كروان عبد الهادي الشرجبي
مقتطفات
> الأم حضن الحياة مثل الأرض وهي واهبة الخير والبركة والرحمة.. وإليها يجب أن يلجأ العالم كي يتخلص من مشاكله، إذ أنه لديها تجد القضايا حلولاً عن طريق المحبة والسلام.
> الكلمات البسيطة مثل مياه ينبوع نقية، بوسعنا الغوص فيها حتى الأعماق، أما الكلمات المعقدة فهي مثل النهر الثائر يحمل الوحول والترسبات فلا تعود العين تقوى على الغوص في ثناياه والكلمات البسيطة مثل العين البسيطة تحمل البركة والعزاء.
> نقول يا رب هبنا القوة والشجاعة كي نستطيع أن نغير ما بوسعنا تغييره في حياتنا، واعطنا الرضا كي نرضى بما لا يمكننا تغييره، وهبنا الحكمة لنعرف الفرق بين الاثنين.
> ويبقى الحب، المنقذ والخلاص من أي وجه أطل.. يمكن أن نعاينه في براءة الطفولة وفي فتح زهرة في تجاعيد وجه عجوز، كما نحسه في خفقان قلوب الشباب وفي حكمة الشيوخ.
"أناس لا تعرف سوى التسلق"
من منا لا يعرف الفعل "تسلق - يتسلق" فقد نطلق على نبات أنه نبات متسلق ولكن هل سمعت أو تعرف أناس يتسلقون على أكتاف الآخرين وعلى مواهبهم وعلى طيبة عقولهم وعلى جهودهم لكي يصلوا إلى المراتب العليا من دون الاعتراف بالجميل ومن دون كلمة شكر؟
إن هؤلاء لابد أن يكونوا مزودين بمجسات خاصة منصوبة في أعالي رؤوسهم مثل هوائي التليفزيون وبها يستدلون على الفريسة ويشمون رائحة الصيد المناسب فيتأهبون لرمي الشباك.
هناك أناس بارعون ومتخصصون في فن التسلق فنجدهم لا يملكون أي موهبة كمتسولين وبلداء وشبه أميين لكنهم يعرفون من أين تؤكل الكتف والذراع واليد حتى أطراف الأنامل، لذلك تجدهم في الصدارة دائماً ويدعون إلى المحافل ويتردد أسماؤهم في المجالس على الرغم من أنهم ليسوا أكثر من فقاعة رغوه..
"إنهم العناكب"
من الضروري أن يساعد الناس بعضهم بعضاً، وأن يمد المقتدر يد العون للضعيف لكن "العناكب" وهي جمع "عنكبوت" هم أناس لم يخلقوا ليبذلوا أي جهد، وإن من واجبات الآخرين أن يهبوا لنجدتهم وأن يزكوهم وأن يرفعوهم فوق "الأكتاف" وبأن من حقهم قطف ثمار الآخرين، ثم يشحوا بوجوههم عمن ساعدهم، باحثين عن طرائد جديدة، وعلى مدى سنوات يتابع هؤلاء تسلقهم إلى أن يصبحوا علماً بين الأسماء لهم الشهرة والثروة ما يجعل الإنسان يهز رأسه حسرة وأسى.
إن المشاهير الأثرياء لا يصلون إلى ما هم عليه إلا بالتعب والمثابرة والعرق والدموع وسهر الليالي، ورغم بلادة هؤلاء "العناكب" فإنهم قادرون على الكذب حين يتعلق الموضوع بالإمكانيات، فهم يخترعون لأنفسهم الشهادات والخبرات، بحيث أنهم يفهمون في كل شيء وهم في الأساس لا يعملون سوى رمي الشباك على دماغ عالم في الاقتصاد أو طبيب بارع أو أديب متفوق، وأن يسلبوا من كل واحد بحثاً أو رأياً أو مقالاً ينسبوه لأنفسهم فيواصلون مؤامرة التقدم غير آبهين بأن حبل الكذب قصير، ولكن مع هؤلاء يبدوا حبل الكذب طويلاً جداً، ويسدل على الأعين غشاوة فلا يكتشف الناس أن هذه العناكب لا تجيد سوى التسلق ولا شيء غير التسلق.
