;

نافذة تربوية: إنهم يتآمرون على أبنائنا فيغتالون براءتهم 1030

2008-03-25 12:16:27

علي الخديري

اعتدنا منذ أن كنا أطفالاً وما زلنا نتذكر أن المدرسة يبدأ دورها تربوياً قبل أن يكون تعليمياً، فالمعلم قبل أن يمسك الطبشور أو يأمر ضيوف العلم بفتح الكتاب المدرسي يقوم أولاً وفي كل يوم دراسي جديد بالتوجيه التربوي وغرس السلوكيات الطيبة والحميدة وتصحيح أي اعوجاجات قد لمسها في تصرفات أحد الطلاب فيقوم المعلم بتصحيحها بتوجيه تربوي عام بعيداً عن التخصيص والتحديد لأن ذلك يضمن عدم تعقيد التلميذ والطفل الصغير الذي يرتكب الخطأ الذي لا يدرك حجمه، وهنا تقع على المعلم مسؤولية القيام بعمل إصلاحات وترميمات في سلوكيات التلاميذ الصغار مثله مثل الميكانيكي الذي يبدع في ترميم السيارة وكذا طبيب العظام الذي يبدع في ترميم الكسور والشروخ فالمعلم مفتاح لكل جوانب الحياة الإنسانية وسيد الابتكارات الاستكشافات والقدوة الحسنة والمثل الأعلى لتلامذته إن أبدع صنيعاً ومعروفاً بهم وأخلص بأمانة في أداء دوره المهني المتخصص تربوياً أولاً يضمن أن يكسب أجراً كبيراً عند الله عز وجل ويكون قد أسهم في زرع الأخلاق الحميدة في شخصيات جيل مخلص وثانياً علمياً يكون المعلم المخلص (جزاه الله خيراً ) قد أسهم في تفتح عقول تلامذته وجعلهم يحبون العلم ليحبه الله عز وجل ويجعلهم كثيرو الإطلاع والمثابرة والمعرفة فتتفجر طاقاتهم الإبداعية ويحددون ميولهم بسبب معلم أحب مهنته وأخلص لها.

فبوابة تطوير وارتقاء المجتمعات التربية والتعليم إن أعطى لهذا المجال حقه من الاهتمام كسبنا الرهان وأن أهمل المجال التربوي والتعليمي الضمانة الأكيدة أن نظل متخلفين وبجودة عالية من التخلف والرهان دوماً على الفشل وألف صميل ويمين أن نظل متخلفين، وهذا هو واقعنا في اليمن والأسباب أوردها على النحو الآتي:-

- غياب الجانب التربوي في دور المدرسة وإن وجد يكون بنسبة هامشية لا تذكر لأن المعلم الذي يشعر بوخزة الضمير والأنين ويعطي للجانب التربوي حقه ينظر له بنظرة قاصرة ويكون منبوذاً بين زملائه وما يصنعه في حصته يأتي زميلاً آخر في الحصة التالية ليهد البناء.

- انتقاء عدد ليس بقليل من قيادات العمل التربوي والتعليمي بوصايا حزبية وتوصيات سياسية ومتنفذه وقبلية دون إعطاء معايير الكفاءة القيادية والتخصص أي اعتبارات أو مقاييس بينما عدد كبير من الخبرات القيادية المخضرمة تم إقصاؤها لمواقفها أو تحويلها إلى وظائف غير الوظيفة التي أبدعوا وهذه الأيام لا يكفي بالمقام أن تكون حامل بطاقة الحصان، فالرضاء الشخصي أولاً ثم المؤتمر الشعبي العام ثانياً وهذا حاصل للأسف الشديد في جميع محافظات الجمهورية وفي نماذج من مدارسها.. إن العميان يقودون مفتحين، رحم الله طه حسين وعبدالله البردوني.

- أصبح ضرورياً على المعلم أن يستكمل المقرر الدراسي فإن وجد الموجه الفني ذلك هو الحاصل يقال للمعلم (شباش) و(شاطر) دون أن يعلم الموجه كيف أنهى المعلم وبأي مزاج وخاطر أنجز المقرر الدراسي وإن وجد المعلم متأخر بعدد من الدروس يعتبر مقصراً ومهملاً، لهذا تفوقت عدد من مدارسنا الحكومية في نواحي مختلفة من محافظات الجمهورية بتخرج أسراب من الطلاب الأميين الذي ينتقلون من سنة دراسية إلى أخرى.. هل تعتقدون عندما تمنح درجات النجاح للأميين الذين ينتشرون في المجتمع كانتشار الجراد في موسمه.. هل تمنح لهم الدرجات "بلوشي" ولوجه الله؟ وبالمقابل تعتقدون كم عدد الطلاب الذكور بالذات المثابرين الذين ينجحون بجهودهم في كل مدرسة من مدارس الجمهورية؟

- كانت المدرسة بإمكانياتها المحدودة وشحة مدرسيها بل وندرتهم قبل الثورة السبتمبرية والأكتوبرية وإلى بعد سنوات الثورة بحوالي عقدين من الزمن كانت المدرسة مصنعاً لإعداد الرجال ورسم شخصياتهم، فهيبة المدرسة ومكانتها الكبيرة وقوة شخصية المعلم كانت هي البداية الحقيقية نحو بناء يمن جديد وقد سجلت تراجعاً ملحوظاً في عقد الثمانينات من القرن الماضي وكشفت سنوات منذ قيام الوحدة اليمنية وحتى يومنا هذا عورات الذكور وتراجع مستوياتهم وبروز وتفوق الإناث بجدارة واستحقاق أضف إلى فقدان المعلم لهيبته.

- فقدان الشعور بالمسؤولية وغياب المحاسبة الذاتية وعدم اعتماد مبدأ الثواب والعقاب.

- اتجهت الدولة نحو مصادرة حقوق المعلم ما ولد لدى كثير من المعلمين الإحباط والتذمر فأصبحوا يتعاملون باللامبالاة كرد فعل نفسي من قبلهم وضحية ذلك هو الطالب.

- لم تعد هناك لجان قبول لتعيين المعلمين بل أصبحت المسألة توظيف للمتقدمين بواسطة ملفاتهم ومن لديه وسيط وهو معين جديد يكون نصابه من الحصص أربع أو يأتي بغيره للتدريس نيابة عنه.

- كذلك لم تعد هناك لجان فنية توكل إليها إعادة النظر في سلوكيات المعلم وتقييم تصرفاته اليومية، فعلى سبيل المثال ما هو الإجراء الذي كان بالإمكان أن تتخذه لجنة من هذه اللجان لو عرفت أن معلم شاذ يتلفظ أمام طلابه ببذاءة كعبارة (الذي فيبوا بسه باخرج له ياته" ولفظ آخر تردده معلمة ما بين الحين والآخر على مسامع تلميذاتها واللفظ ليس بالنص وإنما بما معناه "اللي في صدوركن أكبر من الذي في صدري ولو تزوجت منكن واحدة الليلة بتبكر معها في بطنها توأم"؟ أو ماذا سيكون رأي اللجنة بالمعلم الذي يصطحب معه تلاميذ صغار في السن إلى المراقص؟ وماذا سيكون رد فعل اللجنة عندما تعلم بأن معلم يذهب بصحبة تلاميذه لمضغ القات في الساحل وآخر يتبادل معهم أقراص السيدي والديفيدي؟ وهناك الكثير من السلوكيات اليومية التي يفترض ألا تكون موجودة بين الوسط التربوي والتعليمي وإنما المؤكد عليه والحقيقة أنها الموجودة.

إن ظاهرة الشواذ موجودة ولا يمكن أن تكون الجهات المسؤولة لا تعلم بها ومثل هذه السلوكيات تعد مؤامرة على أبنائنا لاغتيال براءتهم وطهارتهم، فمن يعتقد أن مثل هذه السلوكيات حرية شخصية، فهذا غلط!!

والمؤسف له أن وزارة التربية والتعليم أعطت الأولوية للكم العشوائي وأهملت الكيف في النقوة والنخبة.

ولنا عودة لو اقتضت الضرورة وبالاسم والعنوان والأدلة والبراهين حتى لو فقدنا مصالحنا في سبيل الحفاظ على أولادنا.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد