;
محمد علي محسن
محمد علي محسن

حمار وربطوا لرجله تنكة !! 882

2020-01-29 19:20:56

حمار مجنون ، وعادهم زادوا ربطوا تنكة لرجله ، ويبدو ان حالنا يماثل هذه القولة المأثورة ، إذ اننا إزاء حالة شاذة يتصدرها الجنون الاخرق الذي طال كل شيء في هذه البلاد .
اين ما اتجهت فلا تعثر إلَّا على مجانين يجرون خلفهم اتباعًا عُمي ، تسأل وبدهشة وقلق : اين عقلاء هذه البلاد واين اختفوا ولماذا رهنوا مصير وطن وشعب لثلة من الطائشين والمجانين والفاسدين ؟.
فكلما زاد لهث الحمار هربًا وخوفًا ، زادت بالمقابل اصوات المعجبين والهازئين والساخطين وحتى الجذلين المتطلعين لمنتهى الجنون ، ووسط كل هذا العبث يصير الكلام عن المنطق والرشد مشكلة فاتحة لأبواب جهنم ؛ فأغلب من حولك محركهم الأساس المزاج والمنفعة الآنية ، فليس لديهم أدنى معرفة أو تجربة أو مسار واضح أو غاية عادلة ونبيلة ؟؟؟.
أسئلة حائرة تجول بخاطر العبد البسيط ، ولا تجد لها إجابة شافية ، كأنَّ القوم أصابهم ما أصاب أسلافهم الذين أضاعوا بلدًا واضاعوا ثورةً ، واضاعوا استقلالًا واضاعوا شعبًا .
ورحم الله القائل : الثورة يخطط لها العباقرة ، وينفذها الشجعان ، ويستأثر بها الجبناء " فيكفي الواحد أن يتأمل في وجوه تسيدت الحالة الراهنة ؛ كي يدرك أن البلد ماضًا وبوتيرة عالية ، ولكن بجنون وإلى المجهول .
فلا شيء يدعو للاطمئنان والثقة ما بقت الهرولة شعارًا للمرحلة ، وما بقي الجنون طريقة مجدية تستهوي الكثير من الانتهازيين والفاشلين ، وما بقي التافهين راكبون لموجة المقاومة والتحرير ؟!.
فهل هنالك ما هو أفظع وأقبح من التغني بسقوط مواقع في نهم أو مأرب أو صعدة أو الجوف أو سواها من الاماكن ؟ . تسأل وبحيرة ودهشة ووجع : اين موقع هؤلاء من الاعراب ؟ ومن يحاربون بالضبط ؟ .
فهل يفرحهم إذا ما سيطرة المليشيات الحوثية على مأرب كرمزية وطنية للمقاومة وللدولة الناشئة ، خاصة بعيد تعثرها في مواضع ما كان ينبغي أن يسودها الجنون والفوضى ؟ .وماذا سيجنون غير المزيد من الازمات وإطالة مدة الحرب ، هذا اذا لم نقل أن سيطرة المليشيات على المشتقات والغاز المتدفق من بلاد سبأ ستكون لها تبعات كارثية على اليمنيين جميعًا بمن فيهم المهللين الآن ؟
صدقًا ، ضاع العقل في زحمة عناد وغرور وطيش ، كما وضاعت القضية ، وتوارت خجلة بعد أن سقطت الاخلاق واستفحلت التفاهات كجائحة وباء لم يبق شيئًا جميلًا إلَّا وسممه بعدواه.
فما من غاية عادلة ونبيلة جديرة بالتباهي والفخر والتضحية إلَّا وطالها العبث ، فحتى التواريخ الماضية القليلة لم تسلم من التشويه والانتهاك السافر .
فمثل هذا الخطاب المتشنج ربما كان مقبولًا حين استولى الحوثيين على عمران ، وحتى عندما ضلَّل اليمنيين بدعوته لإسقاط حكومة التوافق احتجاجًا على الجرعة ؛ لكن وبعد أن استولوا على صنعاء ومعظم ارجاء اليمن ، فهذا ما لا يستسيغه عاقلًا أو يتقبله مجنونًا .
فهل الحوثي في نهم والجوف وصعدة وتعز غير الحوثي في الضالع ولحج وعدن وأبين وشبوة ؟ عجيب أمركم يا هؤلاء ! ألسنا في خضم حرب لفئة مارقة باغية استولت على الدولة وترسانتها وخزينتها ، عوضًا انها تسببت بكل هذا القتل والخراب والضغينة والحزن ؟.
أليس هذه الجماعة السلالية الكهنوتية مسنودة من إيران وحزب الله في لبنان ومن كل متشيع متعصب لراية الإمامة الإثني عشرية ؟ أليست هي ذاتها الجماعة الحاملة للواء ثورة الخميني من إيران إلى اليمن ؟ ألم تتسبب لليمن واليمنيين بهذه المآسي والأزمات ولأجل مشروعها الطائفي الضائق بكل غاية وطنية وإنسانية منصفة وعادلة ؟ .
فشتان ما بين مشروع الدولة الوطنية العادلة ، وان أخفق أو تعثر في مسيرته ، وبين مشروع سلالي كهنوتي ، وان اعتمر كوفية جيفارا أو لبس قميص ماركس ولينين .
ففي لحظة فاصلة كهذه ، على الإنسان أن ينحاز لأي من الفكرتين ، فإما أن يكون كبيرًا وعظيمًا بحجم وطنه وسعة سمائه وإما أن يكون قزمًا وضئيلًا بسوءة الحوثيين وهوسهم وجنونهم للتسلط والاستعباد .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد