;
أحمد ناصر حميدان
أحمد ناصر حميدان

العصبية تدمرنا ذاتيا 1053

2019-06-27 04:06:46

أخوض معركتي مع عقلية الماضي، مسلحاً بكل تجارب ودروس ذلك الماضي.. لا أنكر أن يوماً كنت اشتراكياً متعصب الأيدلوجيا, مشحوناً بالحماس, ألقي كل اللوم على من يخالف أيدولوجياتي, وهذه طبيعة الإنسان المتعصب للأيدلوجيا التي تغيب عقله, ويعجز عن التفكير والاستنباط والاستنتاج خارج تلك الأيدلوجيا.. لا أنكر أنني كنت جزءاً من الفشل الذي يرمي اللوم على الغير في كل ما يصيبه من أزمات ومصائب, ويطلق السهام على الآخرين, عندما كان التفكير محدوداً.. وعندما خضنا تجربة الديمقراطية والانتخابات وتحالف اللقاء المشترك وأفكار المناضل جار الله عمر ورفاقه, عندما اقتربنا كثيراً من الآخر والمختلف عنا, تحاورنا وخضنا معاً معركة التغيير, تم صقل الأفكار وتوسعت المدارك وصار الوعي متفهماً للواقع والمطلوب والآخر كإنسان شريك في الحياة. لا نحتاج شهادات ورقية دون وعي وتجربة, اليوم صارت الورقية بحوزة الكثير, لكن هل غيرت منهم وصقلت أفكارهم, الكثير منهم للأسف لا يستوعب غير قناعاته وأحلامه فقط, لا يستطيع أن يستوعب حق الآخر كإنسان له ما لك وعليه ما عليك, أن يكون له قناعات واختيارات ومشاريع وتوجهات وحزب ومكون ينظم أفكاره ويبلورها على الواقع.. الآخر يحلم كما نحلم ويتطلع كما نتطلع, ومن الغباء أن نصف كل مغاير بخائن ومتآمر وعميل.. وها هو الزمن يكشف الستار عن حقيقة التحالفات الداخلية والخارجية, تحالفات تأخذ طابع العمالة, عندما يفقد فيها الطرف المحلي الإرادة ويتحول لمجرد أداة مسلوبة تنفذ أجندات مضرة بالصالح العام والوطن. اليوم الواقع محتقن, والتعصب على أشده, والمعارك تأخذ طابعاً أيدلوجياً ومناطقياً وطائفياً, ومثل هؤلاء لديهم المبررات السخيفة, لديهم وصفات جاهزة أعدها لهم المغرض وبروزها, ويديرهم عن بعد من خلالها, إنها الآخر المختلف عنهم بمكوناته الحزبية وشخصياته القيادية, ولا نرى غير كم هائل من الإشاعات والترويج والتدليس والمنشورات والمقالات التي تحكي عن مؤامرات في أذهان تلك الجماعة التي لم تتمكن من تجاوز ماضيها, لا وعياً ولا ثقافة ولا سلوكاً, لازالت مشكلة تنتج مزيداً من المشكلات وتأزيم الواقع. لا أخفي قلقي أن ما يحدث اليوم يذكرنا بالماضي وما قبل كل معارك دامية, والخوف أن تستمر تلك العقلية بذلك الغباء لتصنع مبررات الاقتتال بين أبناء المنطقة الواحدة بل بين القبائل والعشائر والجماعات والطوائف, والبداية كانت من تجريف الوعي والمدنية والتنوع في مدن التنوير والثقافة.. اليوم عدن لا تختلف عن ريفها, وتعز لا تختلف عن ضواحيها, وهكذا صنعاء, صارت اليمن بؤرة تعصب وعصبية, جنوبا وشمالا, وصار العقلاء تائهين عن الحل, لأن العصبية والتخلف المسلح بالعنف هو سيد الموقف, والله يستر على البلد. متى يفوق العقلاء والمثقفون ليصطفوا معاً ضد العصبية والتخلف والعنف ومليشيا السلاح التي تعنف الواقع وتحقنه بالمزيد من الكراهية والصراعات السلبية المدمرة.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد