;
شوقي الميموني
شوقي الميموني

*الحرب النفسية وأثرها على المجتمعات والجيوش (2) * 784

2020-11-16 08:17:18

سنتابع الحديث عن هذا الموضوع تكملة لما بدأناه في المقال السابق. 

يستعين العدو بشتى الوسائل لتحقيق أهداف الحرب النفسية، فهو يستعين في الحرب بنشرات الاستسلام التي يوزعها بالطائرات على القوات المقاتلة وفي الصفوف الخلفية وعلى القواعد المتقدمة والأمامية والخلفية.

shape3

ويستعين في الحرب بمكبرات الصوت والإذاعة للحث على الاستسلام،

القيادة الحصيفة المسيطرة هي التي تمنع العسكريين وغيرهم من التقاط منشورات العدو والإصغاء إلى مكبرات صوته وإذاعته.

وقد استعان الحلفاء في الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945) بأساليب الحرب النفسية، فنجح الحلفاء في تحطيم معنويات الإيطاليين مما أدى إلى استسلامهم بأعداد ضخمة،

كان الإيطاليون يقبلون على سماع الإذاعات المعادية ويتناقلون أخبارها ويصدقونها في أغلب الأحيان، لذلك انهاروا بسرعة وقبلوا شروط الاستسلام، 

بالمقابل لم ينجحوا في تحطيم معنويات الألمان واليابانيين لأن الألمان واليابانيون كانوا يمنعون سماع الإذاعات المعادية.

أما في أيام السلم فان العدو يستعين بوسائل شتى أهمها وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة وما أكثرها (عبر الإنترنت) ويستعين العدو أيضا بنشرات الاستسلام والمنشورات الصحفية ويستخدم مكبرات الصوت والأفلام السينمائية والملصقات والصور والإذاعات والإشاعات والمخربين والجواسيس والوعد والوعيد وإشاعات الانحلال الخلقي والفساد والذعر والخوف والتشكيك بالقيم والمثل العليا.

فما هي الحلول الجذرية البسيطة السهلة التي يعالج بها الإسلام آفات الحرب النفسية؟

ظهر لنا مما تقدم أن أهم أهداف الحرب النفسية هي: التخويف من الموت والفقر، ومن القوة الضاربة للمنتصر، والدعوة إلى الاستسلام، وبث الإشاعات والأراجيف،، وبث اليأس والقنوط، لكن الإسلام عالج كل تلك المخاوف، فالمؤمن لا يخشى الموت، لأنه يؤمن بأنه لا يموت إلا بأجله الموعود. قال تعالى: (لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ) [يونس: 49]، وقالت تعالى: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ) [الأعراف: 34] وقال تعالى: (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله )[آل عمران: 145]، وقال تعالى: (أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ) [النساء: 78]، وقال تعالى: (قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ) [آل عمران: 154].

إن المؤمن يعتقد اعتقادا راسخا بأن الآجال بيد الله سبحانه وتعالى، وما أصدق قول خالد بن الوليد رضي الله عنه عندما حضرته الوفاة: "ما في جسمي موضع شبر إلى وفيه طعنة رمح أو سيف، وها أنذا أموت على فراشي كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء". 

والمؤمن لا يخاف الفقر، لأنه يعتقد اعتقادا راسخا بأن الأرزاق بيد الله سبحانه، وأنه يرزق نملة داخل صخرة في قعر بحر محيط فكيف ينسى الإنسان؟

قال تعالى: (وَاللّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ) [البقرة: 212]، وقال تعالى: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا‏ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) [الطلاق: 2-3]، وقال تعالى: (وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا) [هود: 6].

والمؤمن لا يخشى قوات العدو الضاربة، فما انتصر المسلمون في أيام الرسول صلى الله عليه وسلم، وفي أيام الفتوحات الإسلامية بعدة أو عدد، بل كان انتصارهم بإيمانهم وعقيدتهم ثم بإعداد استطاعوا، قال تعالى: (قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ؛ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) [البقرة: 249]، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ. لآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) [الأنفال: 65-66]، وقال تعالى: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ،‏ فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ) [آل عمران: 173]. 

سنتوقف اليوم هنا لنتابع الحديث عن الموضوع في المقال القادم ان شاء الله.

في أمان الله

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد