بعد مرور ستة أعوام على بدايتها..هل هي حرب على الإرهاب.. أم على الإسلام
عبدالوارث النجري

البداية لن تكن الحادي عشر من سبتمبر حسب ادعاء شرطي العالم حالياً اميركا وحلفائها وفي مقدمتهم اسرائيل، لكننا سنبدأ الحديث عن هذه الحرب التي يتم الترويج لها بأنها حرب على الارهاب من تاريخ بداية الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وبالذات حول روح الشهيد الطفل محمد الدرة الذي كان لحادث استشهاده على ايدي الجنود الصهاينة المجرمين اثر بالغ ليس على قلوب المسلمين فحسب، بل وعلى كل القلوب المحبة للسلام والانسانية في هذا العالم تلك الحادثة البشعة التي ارتكبها بنوصهيون في قتل الطفل الفلسطيني محمدة الدرة لفتت انظار العالم إلى ما يدور في الاراضي المحتلة واكسبت القضية الفلسطينية تعاطف كبير من كل الدول والشعوب الامر الذي اربك الحكومة الاسرائيلية وكبار قادة الموساد، وكان لابد من مخرج لذلك المأزق من خلال شغل العالم ولفت انظارهم إلى مكان آخر وحدث جديد يمكن ان تكون لآثاره ردة فعل عكسي بالنسبة لموقف المتعاطفين مع محمد الدرة والقضية الفلسطينية وحتى صورة الاسلام ومعتنقيه ولو ربطنا تتابع الاحداث العالمية في ذلك الوقت لوجدنا ان احداث الحادي عشر من سبتمبر هو المخرج الذي كان لابد منه، وهناك الكثير من التقارير والتحقيقات الخاصة باحداث الحادي عشر والتي تم الكشف عن بعضها لاحقاً تكشف الدور الخفي الذي لعبه الموساد الاسرائيلي لتلصق التهمة بعدها على الاسلام والمسلمين تحت مسمى «الارهاب» منها تغيب اكثر من اربعة آلاف عامل يهودي في المركز التجاري العالمي بنيويورك يوم وقوع الحادث بالذات كذلك التصوير الذي تم قبل اصطدام اول طائرة بمبنى المركز التجاري إلى جانب ما كشفته بعض تقارير المخابرات الاميركية حول العثور على جثة من تم اتهامهم بعملية التفجيرات ملقاه جوار البنتاغون مذبوحين إلى غير ذلك من الاستدلالات التي اكدت التنسيق الخفي الذي جرى بين قيادات في الموساد مع نظرئهم في المخابرات الاميركية، لكن قد يقول شخص بزن زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن لمح في احدى الاشرطة التي بثتها بعض القنوات الاخبارية إلى علاقة تنظيم القاعدة بتفجيرات الحادي عشر من سبتمبر بل وذكر بعض الاسماء وهوياتهم ونحن مع هذا الرأي فالشيخ اسامة كان صادقاً حينها إلا ان مالم يدركه تنظيم القاعدة وزعيمها بن لادن ان جهاز المخابرات الاسرائيلي استطاع اختراق بعض الجماعات الاسلامية التي اوصلت افراد من جهاز الموساد على شكل مجاهدين اسلاميين إلى زعيم القاعدة والذي بدوره بارك لهم تلك العملية التي قاموا ب... عليه ومن ثم توجهوا إلى المانيا وكالفورنيا لغرض التدرب على قيادة الطائرات ومن اهم الاستدلالات الاخرى حول احداث الحادي عشر من سبتمبر هي قيام العديد من الوسائل الاعلامية الاجنبية منها والعربية بتوجيه اصابع الاتهام إلى تنظيم القاعدة وزعيمه بن لادن، عقب وقوع الحادث وقبل اي تعليق من القيادة الاميركية حول الحادث، ايضاً هناك استدلال اخ... بعد دخول القوات الاميركية وحلفائها إلى افغانستان وانتهاء اول حروب القرن، وقبل تصفية الاراضي الافغانية من فلول وبقايا تنظيم القاعدة وطالبان ليتم البدء بالبند الثاني من الخطة الاسرائيلية -الاميركية في حربها على الاسلام من خلال اعلان الرئىس الاميركي وتصنيفه لثلاث دول اخرى بأنها محور الشر «كوريا الشمالية -ايران-العراق» ليتم اختيار دولة العراق الشقيق من بين تلك الدول التي صنعت بمحور نشر فلولا نظام صدام الذي ازعج الدولة العبرية ووصلت صواريخه إلى تل ابيب لما كانت هناك ما سميت بمحور الشر ولما خطط للبدء بالحرب على العراق دون بقية الدول الاخرى، وعلى كل فلنسلم بانها حرب على الارهاب في معنى الارهاب من وجهة نظر اميركا والصهيونية العالمية؟! ومن هو الارهابي؟ هل هو من يقول بقتل الابرياء العزل بغض النظر عن هوياتهم ودياناتهم؟ ام الارهابي هو كل من يعتنق الديانة الاسلامية ويدافع عنها؟ وما تقوم به الدولة العبرية من قتل وتعذيب ضد اخواننا الفلسطينيين العزل منذ اكثر من خمسين عاماً هل هو ارهابي؟ ام دفاع عن النفس؟ وما قامت به العام المنصرم تجاه اخواننا في لبنان هل السلطة الفلسطينية عبر صناديق الاقتراع ومحاولة اسقاط تلك الحكومة هل هو ارهاب؟ ام حرب على الارهاب ودفاع عن النفس، وتتبع ما تبقى من افراد المحاكم الاسلامية في الصومال إلى حدود كينيا هل هو ارهاب ام حرب على الاسلام والجماعات الاسلامية حتى الضغوط التي تمارس ضد الانظمة العربية والاسلامية للحصول على الكثير من التنازلات تأتي باسم «الارهاب»؟ ورغم هذا كله لم تدرك قيادات تلك الانظمة ... حرب على الاسلام وليس الارهاب بداية من الاباحية التي تبث عبر القنوات الفضائية العربية منها والاجنبية ونشر السموم والمخدرات بين اوساط الشباب العربي المسلم وانتهاء باذكاء نار الفتنة الطائفية والمذهبية بين ابناء الامة الواحدة وانتهاء بضرب من تبقى من ابناء المسلمين بالطائرات والقنابل العنقودية والصواريخ وغيرها، فالارهابي في نظرهم ليس اسامة بن لادن وليست القاعدة وليس صدام وليس محمد الدرة وليست حماس أو المحاكم الاسلامية في الصومال، وليست جماعة الخوان المسلمين في مصر، الارهابي في وجهة نظرهم هو المسلم والارهاب في خططهم و.... هو الاسلام فهل نتعض ؟!.

في الأربعاء 24 يناير-كانون الثاني 2007 06:53:14 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=55147