;

معاً إلى دمشق 881

2008-03-25 12:21:01

عبد الوارث النجري

من الواجب على القيادات العربية حضور القمة العربية التي تحتضنها نهاية هذا الشهر العاصمة السورية دمشق، خاصة في ظل المتغيرات السياسية والعسكرية والاقتصادية التي تشهدها المنطقة، إلى جانب الكثير من الهموم والمشاكل التي يعاني منها كل قطر عربي، ولهذا فإنه من الواجب على كل دولة عربية أن تحضر قمة دمشق من خلال قياداتها، بعيداً عن أي مبررات واهية أخرى لا تخدم بلدان وشعوب المنطقة بالقدر الذي تخدم فيه مخططات عدائية خارجية وصهيونية... إن أي محاولات لإضعاف قمة دمشق من خلال تغيب مقصود لأي من القيادات العربية من رؤساء وأمراء وملوك الاكتفاء بتمثيل وزير الخارجية أو رئيس الوزراء أو ممثل في الجامعة العربية فإن ذلك إلا ما تعذر يعزز من جرائم الكيان الصهيوني في فلسطين والجرائم الأمريكية والبريطانية في العراق الشقيق مع استمرار سياسات العدوان والغطرسة الصهيوغربية في المنطقة والعمل على استمرار تنفيذ زرع الفتن والمشاكل والاضطرابات داخل كل دولة عربية لما فيه تحقيق معالم وخطوط مشروع الشرق الأوسط الكبير لتقسيم المقسم وتجزئة المجزئ من خلال إثارة النعرات الطائفية والقبلية والحزبية والاجتماعية، في ظل استمرار سياسات التجويع وفرض الحصار والابتزاز السياسي باسم الحريات والديمقراطية وغيرها من المسميات الأخرى التي يتم طرحها بين الحين والآخر بين أوساط المجتمعات العربية.

على الجميع أن يدركوا بأن اجتماع القيادات العربية كل عام ليناقشوا هموم ومشاكل شعوبهم على طاولة واحدة يعني الكثير بالنسبة للشعوب التي صارت مغلوبة على أمرها، كما يعني الكثير والكثير بالنسبة للعدو الخارجي الذي يلهث وراء خيرات وثروات الدول العربية لنهبها بالقوة، فلقاء القيادات العربية من رؤساء وأمراء وسلاطين وملوك كل عام يوم واحد يعني أيضاً فشل تلك الدول الخارجية العدائية المحتلة وفي مقدمتها الكيان الصهيوني في تنفيذ مخططاتها العدوانية الهادفة إلى تقسيم الدولة العربية الواحدة إلى أقاليم وجماعات تتناحر فيما بينها عشرات السنين، خلال الأسابيع الماضية حاولت بعض الأصوات النشاز عبر وسائل الإعلام ربط مصير ونجاح عقد القمة العربية في دمشق بالوضع الراهن في لبنان وتحديد ممثلي الدول العربية إلى القمة بحسب تطور الأوضاع السياسية اللبنانية في الأيام القليلة القادمة وهذا ما لا نريد أن تنجر ورائه كافة القيادات العربية التي من الواجب الوطني عليها أن لا تقيم بخلط الأوراق والانصياع للتنظيرات الخارجية والعدائية، وعدم الربط بين القمة القادمة بدمشق بالأوضاع الداخلية بلبنان، فمشكلة الرئاسة اللبنانية هي بأيدي القيادات السياسية اللبنانية سواء الأغلبية أو المعارضة فتلك النخبة اللبنانية ذات المراشقات والتصريحات الإعلامية النارية والمظاهرات والاعتصامات الجماهيرية الحاشدة التي يتفاخر بجمعها في ساحات بيروت كل طرف سواء في الأغلبية أو المعارضة، ولو كانت تلك النخبة ذات قرار وطني مستقل لما ظل الحال اللبناني كما هو عليه منذ عدة أشهر!! بعيداً عن الاتهامات المتبادلة عبر الوسائل الإعلامية بأن هذه الطرف موالياً لمحور أميركا والسعودية و..إلخ، أو ذاك الطرف موالياً أيضاً لمحور إيران وسوريا و...إلخ، فمن يتحمل هم الشعب اللبناني والمسؤولية الوطنية أمام الشعب لما قد تتطور وتصل إليه الأوضاع لا قدر الله، ليس السعودية أو سوريا بل تلك النخبة في الأغلبية والمعارضة هي من ستقع عليها المسؤولية واللوم من قبل كل فرد من أبناء الشعب اللبناني الشقيق، وعليه نقول للقيادات العربية إن قمة دمشق قد تم تحديدها قبل عام من اليوم وقبل أن تصل الأوضاع الداخلية في لبنان إلى ما هي عليه اليوم، فعدم تمثيل لبنان في القمة لا يعني بالضرورة تعطيل القمة العربية بشكل عام من خلال عدم حضور بقية القيادات العربية أو السعي لتعطيلها من خلال إرسال وزير أو حتى مدير إدارة إلى القمة وتغيب القيادات العليا في الدولة، ففي الوقت الذي صار الشارع العربي مصاباً باليأس من القيادات العربية والإسلامية الحالية سواء في إصلاح الأوضاع الداخلية لكل بلد من البلدان العربية أو الخروج بنتائج وقرارات وتوصيات مجدية وملموسة على الواقع في القمم العربية والإسلامية، إلا أنه في نفس الوقت يجب علينا جميعاً أن نكف عن قطع كل الآمال والتطلعات حتى لا نقتل كل ما هو جميل في قلوب الشعوب ونترك حينها الفرصة للعدو الحقيقي .. لممارساته العدوانية بحرية تامة.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد