;

الهيكـــــــل فـــــــي «الجزيـــــــرة» 1186

2007-03-03 17:38:17

كتب/صادق يحيى الروحاني

عن الرئيس الفنزويلي أعددت ملفاً كاملاً يتحدث عن التحالف الجنوب اميركي الذي تقوده فنزويلا في مواجهة «U. S. A»، وافق مدير التحرير على النشر وحينما وصل رئيس التحرير من سفره اطلع على المقالات ورفض رفضاً قاطعاً نشر المواضيع بسبب ان هذه النوعية من المقالات لا تتوافق مع توجهات الصحيفة. »

هذه الصحيفة يشتق من اسمها «الليل» لكنني اتساءل: من سيغضب من هذه المقالات في اليمن كلها، بل في العالم العربي كله إلا مجموعة سفراء الامبراطورية؟ وماذا سيصنع مقال في صحيفة؟ فالشاهد هنا هو عدم السماح بأي كتابة تدعو وتعزز قيم الاصالة والمقاومة والانتماء للمبدأ وللوطن في اي وسيلة اعلام، والمطلوب في هذه المرحلة هي كتابات الهزيمة وكتاب المارينز الذين يعززون ثقافة اليأس والاستسلام، وثقافة الازدراء والتحقير من اي تجربة في العالم لصالح الشعوب وبخاصة الشعوب الاسلامية.



لذا فقد توقع الكاتب الشهير الدكتور محمد عباس عودة عقب احداث «11 سبتمبر» المفصلية في تاريخ العالم. . توقع بنظرته الثاقبة ان تدفع اميركا للصدارة القوميين من شيوعيين وناصريين«1» حتى لا يحتل الساحة الخالية اصحابها الحقيقيون الذين يقودون الامة ويوجهونها بقيم الحق، القوة، والحرية، ويشير إلى ان الاميركان سيدفعون بالفكر الصوفي بكل سلبياته كي يخفف أو يميع من عقيدة الجهاد.
وبالنظر إلى الماضي القريب فقد وُجد اشخاص خدموا المستعمر وساهموا في هزيمة الامة، بل كانوا أس البلاء واساسه، وهاهم يزحفون من جديد على وسائل الاعلام؛ ف«هيكل» يعود إلى الاضواء على قناة «الجزيرة» التي نكن لها الاحترام إلا انها واقعة تحت ضغط اميركي كبير اقتضت الضرورة والحاجة «60» حلقة من حلقات التزييف والتيئيس للامة من شاشة اكبر فضائية عربية يحترمها الناس.
اذاً هيكل ضرورة من ضرورات المرحلة، يصنف هيكل انه احد ألمع «10» كتاب في العالم وقد ملأ الآفاق شهرة، لقد كان قلب وضمير- ان كان لها ضمير- ثورة يوليو 52م بل يصل البعض بأن ثورة يوليو رواية كتبها هيكل وعبدالناصر بطلها. . والبعض الآخر بأنها -أي الثورة - رواية ألفت لهما. . يتساءل الدكتور محمد عباس عودة بعد ان تابع هيكل من على «الجزيرة» اين الله في عالمه، اين دين امته في عالمه. . اين دين قومه بعد لغتهم؟؟؟
اميركا بالنسبة له سقف الكون. . ونتساءل: لماذا لا يتلكم هيكل العربية الفصحى، هل هي رسالة التزام يوجهها إلى اكثر من جهة؟
فما هي مهمة هيكل طوال «60» حلقة؟ ولماذا هيكل في هذا التوقيت بالذات؟ ماهي الاسس الفكرية والمنطلقات الثقافية لهذا الرجل؟ماذا صنع للامة حينما كان في سلطة الثورة عقلها وفكرها وفيلسوفها؟ وهل هيكل عميل للاستخبارات الاميركية؟ ما حقيقة اتهامات «مايلزكوبلاند» ضابط المخابرات الاميركية لهيكل بالعمالة؟ وما حقيقة اتهامات الرئىس السوفييتي الاسبق خور تشوف له بالعمل لحساب «C. I. a»؟ هل حضر هيكل حادثة اعدام الشهيد سيد قطب؟ من هم اصدقاؤه واساتذته الذين يفخر بهم على قناة «الجزيرة»؟.
ابدأ بجملة قالها هيكل خانته فيها حواسه وملامح وجهه وتعبيراته فقال على «الجزيرة» :«انا قلت لاخوانا في اميركا انتو بتحرجو. . . » وانتبَهَ لخطورة التصريح فتوقف للحظة واعاد صياغة الجملة من جديد ،وقال: «انا قلت لاخونا في اميركا انتو بتحرجوا. . اصدقاءكم في مصر» الجملة الاولى بسياقها الطبيعي «ان قلت لاخوانا في اميركا انتو بتحرجونا. . . » لكنه ذكي قطعها سريعاً ليستدرك بالتعميم ويجدف نحو البعيد.
انما المعنى انه يعاتبهم على الارغام والجهر. . وفضح الاصدقاء مهمة هيكل هي نفي الاسلام كحضارة مقاومة ومحرك للشعوب من نومها ومن مواتها. . فالرجل لا يفهم إلا ان الاستشهاديين يندفعون للشهادة بسبب اليأس وانسداد المستقبل، فهو لا يعرف قدر الشهيد عند ربه، ولا حلاوة التضحية في سبيل الله، حيث اصبحت هذه الاعمال القيمية بمثابة محطات مهمة يقف عندها مفكرو الغرب مجللين لها باعتبارها علامة فارقة لدين حي قادر على تجييش اتباعه للتضحية بانفسهم من اجل دينهم ووطنهم ومبادئهم، ومن مختلف المستويات حتى مستوى الرؤساء، والرئىس الشهيد صدام حسين احدى تلك المعالم، بل ويجعلونها دليلاً ساطعاً على افلاس الحضارة الغربية وتكلسها في عالم القيم وبالتالي تراجعها وهجران الشعوب لتلك القيم والحضارة البالية.
يقولون ان كلمة الاستاذ «مفردة» حينما تنطق فلا تعني إلا الاستاذ هيكل، تماماً كعظماء الشعر مثلاً من مصر الحبيبة الذين ملأت اسماؤهم الدنيا، فحينما نقول حافظ ابراهيم، احمد شوقي، صادق الرافعي، أو كاسم الامام الشهيد حسن البنا يتبادر إلى الذهن الاشياء العظيمة مثل «النيل، الاهرامات، ابو الهول» وكذلك هيكل كما يقول البعض، بل ذهب بعض المفتتنين بهيكل ان رددوا ان هيكل سيذيع في اسبوع انتخابات اميركا اسراراً تسقط بوش. . الخ، هذا هو هيكل في نظر الكثيرين، يتساءل الدكتور محمد عباس: لماذا لم يبدأ هيكل ببيان موقع الاسلام من منظومته الفكرية وموقعه في مشروع انقاذ الامة، ويستطرد: بعدما اتهمه الرئىس السادات وآخرون بالالحاد، كان من حقنا عليه ان يقول لنا هل مازال مسلماً، فذلك هام لنقبل مشروعه أو لنرفضه. . .
. . . واعترف انا شخصياً انه مما قربه كثيراً إلى قلبي. . اجابته لسؤال: هل قرأت القرآن؟ فاجاب يقول قرأته؟ بل حفظته كله، لا تستغرب لجراءة السؤال عزيزي فهيكل يهتم بهذا بل ويجعل في ذلك اكبر الاثر على السياسة وعلى الرأي العام وعلى رأس الحكم.
عندما كتب في العديد من كتبه متهما الملكة نازلي بالخيانة الزوجية والارتداد عن الاسلام. . بل واتهم ابنتيها باتهامات مماثلة، يستطرد د. عباس: ان هيكل يهتم بدين الشخصية لانعكاساتها السياسية، فالسؤال أو الحديث عن دين الشخص لا يعتبر كفراً، يذهب إلى النار أو ارهاباً يرسل إلى غوانتانامو، خاصة حينما لا تجد للدين مكاناً في فكر الرجل وكتاباته، بل ازدراء واحتقار، يقول سيار الجميل- استاذ التاريخ في جامعة الموصل وفي الجامعات الاردنية والامارات- ان هيكل يرجع ان من اتهموه بالعمالة للأميركيين هم من يحقدون عليه، ولكن الباحثين والاكاديميين يقولون بأن كلاً من الرئىس محمد نجيب ومايلز كوبلاند وخورتشوف. . لم يصدر منهم هذه التهم كونهم يحقدون عليه، فقد اتهم الرئىس محمد نجيب بالخيانة لحساب دولة اجنبية «كتابه «كلمتي للتاريخ» «2»، كما اتهم مايلزكوبلاند بالعمالة المخلصة وكوبلاند هذا هو المساعد الاقليمي لمسؤول الوكالة «C. I. A» في الشرق الاوسط كيرميت روزفلت أو كيم وهو الاسم المدلل وهذا ايضاً حفيد الرئىس الاميركي تيدرو روزفلت. <
«1» مع تقديرنا للقوميين اليمنيين الذين لم يجعلوا العروبة بديلاً عن الدين.
«2-» من الكتب التي سطرت في هذا الصدد:
- بلا خنجر وبلا عباءة ل«مايلز كوبلاند»
- لعبة الأمم ل«مايلز كوبلاند»
- ثورة يوليو الاميركية ل«محمد جلال كشك».


 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

محمد عيضة شبيبة

2024-04-27 03:04:29

إلا الزنداني!!

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد