;

سيوف الحوثيين في صعدة تكشف غيمية السيوف الثورية والخناجر الحزبية 1150

2007-03-03 17:54:03

حسن الأشموري

السيوف لا تلمع فقط هنا أوهناك، ولا تشارك في عرضة صعدة! إنها هناك كما هنا تستمطر دماء الخيرين والأشرار، فهذا زمن حرب الحوثيين وسفك المزيد من تلك الألوان الحمراء، إنها الحرب الثالثة في صعدة تبدت لنا بوجه واحد لأكثر من وجوه، ويعود فعل المتمردين الحوثيين بعد أن كانوا هم من بدأ الإثم، يعود الفعل إلى سيرته الأولى لتتناسخه عن دراية ورغبة حينا، وحينا على غفلة السيوف الثورية والخناجر الثورية في الحزبية اليمنية لتلتقي السيوف الثورية وإن على مضض مع ميراث الاشتراكيين البلاشفة منذ فلاديمير إيليتش لينين أوليانوف وآخرين من حاملي الحلم الثوري والمسيرات العظمى من الأرياف في الصين وكوبا إلى جبال صعدة، لتجد السيوف والخناجر مستقرا ومستودعا لها هناك حيث القرويون يسقطون على بطون الجبال وحيث نبلاء حراس الدستور والوحدة يلقون وجه الله وهم نظرون إلى الأعالي حيث المجد وإلى الخلف حيث تأتي دوما خيانات الساسة.


إنها رحلة للسيوف إلى تلك الجبال ولكن بدون المعلم ماو تسي تونغ و شوان لاي وفيديل كاسترو وأرنستو تشيفارا وبدون الأئمة المعصومين في الأكيد المطلق.
إنه إثم السيوف الثورية إذن، وقد استدعت هذه السيوف الجديد الدموي في صعدة من القديم الدموي في عدن والمناطق الوسطى قبل أكثر من خمسة وعشرين عاما، ولم يفطن حملة هذه السيوف الثورية المتشيعة في السيوف الحوثية المتمردة إلى بصائر الله الموزعة على عباد الله أن نوعية التلقي لحملة السيوف بالأمس اختلفت لدى العامة اليوم، ولكن تأسي السيوف الثورية لم يصب بهزات عقل الواقع ومتغيراته، وما زالت فكرة «التمرد والثورة الدائمة» للرفيق ليف دافيدوفيتش برونشتاين الشهير ب«تروتسكي» في النبي المسلح والنبي الأعزل والنبي المشرد لإيزاك دوتستشر أو ما سمي بثلاثية تروتسكي «مرثية انتصار في هزيمة»، مازالت رغم بعدها عن كهوف صعدة قائمة.
السيوف الثورية تلك اختصرت الموقف والقيل والقال والتقول ولم تضع الوقت لتتأرجح بين بين، فمحاولة كسب كل الناس عن طريق الانتماء إلى كل الناس والجهات محاولة خاسرة والتوسط بين المواقف ضياع بين الموقفين أو اللحاق بأحدهما، لهذا وبطرق غرائبية حسم الثوريون لسيوفهم اللحاق بصعدة ، لكن المؤكد في جموع تلك السيوف أن سياسيين موالين فخريين لأفكار الشباب المؤمن اخترقوا المراكز العليا والقواعد، هم من حسم خيارات وجهة السيوف لتتكشف صورة ضعف سدنة الحزب ومحاربيه القدامى في مكتبه السياسي وسكرتاريته ولجنته المركزية.
وأبعد من الأزمنة البلشفية تتصل بسيوف الحوثيين الخناجر القادمة من غبار الزمن المرواني والعباسي ومن بعده زمن صلاح الدين، إنها خناجر تنتسب لإسلام الله في القوى الشعبية على قلة خناجر أفراده وأكثرها التحاما بالسيوف المتمردة بالفعل والظواهر الصوتية، ويليهم ، أتباع ومريدو الفكرة الحوثية الذين تشابكوا بخارطة كبيرة من العلاقات مع كل الأتباع في كل زاوية وركن حزبي ومجتمع مدني بعد أن وزعوا أنفسهم بشيوخهم وأطفالهم ونسائهم في تلك المواقع والمتنزهات السياسية هنا وهناك بدهاء أموي، إذ لم يعرف عن السواد الأعظم عن هذه الفئة المختارة باختيار نفسها ومن شايعهم أنهم كانوا على مقربة من فضائل الدهاء والخير أو الشر الذي يتأبطه الدهاء ، فقد عرفوا دوما في التاريخ بالسير إلى السيوف قبل إعمال العقل والحكمة في موجبات العزم والعزيمة، والتبصر مليا.
وتشرئب مع السيوف التقدمية والرجعية في رحلة الخروج الثالثة للحوثيين في صعدة خناجر بعض الإسلاميين من حزب محمد قحطان الذي تقمص بنفسيته القلقة لكثرة التسيس التي تعتري حزبه الإصلاح، مما أنهك قوانا في معرفة ماهية هذا الإصلاح اليوم الذي رغب أن يقضي وطره السياسي في الأشهر الأخيرة لا في الإستراتيجيات الكبرى والأمجاد السماوية اليمنية وما يحاك للسلام الاجتماعي اليمني، بل استبدل الذي هو خير بالذي هو أدنى، فأدخلنا بسلامة مقصدة في بكائية كربلائية مفجوعة إلى حضيرة مخرجات الدجاج من البيض رغم أهميتها في عمقها المعيشي، فما كان من أباطرة الحزب على علو كعبهم إلا اللحاق به لينشغلوا بكربلائية البيض ما فقس منه وما لم يفقس، وكل ذلك في انتظار فتح من السماء بأن يضرب الله الحوثيين المارقين بحكام المؤتمر الظالمين.
وبجانب السيوف الحوثية والخناجر الثورية بتقدميتها ورجعيتها وإسلاميتها، تقفز دولة من هناك، من أراضي ما بعد الخليج إلى صعدة في محاولة لتأمين طريق آخر للحجر الأسود لسهولة تقبيله من صعدة وصعوبة ضمه من طهران.
كما أن الحرب الثالثة في هذا المسار تكون قد ولجت إلى الجبال من ميلاد المواريث والإرث، حول الحاكمية والحكم والنفوذ، لتتشارك السيوف على تعدد أحجامها مع السيوف الحوثية مستجدات صعدة الثالثة، فقط من أجل سلطان لم يكن الرسول الكريم يعطيه لمن يطلبه ويطمع فيه ويجد في السعي إليه «حديث أبي ذر» الحديث الذي صدر متقدما بقرون على رحيلنا الجماعي نحو الديمقراطيات الحديثة.
ذاك هو المشهد في سيوف التمرد التي لم تهلك الحرث والنسل فحسب، بل فتحت البصائر والنظائر على من يجلس إلى يمين الوطن ويسار الوطن وخلف الوطن وأمام الوطن، وما الذي تضمره السيوف والخناجر للوطن عن بعد وعن قرب، كل ذلك ذهب بذاكرة حراس الدستور الوحدوي في مواجهة الفلول كل الفلول في صعدة وصنعاء إلى استدعاء رائعة المتنبي من متون التاريخ وهم يخاطبون أنفسهم بديلا عن سيف الدولة:
وسوى الروم خلف ظهرك روم فعلى أي جانبيك تميل
ينشد حراس الدستور والوحدة «وسوى الروم» وهم يعون أن سيوف الحوثيين هنا والخناجر الثورية هناك لا تواجه الامبريالية فيما بعد المحيط الأطلسي فذاك دونه الفناء وركوب الأهوال، وإن تشابه القول والشعار للثورية الشيعية للحوثيين «الموت لأميركا الموت لإسرائيل» بحلم «القضاء على الإمبريالية الأميركية ) للشيوعية القديمة وللاشتراكية الوطنية والأممية، وكلا الشعارين ولد هناك حيث السوفييات القديم وإيران الآيات، فاختفت من الشعارين الخصوصية اليمنية، وإذا لم تنبت الأشياء من الأرض الأصل فلا قرار هنا لما ولد هناك. <

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

نبيل البكيري

2024-05-02 00:48:59

النعي المهيب..

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد