;
يحيى حمران
يحيى حمران

عندما تكون القيادة بحجم المسؤولية 855

2021-12-18 04:27:14

بلا شك أنها ستطول معاناة من لم يفهم ويستوعب ما اثبتته السنين الماضية انه ليس هنالك ثمة ما يربط بين ما تدعيه عصابات الإمامة من مظلوميات زائفة، ولا ما تتصنع به من مودات كرتونية تجاه من تخدرهم عند انشغالها بحرب رفاق سلاح لهم واخوان مجتمع آخرين، وبين افعالها الإجرامية بحق من غدرت بهم عند اول فرصة تمكنت منهم فيها ـ وهم الشعب كله ـ حتى من تبدي تملقا لهم بالود ليرضخوا أمامها طائعين لا ليكونوا احرارا واندادا لها؛ حتى في ظل اجادتها لتقمص دور الضحية بواسطة تمثيلها الهزلي وتلونها القميء ..

وليس هنالك حافزا معنويا يرفع عزيمة ـ ويرسخ ارادة ـ الجندي من ان يحظى باحترام وثقة وتشجيع قائده الاعلى، ناهيك عن ان يتشارك معه تقلبات اجواء المعركة بكل تفاصيلها اللحظية، بين استراحة هدوء نار الحرب حينا، والمواجهات الدامية مع عدو عنصري وحاقد لدود تجاه من يختلف معهم؛ إلى حد النازية في التنكيل لو وجد أمامه فرصة الانقضاض عليهم، مالم يكسرونه مدحورا احيانا أخرى ..

كما انه لا رابط يعزز الإقدام على البسالة في المواجهات بنفوس راضية في سبيل الانتصار للقضية ـ الجامعة ـ الوطنية من أن يرى المقاتل قيادته العليا في موضع القدوة التي لا تتناقض مع ذاتها ولا يختلف فعلها عن قولها في شيء، فيكون عند ذلك ـ الجندي ـ ظلها الواسع اذا وقفت، وسيلها الجرار عند اول اشارة منها بالهجوم، ولا يبالي بالموت من اي الجهات سيأتي مادام القائد ـ الحافز المعنوي ـ يتقدمهم او ينظر اليهم من قرب كرفيق سلاح نبيل متجردا عن رتبه العليا وقد تهيأ للقيام بما يلزم القيام به إن هم تعرضوا لأذى الحرب المعهودة، او وقعوا في شراك فخاخ عصابات الكهنوت الإمامي الذين لم ينتصر دجاجلتها يوما بمواجهة ميدانية واحدة مالم يغدرون بنقض ميثاق أو خرق هدنة، او بخيانات عقب كل عويل ومطالبات منهم بإجراء حوارات ووساطات شكلية لينجوا بأنفسهم اولا ثم يغدرون بمختلف اساليب الخسة، وهذا هو ديدنهم منذ قدوم الهالك الاول يحيى بن الحسين بن القاسم قبل ١٢٠٠ عام قديما، ومنذ تمردهم الاول على الدولة في عصرنا ـ الشاهد على ذلك ـ الحديث ..

لذلك سيجد المتابع أن القادة المتسلحين بقوة شكيمتهم الجمهورية، قد نهضوا للمواجهة مئتزرين بهويتهم اليمنية، لا يفارقون غبار المعارك، حتى أصبحوا وقود تأجيج معنويات وعزائم الجند، فترى القائد يهدئ من روع مستجد، ويوجه آخر متحمس، ويضبط سير حركة المواجهة، ويحافظ على الجمع ليصمدوا في مواقعهم حينا او يهاجمون لاستعادة مواقع اخرى مادام حيا يرزق، او يتحول إلى ملهم للثبات في قلوب وعزائم محبيه ان ارتقى يوما شهيدا مجيدا ..

وما نزفت يوما دماء الأحرار في أرض إلا وازداد ثبات أقدام رفاقهم الأبطال في مراسيها، ولا صعدت روح إلى مرتقاها إلا وتصلبت عزائم أرواح من فارقتهم في مواجهة زيف كاهن متغطرس، دون كلل أو ملل حتى ينكسر قطيعه الزاحف بلا رؤية غير إشباع رغبة سيئهم في قتل من يختلف معه، فيصمدون حتى يُذل جَمع الباغي المتبلد عند مشاهدة جثامين من سبقوهم ممرغة ومنسية بين أكوام الرمال ..

ها قد اثبتت الايام انه لم يكن القائد القدوة حكرا على ما سطرته اقلام الكتاب والادباء في ثنايا الاوراق المنسية، بعد ان انجبت الاحداث الاخيرة في اليمن العشرات إن لم يكن المئات من هؤلاء القادة الملهمين، بشهادة الآلاف من الجنود الأصدق في نقل حقائق القادة من بين شهود العيان، كون شهادتهم ذات علاقة وترابط وثيق مع حشاشة احساسهم بخطر القتل، او الاسر، او الاعاقة المستدامة، والجرح في أحسن الاحوال، ولا مجال عندهم للمجاملات او الحسابات الاخرى مع من راوا منه غير حقيقة ما نقلوا .. 

ومن انبل القادة حسب شهادة كل من عرفه في ارض الميدان، اثناء تنقلاته الميدانية ترجل اللواء الركن ناصر الذيباني تاركا منصبه الرفيع بعد أن جند نفسه واقفا في رحاب هذه الارض ليكون لمن خلفه مثلا مرهقا في الثبات والصمود على المبدأ، في سبيل استرداد حرية وكرامة شعب منكوب، وحماية وصون مجتمع مخذول، وساعيا إلى استعادة عار دولة أصبحت مؤسساتها منهوبة في زوايا رواق وخبايا كهف ..

عندما يستشهد القائد الكبير بهمته وهمومه مثله مثل الكثير من الشهداء دفاعا عن ما تبقى من مكتسبات الجمهورية في هذ الأرض الغبراء التي جمعت بين تضحيات كل الأحرار من مارب ورفاقهم أبناء إب وريمة والجوف وصنعاء والحديدة وذمار وصعدة وحجة وتعز وعمران والضالع وابين والبيضاء والمحويت وكافة مناطق اليمن، فإنه سيتحول مع الشهداء الأبرار إلى ايقونة نضال للاجيال القادمة الذين نثق انهم لن يفرطوا بالمكتسبات بعد كل هذه التضحيات ، التي جعلت من رمال مارب أرضا جامعة ولم تكن قبل الانقلاب الامامي الا قفار مكفهرة يصعب على ابناء المناطق الاخرى التنقل فيها على ان يدافعوا باستماتة عنها ..

استشهد اللواء الذيباني ومن معه من الابطال الاحرار بعد من سبقوهم بعيدا عن الاستراحة خارج ميدان المعركة خلال سبع سنوات من النضال الرافض للتسلط السلالي على حساب قيم وثوابت واعراف الهوية اليمنية المتجذرة منذ آلاف السنين، ولسان حاله يلهج بقول الفضول :

هاك منّا قسماً يا ارضنا

خالداً في شدةٍ أو في رخاءِ

لن يُلاقي البغي إلا رفضنا

رفض جبار شريف الكبرياءِ

هاهُنا نحن وقد وحدناطن أصبح منا أثْمَنَا

وغدت أصقاعه معبدنا

لم ولن نعبد فيها وثنا

أو يرى نخاس أرضٍ أننا

نأخذ الدنيا ونُعطي اليمنا

كم سلكنا ومشينا

طُرقاً تفنى بها روح الفناءِ

ورفضنا وأبينا

ركعة الهون وضعف الإنحناءِ

نحن رفض رافض إن مسنا

ظلم ظلاّم بعيداً أو قريبا

كم رفضنا ولبسنا رفضنا

حللاً حمراً وإصراراً عجيبا

نحن رفض أبداً لكننا

نعشق الحق جليلاً ومهيبا

هذه الأرض التي سرنا على

صهوات العز فيها وأتينا 

وملكنا فوقها أقدارنا

ونواصيها فشئنا وأبينا

أبداً لن تنتهي فيها انتصاراتنا

إلا اذا نحن انتهينا

وعلى نهج الهمداني ونشوان والمقبلي والشوكاني والمحلوي والزبيري والسلال والنعمان وعلي عبدالمغني والشدادي والابارة واليافعي وناصر الذيباني وغيرهم الكثير جدا ممن سقوا ضمور مؤسسات الدولة ـ الجمهورية والدستورية ـ بدمائهم الزكية، لتحصد الأجيال القادمة ثمار كل هذه التضحيات وقد تمثلت بالأمن والعلم والصحة والعدالة والرخاء المغدق بالعيش الكريم وفرض مبدأ المساواة المجتمعية، ولن يتحقق ذلك إلا باستمرار مقاومة الاستبداد السلالي وهو اخطر انواع العنصريات والنعرات المتطرفة، في سبيل الانتصار لمعركة كرامة اليمنيين الجامعة ..

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد