;
عمر جميل القباطي
عمر جميل القباطي

اشتعال الجبهات والمبادرات الأمريكية.. ما الذي يحدث؟ 693

2021-03-16 08:17:41



السعودية لن تسعى لحسم الأمور لأنها ببساطة لا تملك القرار لفعل ذلك، وقطعا لن تسمح بسقوط مأرب لعلمها أنها ستكون الهدف التالي

الضربات الموجعة التي تلقتها مليشيا الحوثي في مأرب جعل المبعوث الأمريكي «تيم ليندركينغ» يدعو لوقف إطلاق النار لمنع قوات الشرعية من الهجوم وأخذ زمام المبادرة





مطلع الشهر الفائت شنّ الحوثيون هجوما بربريا كبيرا على محافظة مأرب من ثلاث اتجاهات بمئات بل بآلاف من مقاتلهم كلما ذهبت مجموعة أتوا بأخرى، وأعلنوا النفير العام في بعض المحافظات للزج بأبنائها في معارك لا ناقة لهم فيها ولا جمل، وجندوا أسطولا علاميا يضم صحفا وقنوات ومواقع تضخ سيلا من الأخبار المزيفة والتحليلات الكاذبة


مبشرين ومهنئين أتباعهم بما لم يحصل على أرض الميدان، وما يزال هجومهم مستمر إلى الآن، لكنه لم يعد بذلك الزخم والقوة الذي كان عليه في البداية.

وبالتزامن استقبلت السعودية عشرات الضربات خلال الأسابيع الأخيرة استهدفت مناطق كثيرة على رأسها العاصمة الرياض بصواريخ باليستية، غير أن هجوم 7 مارس/آذار الجاري كان الأبرز مستهدفا بطائرة مسيرة محملة بالقنابل وصاروخ باليستي ميناء رأس تنورة ومرافق أرامكو بمدينة الدمام بتاريخ، وهجمات أخرى كثيرة على مدينة أبها وخميس مشيط والمناطق الحدودية.

وكل هذه التطورات حدثت عقب زيارة المبعوث الأممي مارتن غريفيث إلى طهران الشهر الماضي، والقرارات التي أصدرتها الإدارة الأمريكية في يناير الماضي بخصوص اليمن وهي: تعيين مبعوث خاص لها لليمن، رفع جماعة الحوثي عن قوائم الإرهاب، إنهاء دعم عمليات التحالف، وجلها تصب في مصلحة الحوثيين، فالسعودية معتمدة بشكل شبه كلي على أمريكا في السلاح والمعلومات الإستخباراتية وبدونها لن تتمكن من توفير الأمن لأراضيها ناهيك عن أراضي غيرها، والتصريحات الأمريكية الآتية من البيت الأبيض ووزاراة الخارجية وعلى لسان مسئولين والتي تدعو لتهدئة في اليمن، وتندد بالهجمات على السعودية ليست إلا لذر الرماد على العيون؛ فهي تريد الإتفاق مع إيران على أطلال اليمن.
والقرارات الأمريكية لم يكن الهدف منها عدم عرقلة وصول المساعدات كما قالوا، وإنما تعبيد الطريق أمام الحوثيين للسيطرة على مأرب ثم اللجوء إلى حل مرضٍ لهم بعيد عن قرارات الأمم المتحدة نفسها لاسيما قرار مجلس الأمن 2216 بعد أن يكونوا سيطروا على أغلب مناطق شمال البلاد وهو الحل الذي سيرتكز على مبادرة «الإعلان المشترك» التي وضع بنودها الأولى وزير الخارجية الأمريكي في عهد أوباما «جون كيري» وتنص على وقف شامل لإطلاق النار في كافة أرجاء اليمن، وإنهاء عمليات التحالف، وتوقف الحوثيين عن قصف السعودية، وتشكيل لجان للمراقبة من الطرفين بمشاركة الأمم المتحدة.

   *مآلات التصعيد الحالي*
في 3 مارس الجاري شنت قوات الشرعية هجوما واسعا على الحوثيين غربي محافظة تعز وهي من المحافظات القليلة التي قاومت الإماميين ومنعتهم من دخولها بعد سيطرتهم على العاصمة صنعاء، وخلال الهجوم سيطرت على مناطق شاسعة وتمكنت من فتح الخط الرابط بين مدينة تعز ومدينة المخا الساحلية مما سيخفف من وطئة الحصار المطبوق على المدينة من ثلاث جهات منذ بداية الحرب، وأعلن المحافظ النفير والتعبئة العامة لتحرير المحافظة، ولأول مرة منذ سنوات شارك طيران التحالف في هذه المعارك، وأمس الجمعة 12 مارس/آذار تحركت جبهة أخرى كانت نائمة منذ فترة طويلة في محافظة حجة تحديدا في مديرية عبس حيث سيطرت القوات الحكومية على بعض المناطق، وهناك أنباء عن اندلاع معارك عنيفة في عدد من جبهات الحديدة.

يجمع المراقبون أنّ تحرك هذه الجبهات يصبو للتخفيف عن محافظة مأرب وإحباط هجوم الحوثيين عليها الذين سحبوا مقاتليهم من الجبهات الأخرى إليها ليحققوا حلمهم في السيطرة على منابع النفط والغاز، وتوهموا أنهم أصبحوا قوى عظمى وأن بقية الجبهات لن تجرؤ على مهاجمتهم وستنتظر حتى يهاجموها هم، بيد أن خططهم لم تصب مرماها ووصلوا إلى طريق مسدود في عملياتهم العسكرية في مأرب بعد أن استنفذوا جل طرقهم القتالية، وخطابهم الثوري بدأ يفقد بريقه ومفعوله، والآن تفاجئوا بالعمليات العسكرية ضدهم، وعودة الطيران بقوة في أكثر من محافظة بعد سبات طويل.

ويوم الثلاثاء الماضي زار متحدث التحالف مأرب في زيارة هي الأولى من نوعها لمسئول بهذا الحجم إلى مناطق القتال منذ بداية الحرب، لكن هل يدل ذلك بأن السعودية قررت الاعتماد على نفسها وتكثيف عملياتها بعيدا عن الإملاءات الغربية وتوثيق علاقتها بشكل حقيقي مع المكونات الإجتماعية المناوئة للمشروع الإيراني في اليمن، وتصحيح أخطائها الكثيرة التي ارتكبتها طيلة سنين الحرب؟

من المرجح أن السعودية لن تسعى لحسم الأمور لأنها ببساطة لا تملك القرار لفعل ذلك، ربما ستسعى فقط لموازنة الكفة بين الأطراف، وقطعا لن تسمح بسقوط مأرب لعلمها أنها ستكون الهدف التالي، وقد أكدت مرارا أنها تقف مع القوات هناك.

أما المبادرات الأمريكية فهي لا تسعى لحلحلة الأزمة وإنما تدويلها، وهم يستخدمون المنظمات الإنسانية التابعة لهم منطلقا للتدخل إذ هي أصبحت الحكومة الفعلية في كثير من مناطق البلاد وبدونها ستنهار الخدمات، ويحرص الأمريكان على بقاء جماعة الحوثي واستمرارها بالحكم لتقوم بتجريف عقول الناشئة وخلخلة كيان المجتمع، وإذا كانت على وشك الهزيمة هنا أو هناك صاحوا وناحوا بخطورة الوضع الإنساني، وفشلهم في مأرب جعل المبعوث الأمريكي «تيم ليندركينغ» يدعو لوقف إطلاق النار لمنع قوات الشرعية من الهجوم وأخذ زمام المبادرة، وعليه من المستبعد أن يؤدي التصعيد الحالي والتحركات الأممية والأمريكية إلى وضع حد للحرب المشتعلة منذ ست سنوات، والأيام وحدها ستكشف خفايا ما يدور ويحدث.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

علي أحمد العِمراني

2024-05-08 00:25:19

"1-5" حقائق عن اليمن!

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد