحتى الساعة؟!!
(انتهى)

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد