;
شوقي الميموني
شوقي الميموني

المعنويات وتغيير موازين القوى(13) 950

2021-02-04 01:55:46

القارئ الكريم أضع بين يديك المقال الأخير من سلسلة المعنويات وتغيير موازين القوى وارجو من الله أن أكون قد وفقت في توضيح أهمية المعنويات العالية للمجتمعات والأفراد والجيوش. 
بناء على ما ذكرنا في المقالات السابقة يتضح جلياً كيف صنع الإسلام الجندي الحق والجيش المتين ،
 فالجندي المسلم لا يكذب ولا يسرق ولا يزني ولا يخون ولا يغش ولا يتجسس على جيشه، يخلص لواجبه أعظم الاخلاص، وينسى نفسه في سبيل المصلحة العليا للمسلمين، يتجلى بالضبط المتين، فيطيع الأوامر وينفذها بأمانة وإخلاص واندفاع، يصبر في البأساء والضراء وحين البأس، ويتحمل المشاق العسكرية صابرا محتسبا، يتصف بالشجاعة والاقدام، ويثبت في الميدان ولا يفر أبدا، ولا يولي يوم الزحف، حذرا يقظا، لا يستهين بعدوه، يجاهد بماله وروحه في سبيل الله.
هذا الجندي المسلم، بهذه الصفات الرائعة، هو بالتأكيد عنصر فعال في جيش له تعاليمه الدقيقة في التنظيم والتجنيد، في جيش نقي من الدخلاء والملوثين، لا يغدر ولا يخون ولا يجور على أحد، له تعاليمه القوية في القتال وفي السلام، وفي التمسك بالعهود والمواثيق، وفي معاملة الأسرى معاملة إنسانية راقية.
هذا الجيش الذي يَعِدُ كل متطلبات القتال، سلاحا وعتادا وقضايا إدارية ومصانع عسكرية، لا يمكن أن يُغلب أبدا،
 وغزوات النبي صلى الله عليه وسلم، والفتح الاسلامي، خير شاهد على ذلك.
لقد انتصر المسلمون الأولون، لأنهم كانوا ترجمة عملية لتعاليم ديننا تمشي على الارض، وحين اعرض المسلمون عن دينهم، وتركوا تعاليمه، تداعت عليهم الأمم، وأصبحوا غثاء كغثاء السيل، 
قد أعزهم الله بالإسلام، ولن يعزوا بغيره والإسلام ليس نسبا ولا إرثا ولا منطقة جغرافية، بل هو عمل وتضحية وفداء.
والمسلمون الذين يصومون ويصلون ويؤدون الفرائض، ثم يقعدون عن الجهاد في سبيل الله، خاصة حينما يكون الجهاد فرض عين كما هو حالنا هذا الوقت في اليمن، ليسوا مسلمين حقا.
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من مات ولم يغزو ولم يحدث نفسه بالغزو، مات على شعبة من النفاق).
يتبادر الي الاذهان سؤال كبير دار ويدور على كل لسان!
 لماذا اندحر الجيش السابق للجمهورية اليمنية الذي يعد قوامه بمئات الآلاف ولديه من الإمكانيات وأسباب القوة الكثير! اندحر واختفى وذاب بل إن كثيراً منه انضم للأعداء؟
الحقيقة أسباب الاندحار كثيرة، من أهمها أن من كان يديرهم لم يغرسوا فيهم العقيدة وحب الأوطان بقدر ما غرسوا فيهم الولاء المطلق لأشخاص بعينهم.
نعم كان جيشاً قوياً ماديا وعدديا لكن بدون معنويات، وقد اثبتت الأحداث، أن معنويات الجيوش إن لم تكن عالية تفشل وتتراجع. 
كما أننا تعلمنا دروس مهمة من تاريخ الحروب سوأ كانت القديمة او الحديثة، أن المعنويات أقوى من السلاح، وأن الجيش الذي يتحلى بالمعنويات العالية ينتصر في النهاية على اعدائه مهما طال الأمد.
إن المعنويات ترتكز أولا وآخرا على العقيدة، فما هي العقيدة التي كان الجيش اليمني السابق والجيوش العربية تؤمن بها؟
هل هي المبادئ المستوردة من الشرق او من الغرب؟
هل هي الشعارات التي لم تتجاوز اللسان هتافا وصراخا والتي لم تخالط القلب والوجدان؟
هل هي الولاء المطلق للاشخاص والعمل من أجل الأمجاد الشخصية؟
كل تلك الأمور وأمثالها لا يمكن أن تسمى عقيدة بناءة ولا يمكن للجندي ان يضحي في سبيلها بروحه، والروح أغلى ما يملكه الإنسان. 
إن المسلمون يمتلكون عقيدة هي أقوى العقائد وأصلبها، وقد قادتهم الى النصر والى قيادة العالم قرونا طويلة. 
وهذه العقيدة، تحث على الجهاد بالمال والنفس، وتحث على الشجاعة والاقدام، وتأمر بالصبر والثبات وتنهي عن التولي يوم الزحف، وتغرس في النفوس الطاعة.
ولست أعرف عقيدة غير عقيدة الاسلام، تبني كل هذه الفضائل العسكرية في العقول والنفوس معا.
ولو أن العسكريين قيادة وأفراد استقر في نفوسهم، أن الرجل لا يموت الا بأجله الموعود، وأن الشهادة في سبيل الله من أعظم الدرجات، وأن الفرار يوم الزحف من الكبائر، وأن الجهاد أفضل العبادات.
لو استقر في أذهانهم مثل هذه المثل العليا النابعة من صميم الاسلام، لكان لهم شأن في الحرب أي شأن.
ولهذا لابد من الإستمرار والعمل على غرس مبادئ الدين في نفوس العسكريين ضباطا وجنودا من أبناء الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بالدروس والمحاضرات، ومراقبة سلوكهم الشخصي مراقبة دقيقة، ومحاربة أسباب إشاعة الفوضى الأخلاقية والعمل على غرس الفضيلة والخلق الكريم بينهم. 
لقد كانت الولايات المتحدة الأمريكية متفوقة على فيتنام الشمالية تفوقا عظيما في الناحية العلمية، ولكن فيتنام لم تستسلم ولم توقف القتال، وكانت أمريكا أيضا متفوقة على فيتنام تفوقا ساحقا في الجو، ولكن فيتنام لم تستسلم ولم توقف القتال،
 لقد استطاعت فيتنام أن تكبد الولايات المتحدة مائة ألف عسكري منهم ستة عشر ألف قتيل وأربع وثمانون ألف جريح.
واستطاعت فيتنام أن تسقط ثلاثة آلاف طائرة من طائرات الولايات المتحدة الأمريكية.
إن الثبات وحده الذي حقق لفيتنام الشمالية هذا النصر، ولا ثبات بدون عقيدة حتى ولو كنت عقيدة باطلة. 
ولقد عزا قسم من المفكرين العرب انتصار العدو الصهيوني الى تفوقه في العلوم التطبيقية (التكنولوجيا) ولعل هذا التفوق العلمي سبب من الأسباب، ولكنه ليس السبب الأول والأخير، وعزا قسم اخر منهم انتصار العدو الصهيوني الى التفوق الجوي ولعل هذا التفوق الجوي سبب من الأسباب ولكنه ليس السبب الأول والأخير.
وأسباب انتصارهم نجدها في تصريح مسؤول صهيوني كبير، أن عوامل انتصارهم على العرب خمسة، على رأسها العامل الروحي.6
وحين احتل العدو الصهيوني القدس القديمة يوم 6/6/1967 زحفت جموعهم وعلى رأسهم رئيس كيانهم حفاة حاسري الرأس الى حائط المبكى!، 
وذكر أحد قيادات العدو الصهيوني، انهم انتصروا على العرب لأنهم يؤمنون بالله.
فهل صرح مسؤول عربي مثل هذا التصريح حتى اليوم؟
وإذا كان اليهود يؤمنون بالله، فبماذا يؤمن المسلمون؟
هل فكر المسلمون بالعودة الى تعاليم دينهم، ليكون لهم سندا وعونا في الشدائد والملمات؟ أم لا يزالون يعتبرون الدين وتعاليمه من الأمور الثانوية؟
إن الناحية العلمية التطبيقية واعداد الطائرات والدروع والأسلحة والعتاد، وإكمال التدريب والتجهيز، كلها تدخل في نطاق الاعداد العسكري الذي أمر به الإسلام.
ولكن الناحية المعنوية، وهي التمسك بالعقيدة لا تقل أهمية للجيش والشعب على حد سواء من الاعداد المادي.
فلابد من العودة الى الله تائبين منيبين، ولابد من العودة الى تعاليمه، وعند ذاك لن نغلب أبدا.
إن الذي يحتاج اليه المسلمين اليوم، هو الإيمان بالله، والإيمان بالعلم، وحينذاك سيقول يهود كما قال أسلافهم من قبل: إن فيها قوما جبارين.
وسيقول الحوثي: لا طاقة لي اليوم بالحيش الوطني وجنوده.
وصدق الله العظيم:" ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز".
ونصر الله هو الإيمان به، والثقة بقدرته، والعمل بتعاليمه، ثم الأعداد لمتطلبات القتال التي أمر بها " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ".
ولقد ذكر الله سبحانه وتعالى الذين ينصرهم فقال:" الذين إن مكناهم في الارض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور ".
إن المؤمن لا ييأس والمؤمن لا يقنط والعدو إذا انتصرت ساعة، فلن ينتصر الى قيام الساعة ...
ولينصرن الله من ينصره. 
في أمان الله

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد