;

ما الأسباب والدوافع لما يجري في الضالع؟! 759

2008-04-02 12:15:41

عبد الوارث النجري

عندما يكون الخلل من الداخل فإنه من الصعب معالجة كافة الأضرار والمخاطر الطارئة مهما كان حجمها وأسبابها ودوافعها، وهذا ما لم تستوعبه القيادة السياسية رغم تطور الأحداث والاضطرابات الداخلية التي تثور بين الحين والآخر، وخاصة بعد تدخل القيادة السياسية ممثلة بفخامة رئيس الجمهورية شخصياً للعمل على معالجة تلك القضايا من خلال تكليف العديد من اللجان لتحديد وحصر أسباب ودوافع الظاهرة والتي تتعذر عناصر التخريب بها من خلال الهتافات والبيانات والتصريحات الإعلامية، لكن الباطن من الدوافع الحقيقية التي تقف وراء ما تشهده هذه الأيام المحافظات الجنوبية وبعض مديريات محافظة صعدة، يبدو أن هناك من يسعى جاهداً لإخفائها وعدم الاعتراف والإقرار بها أو حتى أخذها من باب الاحتمالات التي يجب مناقشتها ووضعها على أوراق الحلول والمعالجات، بل إن البعض من تلك اللجان المكلفة للأسف تسعى إلى تكذيبها وعدم الدفاع عنها من خلال وضع المبررات الواهية أمام القيادة السياسية، وهذا ما حدث بالفعل خلال الأشهر الماضية منذ بداية الاضطرابات، وإن كان هذا اللفظ يزعج البعض لنستبدله بالاعتصامات والمظاهرات وغيرها في بعض المحافظات الجنوبية، فمن تم تكليفهم من جهات عليا في الدولة لمناقشة ومحاورة أبناء المحافظات الجنوبية وبعض رموز المظاهرات والاعتصامات وأعمال التخريب ودعوات الانفصال في محافظات عدن ولحج وأبين والضالع وحضرموت حول الظاهر من مطالباتهم واحتجاجاتهم، كان الطرف الآخر الذي يمثل الحكومة والحزب الحاكم لم يتم التوفق في اختيار عناصره سواء أولئك السياسيين أو الحزبيين أو المثقفين والإعلاميين، فالبعض منهم كان ذو نظرة قصيرة وضيقه سرعان ما ينفعل ويفشل في حواراته ومناقشاته، والبعض الآخر كان هدفه الأساسي هو تحقيق المزيد من المصالح الشخصية واستغلال تلك المهام الموكلة إليهم ليس لإنجاح تلك المهام لما فيه الحفاظ على أمن واستقرار البلاد بل اعتبارها فرصة للهبر والمغالطات، كما يحدث أثناء الحملات الانتخابية وغيرها من مواسم الهبر الأخرى كالإعداد للاحتفالات والمهرجانات والمؤتمرات الهيكلية وغيرها، دون توفر أي شعور بالمسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقه، وكذا عدم الاهتمام والتفاعل لما فيه التوصل إلى حل جذري لمثل تلك القضايا والمشاكل أو البحث عن الأبعاد والدوافع والأسباب الحقيقية التي تقف ورائها، ويأتي ذلك أيضاً جراء عدم توفر أدنى شعور وحب لهذا الوطن وتجاهل الآثار المستقبلية التي قد تنتج جراء تلك الاضطرابات في حال توسعها واستمرارها وعدم خمدها وهي لا تزال في مراحل المخاض الأولى، وهذا أيضاً يأتي من باب احتقار الآخرين سواء الدولة أو الطرف الآخر، النوع الثالث والأخير ممن أوكلت إليهم القيادة السياسية مهام حل ومعالجة قضايا الجنوب هم أولئك الفاهمين والقادرين على الحوار والمجادلة والنقاش ولكن ليس لما فيه إخماد مثل تلك الاضطرابات، عفواً الاعتصامات والمهرجانات!! بل على العكس إشعالها أكبر من خلال صب الزيت عليها.. هؤلاء لديهم أهداف لن تتحقق إلا من خلال استمرار الاعتصامات والمظاهرات في الجنوب وتكرار شعارات (الانفصال والجنوب الحر) وهكذا هؤلاء عند لقائهم برموز التخريب في بالضالع وأذناب الانفصال في لحج وأبين يؤكدون لهم بما ينتابهم من شعور الأسى والحزن جراء ظلم السلطة لأصحاب الجنوب، ويمنحونهم أثناء محاورتهم شرعية ما يقومون به من أعمال شغب وما يرددون من شعارات تمس الوحدة والثوابت الوطنية، هؤلاء يلبسون أمام الرئيس ثوب الولاء والطاعة وعمامة الزبيري وثوب القاضي الإرياني لكنهم حينما يغادرون دار الرئاسة أو القصر الجمهوري في المعاشيق وهم يحملون الشيكات والحوالات ويتجهون لمحاورة الطرف الآخر يبدون بتغير ملابسهم ويتحدثون أثناء الحوار بأفكار العطاس والحسني وغيرهم،لذا فإن على القيادة السياسية التي عهدناها حكيمة وقادرة على تجاوز الأزمات والمحن بعقلانية وتمعن ووطنية صار عليها اليوم أن تعمل لكل مسؤول حكومي مراقب ومخبر، وعلى كل قيادي تنظيمي أيضاً مراقب، مخلص ووطني صادق وهكذا حتى تكون على اطلاع تام لما يحدث في الشارع وعلى اطلاع تام بسلوك وممارسات من تثق فيهم وتكلفهم في المهام والقضايا الحساسة، لأن ما حدث ويحدث اليوم في مديريات الضالع لا علاقة له بالتجنيد ولجان القبول وغيره، بل إنه امتداد لتلك الاعتصامات التي تشهدها تلك المديريات ويقودها أذناب الانفصال وعناصر التخريب وخلاياها النائمة منذ نهاية حرب صيف 94م والتي أنعشها مخطط خارجي عدائي يستهدف الوطن بنظامه وخيراته وأمنه واستقراره.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد