عبد الجبار سعد
وجود صحيفة يومية غير رسمية في بلد كاليمن أمر شاق .. ومغامرة لا يقدم عليها إلا ذو عزم وإرادة غير عادية وذلك حال ( أخبار اليوم ) ففي اعتقادي أن المعارض والموافق على حد سواء يقدر جهود القائمين على إصدار صحيفة يومية غير رسمية .. وبالنسبة لأخبار اليوم .. في الكثير من الأحيان أراها تتميز تميزا يوجب لها التقدير حين تقدم الخبر وتجمع النقائض في تفسيره .. فتراها تقدم خبرا من جهة معارضة ثم تقدم خبرا ينقضه من نفس الجهة ..قبل أن تقدم نقيضه من السلطة وذلك حدث كثيرا في فترة الانتخابات الرئاسية وما بعدها حين برزت جهات شديدة التطرف في المشترك فكان الرد عليها من نفس الجهات المعتدلة في المشترك نفسه .. ونراها أكثر من ذلك تواجه تطرف حركة الإخوان المسلمين في اليمن بتصريحات مرشد الجماعة في العالم كله .. وجهات قريبة من الحركة الإسلامية وفكرها .. كالغنوشي وصاحب مركز المقريزي في لندن وتوفق في الحصول على لقاءات غير اعتيادية مع شخصيات يمنية وعربية وإسلامية غير عادية .. في مناسبات كثيرة..
يحسب لها تبنيها لقضايا المستضعفين وضحايا الفساد في البلاد بطريقة تفوق تبني المعارضة بكل أحزابها لها .. ويحسب لها .. تبنيها لقضايا عربية وعالمية .. تعزف الصحف الرسمية عنها كما تعزف صحف المعارضة وكل الصحف المرتبطة بالجانبين لأسباب معروفة وهي حالة الهيمنة الإعلامية للقطب الواحد .. مما جعل قضايا المقاومة العراقية مثلا .. وأمثالها لا تحظى بأي اهتمام حقيقي من جانب الكثير .. وتتبناها أخبار اليوم بشكل يستوجب التقدير ..
أنا شخصيا أعتمد عليها في الشأن المحلي .. ليس لتغطية الخبر بل لتغطية التداعيات المرتبطة به من طرفي المواجهة فيه ..
وإن كان لي من ملاحظات على أدائها فهي ليس انحيازها لأنه لا يمكن لأي جهة إلا أن تكون كذلك بمعنى أن لكل فرد وجهة وصحيفة موقفاً عاماً .. لا يمكن أن ينسى حين يؤدي الإنسان مهمته الإعلامية .. وهذا يشمل فيما يشمل أخبار اليوم .. ولكن ربما أحسست أحيانا أن هناك تحريضا في مناسبات معينة تم مكاشفة الأخ إبراهيم مجاهد بها خصوصا فيما يخص محافظ صعدة في الفترة الأخيرة .. وقد سمعت منه تبريرات وسمعت من الجانب الآخر بعدها أيضا .. ويحتاج الأمر الجمع بين الجانبين لتبين صحة الظنون التي ذهبت إليها أو صحة التبريرات ..
ملاحظة ثانية وهي فنية .. أن عملية التوزيع في الغالب ليست منتظمة .. وقد علمت من القائمين على الصحيفة أنها توزع مع الثورة والحقيقة أن ذلك ربما ليس هو الحاصل حقيقة .. فكثيرا ما توجد الثورة ولا توجد أخبار اليوم معها وهذه تحتاج إلى متابعة وجهد إضافي خصوصا وأنا أعلم من خلال اتصالاتي بالقائمين على الصحيفة مقدار الجهد الذي يبذلونه لإنجاز الصحيفة في وقت متأخر من الليل لكي تصل إلى مركز التوزيع في الوقت المطلوب ..
هذه ليست ملاحظاتي كاملة فهناك غيرها ليس هذا مقامها 0
في كل الأحوال .. هذه الملاحظات لا تلغي حقيقة التقدير والإكبار للجهد المتميز للصحيفة والقائمين عليها في تنوير الرأي العام وموافاته بالخبر .. والمعلومة والاهتمام المسؤول في الشأن العام .. وليس هناك عمل بشري يخلو من النقص كما أن ما أراه ليس بالضرورة هو الحق الذي لا مراء فيه فقد يكون الظن خاطئا .. والتقدير غير مصيب في إحدى جانبيه أو في كليهما .. لكن هذا ما نحسبه ..
