;
رشاد المخلافي
رشاد المخلافي

غزة المقاومة االتحررية التي_أشعلت الربيع العربي 838

2019-11-14 03:13:08

ستظل المقاومة الفلسطينية الباسلة ضد الاحتلال الإسرائيلي خيار شعوب الأمة العربية، وبوصلة ربيعها الثوري النقي في نضاله التحرري السلمي ضد أنظمته التسلطية الاستبدادية الفاسدة ومشاريع التقزم والطائفية ونظام المحاصصة وضد الهيمنة الأجنبية.

لقد وصل الشعب العربي في الأقطار العربية، سواء في البلدان التي انتفضت أو التي لايزال الغليان فيها ناراً تحت الرماء؛ جميعها وصلت إلى قناعة راسخة أن الأنظمة الاستبدادية الفاسدة والمرتهنة كليتا للإرادات والمصالح الخارجية؛ تشكل العائق الكبير أمام نهوض الأمة وتقدمها، بعد أن فرطت بالسيادة ودمرت التعليم والنسيج الاجتماعي وأنهت الدولة الوطنية وأغرقت مجتمعاتها في دوامة الانقسامات والصراعات، وفي مستنقع الفقر والجهل والفساد والطائفية والقبلية والمناطقية والنخب الانتهازية الفاسدة، هذه الأنظمة التي أهدرت المال العام ودمرت مقدرات الأمة، وأوصلت شعوبها إلى أفق مسدود، هي التي فتحت الباب على مصراعيه للتوغل الإيراني داخل مجتمعاتها ليعبث بنسيج المجتمع، نتيجة تغييبها للدولة الوطنية والنظام الوطني الذي يخدم مصالح شعبه، نتيجة لذلك تمكنت إيران من صناعة أذرعها الطائفية داخل بلداننا لتقوم بخدمة المصالح الإيرانية.

إن الأنظمة الاستبداد العربية الفاسدة بالإضافة إلى الأذرع الطائفية الإيرانية مجتمعة تشكل خط الدفاع الأول عن أمن إسرائيل وعن النفوذ والهيمنة الأمريكية والغربية والإيرانية وعن المصالح غير المشروع لتلك الدول في المنطقة العربية.

فلا يمكن المقارنة البتة بين مقاومة غزة بما تحمله من قيم تحررية دينية ووطنية وقومية وسياسية وإنسانية وأخلاقية وبين ما يحدث في جنوب لبنان من مناورات لحزب حسن نصر الله وقاسم، مهما تحاول أبواق إيران وحزب الله والنظام السوري ومطابخهم الإعلامية من تجيير لمقاومة غزة، لأن ما يحدث في جنوب لبنان لا يرتقي إلى أن نطلق عليه مقاومة ولا يمكن للطائفية العنصرية الاستبدادية أن تكون مقاومة لأنها مجردة من أبسط القيم الوطنية والإنسانية والأخلاقية، وهذا هو الفرق فالمقاومة العربية الفلسطينية في غزة تحلت بهذه القيم النبيل بكل جدارة، أما ما يجرى في جنوب لبنان لا يعدو كونه ذراع طائفية ثيوقراطي عنصرية ذو تبعية واضحة لملالي طهران، ويتحرك وفق أجندات ومصالح إيرانية، وليس وفق مقتضيات ومصالح الشعب اللبناني وقيم النضال التحرري، بدليل أن تحرك حزب الله يأتي فقط كلما تعرضت إيران للضغط وخصوصا في ملفها النووي، تقوم بتحريك ذراعها حزب الله في جنوب لبنان ولعل توقيت حرب 2006م اندلعت عشية اجتماع مجلس الأمن الذي كان مقررا لنقاش ملف إيران النووي، في هذا التوقيت حصلت المواجهات بين حزب الله وبين إسرائيل حينها طغى ملف الحرب في جنوب لبنان على النقاش في مجلس الأمن مما خفف الضغط على الملف النووي الإيراني، وكادت تتكرر في 2019م لنفس السبب ونتيجة حصار إيران.

 أعتقد بأن كثير من المراقبين والمتابعين لطبيعة الصراع يدركون ذلك ويعرفون الدوافع الحقيقية لهذا الصراع في جنوب لبنان يدركون ذلك، بل إن حزب الله هو من يقوم بحماية الحدود الشمالية لإسرائيل وهناك قنوات اتصال سرية بينهما، ولو كانت إسرائيل تريد تصفية حزب الله كان بإمكانها ذلك أكثر من مره كما فعلت مع الفصائل الفلسطينية عام 1982م حينما قام الجيش الإسرائيلي بغزو بيروت، فرضت إسرائيل شروطها في إخراج الرئيس ياسر عرفات وفصائل المقاومة الفلسطينية من لبنان في ذلك الحين.

وخلال الحرب التي شنها نظام بشار الأسد على الشعب السوري وحينما أوشك نظامه الفاشي على السقوط تدخل فيلق القدس الإيراني وحزب الله لإنقاذه، وفي 2018م عاش حزب الله مراحل ضعف في لبنان عندما أقدم حسن نصرالله بزج الآلاف من مقاتليه إلى المدن والقرى السورية لقتال الشعب السوري، لم تقدم إسرائيل على ضرب حزب الله لأنها تبارك الإبادة التي تعرض لها الشعب السوري، فهي تخدم مصالحها الاستراتيجية على المدى القريب والبعيد، وصحيح حدثت مواجهات بين حزب الله وإسرائيل في 2006 و2008م لكن الصحيح أيضا أن تلك المواجهات كانت تكتيكية وكانت تحدث بدوافع إيرانية ولهدف رفع الضغط عن طهران ولا علاقة لها بالمعركة التحررية أو بمصالح وأهداف الأمة على الإطلاق.

تولدت قناعة لدى عشرات الملايين العربية بأن إسرائيل وإيران وأذرعها الشيعية بالمنطقة على رأسها حزب الله اللبناني وأنظمة الفساد والاستبداد العربية هذه الأطراف مجتمعها معنية وتربطها المصلحة في ضرب شعوب الأمة العربية وتفكيكها وإضعافها لوأد تطلعاتها المشروعة في الحرية والمواطنة والديمقراطية والتنمية الحقيقية، ولعل ما يسطره نضال الشعب العربي في غزة والعراق ولبنان شاهد حي على ما ذهبنا إليه.

ستظل المقاومة الفلسطينية في غزة هي القوة العربية الخالصة وملهمة الشعوب العربية في الوحدة، وستظل غزة بوصلة الربيع العربي في نضاله الثوري والاجتماعي والسياسي والإنساني ضد أنظمته التسلطية الاستبدادية الفاسدة وضد مشاريع الهيمنة الاستعمارية "لصوص الثروات".

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد