شكري عبد الغني الزعيتري
كنت أتمنى على بعض القيادات السياسية في الحزب الاشتراكي أن يكونوا أكثر صراحة أمام أبناء الجنوب والشعب اليمني بأن الرغبات الحقيقية في مطالباتهم هي رغبة الحصول على امتيازات سياسية ونصيب في الحكم ومن منطلق الدور الذي أسهموا به في تحقيق الوحدة اليمنية عام 1990م أي (الحصول على المكافئة) واستمرارها إلى أمد الدهر لا ينازعون فيها وسنقول بأنه من الحق المشروع أن يسعي كل إنسان نحو تحقيق الفائدة لنفسه لتنعكس برفاهية وظروف معيشية أفضل له ولأسرته . تحقق لهم فيها الوجاهة من خلال السمع والطاعة لكل أمر أو رغبة لهم ... وكلنا نحلم بذلك ونريده وهذا حق مشروع لكل مواطن يمني ...
أما أن يتم استغلال مشاعر ووجدان وعفوية المواطن اليمني بالجنوب وتحت مسميات وأقوال وشعارات سياسية .... كالقول (بأنه تم مصادرة الحقوق السياسية لأهل الجنوب ... أو القول بأنه تم إلحاق الظلم بأهل الجنوب ... .. أو القول بأنه أخرجت المحافظات الجنوبية من حقها في مشاريع التنمية والبنية التحية .... او القول بأن معاناة أهل الجنوب من ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة أكثر من غيرهم في المحافظات الشمالية ... وغيرها . والغرض من إطلاق هذه الأقوال و الشعارات وغيرها... تأليب التأييد الشعبي في الجنوب لمصالح فرديه مع إغفال وتجاهل مشاعر أهل الشمال في معاناتهم أيضا لظروف معيشية واقتصادية صعبة لأسباب غلاء أسعار عالمية ... واعتذر هنا و قبل كل شئ لإطلاق مصطلحات تشطيريه لأننا جميعا يمنيون ووحدويون وهذه المصطلحات التشطيريه تجرح كل يمني غيور على يمنيته وعلى بلدنا اليمن ولكن اضطررت إلى أن تكتب أناملي هذه المصطلحات لإيصال ما في تفكيري إلى القارئ الكريم والى أولئك القادة ... وكأن أبناء الجنوب عاجزين عن المطالبة ويحتاجون إلى وكيل ومفوضا عنهم ( وهذا الزعم يمس مشاعر كل مواطن في الجنوب واليمن عامة لأن أبناء اليمن والجنوب ليسوا قصرا ... وما هذا الزعم الى دليل على استمرار وجود عقلية الديكتاتورية لدى من يدعون لأنفسهم بأنهم مفوضين ووكلاء عن عامة من الناس ....) والخلاصة لو قمنا باستطلاعات رأي شعبي لأهل الجنوب على منوال ما يتم في الدول المتقدمة الأوربية وأمريكا والتي لديها مراكز بحوث واستطلاع ولكن مع اختلاف القضية التي نقوم باستطلاع الرأي حولها هنا في اليمن وبحيث يتم استطلاع الرأي في المحافظات الجنوبية للإجابة على السؤال التالي من قبل المواطنين الذين يتم استطلاع رأيهم :
س : هل توافق على إعطاء الحق لفرد من إفراد الحزب الاشتراكي وتفوضه في المطالبة بحقوقك وإدارة شؤونك السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية والثقافية كمواطن من الجنوب ... ؟
وبحيث يتم جمع أراء وردود المستطلعين في فترة محدده ولأكبر عدد ممكن من أبناء جميع المحافظات الجنوبية دون استثناء ويتم الاختيارات العشوائية للمستطلعين وبحيث لا يتدخل احد من الأطراف سواء من الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام أو من الحزب الاشتراكي ولا يؤثر على هذه الاستطلاعات للرأي ونتائج احد منهم ... وبأي وسيلة وأية طرق كانت .... وبحيث تتولي احد الصحف اليمنية المحلية والبارزة والمحايدة تنفيذ هذا الاستطلاع وأنا باعتباري كاتب ومتخصص في الدراسات والبحوث و العلوم السياسية على استعداد للتعاون مع أي صحيفة محلية ستقوم بنشر هذا الاستطلاع وتحليل نتائجه .... إن أرادت صحيفة ما تبني هذه الفكرة
ومن ثم طرح النتائج المستخلصة للاستطلاع للمواطن والقارئ وعامة أبناء الشعب اليمني وبعد الإعلان عن نتائج الاستطلاع يتحدث من أراد التحدث عن أبناء الجنوب ومن هو وكيلا عنهم ومفوضا بصك او توكيل (100%) بان يظهر أحدا ما يدعي باسم الكل بأنه مفوضا ووكيلا إن أظهرت نتائج الاستطلاع للرأي لأهل الجنوب موافقتهم و بالأغلبية المطلقة على منح أحد ما من القادة السياسيين أو حزب ما التوكيل والتفويض ....
وفي الأخير وليس بأخير انصح بعض القادة السياسيين ممن يغالون ويؤججون المشاعر إن كان يهمهم الوطن ومصلحة الشعب بأن لا يتناسوا عامة الشعب اليمني ولا يسيرون في اتجاه الإضرار بالوحدة الوطنية وإحياء الكراهية بين أبناء الجنوب وأبناء الشمال لأن هذا له عواقبه الكارثية إن لم تكن بالوقت الحاضر فقد تكون بالمستقبل من جراء تأثير وغرس في أذهان وأعماق نفوس العامة من أبناء الشعب اليمني التجزئة والكراهية والفرقة .... من خلال الشعارات السياسية المستخدمة لتأليب شعبي ومحاولات الكيد بالآخر ... لأن الآخر ما هو إلا فئة من عامة الشعب (والدنيا فانية ).... (وما يبقي إلا وجه الله الدائم ذو الجلال والإكرام ) وإذ يقول الله عز وجل في محكم كتابه ( وتلك الأيام نداولها بين الناس ... ) وادعوا العقلاء وكل من له عقل وليس بمعقلن إلى ان يعقلن عقله وبأن يعدل من أساليبه المستخدمة لكسب تأييد شعبي سواء في الجنوب أو الشمال كما انصح بعض قادة سياسيين في الحزب الاشتراكي ... وأقول أولا عليهم أن يحوزوا على ثقة أهل الجنوب (100%) إذا أرادوا التحدث بأسمائهم (عامة) أو أرادوا أن يعطى لهم الحق في التحدث بأسماء أهل الجنوب جميعا.... كما أن عليهم أولا أن يحصلوا على النسبة الأكبر من أصواتهم عند إجراء أي فعاليات انتخابية شعبية لأعضاء أي مجلس نيابي قادم ... من المفترض أن ما يجب أن يسعوا إليه لا السعي نحو بعث الفرقة والتجزئة والكراهية بل تجنب هذا المسار .... وأما فيما يخص الامتيازات السياسية التي هي الحقيقة الخفية وراء كل ما يحدث من تأجيج مشاعر الفرقة والكراهية والشحن والتأليب لأبناء الجنوب... فلماذا لا يعوا ما قد اشتركوا في صناعته يوما ما بالماضي القريب حيث وقد ارتضى الجميع بأن يكون صندوق الاقتراع هو من يعطي الامتيازات السياسية ولأي فئة سياسية كانت ..... فلماذا محاولة الالتفاف علي ما ارتضى به جميع الأطراف عام 1990م يوم تحقيق الوحدة اليمنية ... و عندما يجني طرفً ما الفشل السياسي ...... يلجأ إلى محاولات الكيد بالطرف الآخر وان كان على حساب الوحدة الوطنية لأبناء الشعب اليمني والوحدة اليمنية ؟ فان كانوا قد خسروا بالماضي القريب امتيازات سياسية فإنما هو لغباء سياسي منهم ... ويريدون اليوم تحميل ذلك الغباء السياسي لجميع أبناء الشعب اليمني.
