;
رفيقة الكهالي
رفيقة الكهالي

عاصفة الحزم والإصلاح ومتطلبات المرحلة "مسيرة كفاح مشترك" 682

2019-04-03 04:00:25

بداية، سنعود قليلاً للوراء.. فقد انطلقت عاصفة الحزم في الساعات الأولى من صباح 2015/3/26 ضد الإنقلاب في تحالف (صالح - الحوثي)، بعدما تم اجتياح العاصمة صنعاء ومحاصرة رئيس الجمهورية و قتل عدد من أفراد أسرته وحراساته، ووضع رئيس الحكومة وقتها، رهن الإقامة الجبرية، وتم إجبار القوى السياسية على توقيع اتفاق السلم والشراكة الحوثي تحت التهديد بالسلاح. وبعدها تحركت جحافل المتمردين للاستيلاء على المحافظات وإسقاطها واحدة تلو الأخرى حتى وصلت إلى محافظة عدن في هذه الأجواء الكارثية الملتهبة التي انهارت فيها الدولة بمؤسساتها، جاء قرار العاصفة، بناء على طلب رئيس الجمهورية للمملكة العربية السعودية بالتدخل، بعد أن تمكن من الفرار من صنعاء. سلّم رئيس حزب المؤتمر الشعبي/ علي عبدالله صالح، الجيش والمعسكرات والسلاح والمواقع العسكرية والدولة- بكل مقدراتها المالية والعسكرية للحوثيين- ومارست هذه الجحافل المشتركة جرائم مروعة، منها مجازر ضد شباب تعز ممن اعتصموا أمام الأمن المركزي حينها، رفضاً للتواجد الحوثي بتعز أو استخدام المحافظة كمعبر للاعتداء على عدن والمحافظات الجنوبية، فتم إسكاتهم بالرصاص وقتلوا الشباب والمواطنين بكل دم بارد قبل انطلاق العاصفة بأيام، الأمر الذي فجّر المقاومة الشعبية بتعز ووضع نواتها الأساسية لمقاومة الإنقلاب والإنقلابيين ودحرهم من المحافظة.. وفي تاريخ 2015/4/2 أعلن التجمع اليمني للإصلاح "منفرداً" تأييده لعاصفة الحزم، بقيادة المملكة العربية السعودية، فيما كان موقف بقية الأحزاب سلبياً، ومنها الحزب الاشتراكي، حيث أعلن رفضه لمنهج الحروب ولغة السلاح، حسب توصيفه للعدوان الذي تم على المحافظات ومواطنيها، حيث اعتبر استعادة الدولة، ومقاومة الإنقلاب، والدفاع عن المحافظات صراعاً على السلطة لا طائل منه.. والأمر ذاته انطبق على التنظيم الناصري، فقد رفض- أيضاً- عاصفة الحزم، واعتبرها تدخلاً عسكرياً سافراً، وحمّل مسؤولية نتائجه على المتسببين فيه.. ثم انقسمت هذه الأحزاب لاحقاً لأجنحة متعددة منها مع الحوثي بصنعاء، ومنها مع الحراك المطالب بالانفصال بالجنوب، وجناح انضم للشرعية، وتلتها انقسامات أخرى، فمع رفض هذه الأحزاب للتحالف العربي ككتلة واحدة، عادت وأقامت بعض أجنحتها تحالفات سرية منفردة مع أطراف في التحالف لديها أجندات مشبوهة ومشاريع خاصة، غير الأهداف المعلنة لعاصفة الحزم، وهو الأمر الذي انعكس على مسارات العاصفة ونتائجها، وأثر على سير معارك استكمال التحرير، وأدخل البلد في أتون صراعات على السيادة وبسط النفوذ، وفي دوامة منازعات وأطماع استهلكت وقت الشرعية وجهدها وأوصلت الحوثيين الى داخل حدود المملكة.. شاركت بعض تلك الأحزاب في عمليات تقويض الشرعية ومساومتها، وبعضها اتجه صراحة لدعم التشكيلات العسكرية الخارجة عن سيطرة الدولة والشرعية، وهذا أمر لم يعد خافياً على أحد.. وأنا هنا لا أتحدث عن شباب ورجال تلك الأحزاب ممن انضم طواعية للمقاومة الشعبية وأبلى بلاء حسناً، وقدّم دمه في الجبهات المختلفة، وشكّل لوحة سرمدية خالدة في حب الأوطان والتضحية في سبيل تحريرها والدفاع عنها مع بقية أبناء اليمن... ولا أتكلم- أيضاً- عن بقية الأحرار في هذه الأحزاب سياسياً وإعلامياً واجتماعياً ممن كان لهم دور في المقاومة، وهم كثير... نحن نتكلم عن مواقف قيادات وتاريخ لا يحابي أحداً ولا يرحم.. استمر الإصلاح في المقاومة الشعبية وواصل الانخراط في عمليات الدفاع عن الشرعية الدستورية، وفي بناء الدولة ومؤسساتها من الصفر، بما فيها مؤسسة الجيش والأمن والسلطات المحلية ومكاتبها ومؤسساتها المختلفة.. وقدم- وما يزال- التضحيات الكبيرة، في قياداته وأعصائه وممتلكاته ومواقعه، وتلقف أقسى الضربات تلو الضربات من الإنقلابيين، ومن يلف لفهم، ومن أطراف التحالف التي لديها حساسية من مكانة الإصلاح ومشروعه الوطني... استمرت مسيرة البذل ونكران الذات، ووقف الإصلاح- بكل قوته- ومعه أحرار البلد في وجه الكهنوت الحوثي ومشروع إيران الطائفي السلالي، العنصري، والضربات تحت الحزام من الحاقدين والمرضى... سخّر الإصلاح كل إمكانيات الحزب الكبير في خدمة الشرعية والتحالف العربي وعاصفة الحزم، إيماناً بوحدة التهديد والخطر، ووحدة المعركة والمصير، وتفاعل مع عاصفة الحزم بكل مصداقية وإخلاص وصمود.. وها هو اليوم يطلق دعوة تجديد التأييد للتحالف العربي، و-منفرداً أيضاً- من قلب تعز المحافظة المحاصرة والتي تخوض حرباً استنزافية منذ أربع سنوات كاملة.. تعز المثخنة بجراحها وآلامها ومعاناتها، أعلنت أن خيار الدفاع المشترك بين الشرعية ومكوناتها وبين دول الخليج العربي خياراً لا رجعة فيه، ولا تنازل عنه، حتى تستكمل عاصفة الحزم كل أهدافها المعلنة بدحر الإنقلاب واستعادة الدولة، وفتح آفاق التعاون والشراكة والبناء، مع الشركاء والأشقاء.. خرجت تعز بالأمس بمسيرة حاشدة لتجدد التأييد لعاصفة الحزم، ولتطالب بمواصلتها، وتعديل مسار الاختلالات التي رافقت مسيرتها.. خرجت تعز تزيّن شوارعها أعلام دول التحالف وبخاصة السعودية والإماراتية، بجوار علم اليمن، وارتفعت صور قادة السعودية والإمارات بجوار صور رئيس الجمهورية، في رسالة واضحة للمصير الواحد والهدف المشترك، والتلاحم المطلوب للمرحلة في وجه التحديات.. بيان مسيرة أبناء تعز، والإصلاح، وهو يؤيد مسيرة التحالف العربي، في الذكرى الرابعة لانطلاق عاصفة الحزم، ثمن جهودها، وطالب بالمواصلة وتوفير الدعم الكامل لاستكمال عمليات التحرير الوطني، الكامل. البيان أكد أن بلادنا والتحالف العربي في خندق واحد وجبهة واحدة، لابد من تقويتها، بسرعة الحسم ومن تعز كبداية للنصر الكبير لليمن الاتحادي في كل المحافظات.. أجزم أن الإصلاح- وبعد تجربة أربع سنوات- أثبت- بما لا يدع مجالاً للشك- أنه أهل للثقة وجدير بها، فهو يتحرك من قيمه وثوابته الوطنية والعروبية والإسلامية، ولمَ لا وهو الرائد المخلص الذي لا يكذب على أهله أو يخونهم أبداً.... أثبت الإصلاح أنه الطرف الأقوى والأمين على مصالح البلد ومصالح الإخوة والأشقاء.. أثبت الإصلاح أن قدرته على التفاعل مع الغير وبناء الشراكات الإستراتيجية مع كافة القوى السياسية والمدنية ستكون العامل الأساسي من عوامل انتصار العاصفة ودول التحالف العربي، وانتصار المقاومة الشعبية والجيش الوطني في بلادنا.. أثبت الإصلاح أن مسيرة الكفاح المشترك الطويلة بين التحالف والشعب اليمني تستحق التتويج بالانتصار. فإلى مزيد من التلاحم والتشارك، وإلى مزيد من التنسيق والتعاون وبناء الثقة المتبادلة كأهم متطلبات للمرحلة التي سيعقبها النصر والاستقرار، بما يحقق المصالح العليا واستتباب الأمن القومي ودحر أعداء السعودية والخليج أولاً.. #الحسم_العسكري_مطلبنا #موعدنا_التحرير #الذكرى_الرابعة_لعاصفة_الحزم #التجمع_اليمني_للإصلاح_تعز

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد