كروان عبد الهادي الشرجبي
امرأة كاملة لنصف رجل!!
قلة من النساء يرتبطن برجال متزوجين وكثيرات يرفضن فما هي المشكلة؟.
إن الزواج بمتزوج مشكلة إلا إذا دعت ظروف الرجل النفسية وظروف المرأة الأضعف في هذه المحاولة، كونها تعيش في مجتمع ذكوري بكل المقاييس. . . إنها مشكلة للزوجة الأولى كما هي مشكلة للزوجة الثانية وعلى الرجل المتزوج بامرأتين أن يكون حكيماً وعادلاً، فهل هناك رجل بهذه الصفات؟
طبعاً لا يوجد بدليل أنه عندما يتزوج بالمرأة الثانية يتزوجها سراً وعليها أي الزوجة الثانية أن تتحمل مهما كانت الظروف مادية صعبة أو صحية سيئة، على ألا تتصل بزوجها حين يكون عند زوجته الأولى التي يخاف أن تعرف أنه متزوج.
إن الزواج بمتزوج فيه إهانة للمرأة لأنها في كل الأحوال تعيش منقوصة الحقوق لأن من غير المعقول أن يكون الرجل عادلاً مع الاثنتين لا بد أن يكون هناك انتقاص من كيان المرأة وحقوقها لأن الزوج لا يستطيع أن يقسم قلبه بين امرأتين ومن تتزوج متزوج لن تتزوج رجلاً كاملاً.
لمسات ضرورية
حاسة اللمس مهمة جداً ومعروفة، سمعنا جميعاً عن لمسة حنان وما تخلقه من الجسد في أحاسيس ترفع كفاءة المناعة وتقوي العاطفة وتشد الأزر فالأم حينما تقوم بواجبها تجاه أبنائها خير قيام ولاسيما أيام المرض حيث أن لمساتها الحنونة تفعل فعل السحر في الجسم المريض.
والطبيب المتعاطف مع مريضه والممرضة الحنونة التي تعامل المرضى يقومان بذلك وتمثل تلك اللمسات الشيء الكثير للمرضى وترفع من قدراتهم على تجاوز المحن.
وهناك لمسات وفاء يفتقدها الكثيرون ممن قدموا تضحيات جمة، إنها تعادل عند من يفتقدها الدنيا وما عليها إن أي عمل لابد أن يتوج ببعض اللمسات الضرورية لأن أداء أي عمل ناجحاً لن يعطى مفعولاً مثل ذلك العمل الذي تخالطه اللمسات الإنسانية.
حتى الأبنية الصماء تصبح ذات جمال حينما يشرف على تنفيذها مهندس بارع اللمسات، حتى في الأمراض المستعصية يكون للمسات الإنسانية استثناء في تشجيع المرضى على مقاومة المرض والإقبال على الحياة والتفاؤل وحتى الحروق والجروح تتحسن بالمعالجات النفسية واللمسات العلاجية الحنونة.
كم من لمسات إنسانية نحن في حاجة إليها في الصحة والمرض، وفي النفس قبل الجسد، حتى تغدو مناعتنا قوية و حتى نواجه شدائد الحياة بلا خوف.
"فقر الأخلاق"
فئة من الناس شديدو الإلحاح في السؤال هذه الفئة تتعامل مع العاطي كأنه مضطر إلى مساعدته ومجبران يعطيه ما يسأل والمضحك أن الكثير منهم إن منحته مبلغاً من المال اعترض وطالب بالأكثر.
مثل هؤلاء لابد أن نتوقف عن إعطائهم فالقناعة هي كنز والتعفف لا يضاهيه خلق ربما لم يكن من حاجة فعليه وأنها فقط عادة بالسؤال والإلحاح وهؤلاء وإن كانوا فقراء فهم فقراء الأخلاق، أن تكون فقير مادياً هذا أمر عادي لكن أن تكون فقيراً في الأخلاق فتلك هي المصيبة العظمى.
فأخلاق الناس هي واجهتهم في التعامل مع الناس وإذا انعدمت صار الإنسان مشوهاً بدون ملامح لذا علينا التمسك بأخلاقنا، ترى لو عرف فقير الأخلاق ومدى اشمئزاز الناس منه هل سيعي حجم القلق من وجوده أينما هلَّ؟
بالتأكيد لا يعلم، لأنه لو فعل لن ينسحب بهدوء كعادة إنسان كريم النفس، بل سيهاجر بفقره إلى مكان آخر ويفرض وجوده بوقاحة ظاهرة، فيجب مواجهة مثل هؤلاء الفقراء، فلربما كان لأحدهم عقل وتعلم أن يكون محبوباً بدلاً من هذه السلبية التي يتعامل بها مع الآخرين.
اللهم اجعلنا فقراء إليك وأغنياء بك.
