قتـــل وتشتـــت وضيــــاع.. هـــذه نتــائـــــــج الديموقـــراطـــــــــية
صالح عوض *

لسنا من الكافرين بالديمقراطية فنحن نعرف جيدا عواقب ذلك. . فليس بوسع جلودنا المجعدة ولا عظامنا الهشة قدرة على مواجهة قدرنا في جوانتانامو تلك الوصفة السرية العلنية لكل من رفض رؤية السيد بوش. . ولكننا نصف ما يحصل الان في البلاد العربية المسلمة التي اخذت بالوصفة الغربية لا سيما الاميركية في الديمقراطية. . بمعنى الاتكاء الى صندوق الانتخابات كمحدد للنظام السياسي متجاوزين ارث الامة الحضاري وظروف الشعوب وقضاياها الاولية. .

في فلسطين فرض على الشعب الفلسطيني ان يدخل في الدوامة التي ادخلوا فيها الشعب العراقي. . اخذوا منه سيادته واستقلاله واحتلوا ارضه واعطوه انتخابات وبرلماناً و(سلطات)!!! وتحت هذا الغطاء نزعوا من الشعب عناصر حياته، ففي فلسطين وبعد ان اقتطعوا ثلاثة ارباع الارض ليقيموا عليها مشروعهم العنصري حاصروا غزة بحرا وبرا. . وغزة ليس لها جو لنقول وجوا. . وبمزحة عنصرية خبيثة قالوا نخرج من غزة. . فروجت وسائل الاعلام الغربية والعميلة لها عن كرم شارون بالخروج من غزة. . كنا نعرف ان اسوا ايام غزة سيكون بعد خروج المستوطنين وجيش الاحتلال ذلك لان هذا الخروج المسموم سيعطي طائرات العدو ومدافعه الفرصة كاملة ان تفعل كيفما خطر ببال القادة العسكريين. . الا انه لم يخطر ببالنا ان حربا بين الفصائل الفلسطينية ستكون احد ثمار الخروج الاسرائيلي العلني من غزة.

الان عشرات القتلى الفلسطينيين في ثلاجات الموتى لا احد منهم شهيد يلف بالعلم الوطني. . انما هي معارك الثأر تلقي بهم غصصا تدمي القلب والتاريخ تلفهم رايات القبائل الحزبية والشعارات الانتقامية وكاننا اصبحنا بالضبط ننفذ للمشروع الصهيوني اخطر حلقات هجومه علينا. . اختطاف وتدمير للمؤسسات العلمية والمواقع الاقتصادية والعسكرية. . والملثمون يعتلون اسطح البيوت للقنص والقتل الاعمى. . اي مشهد هذا. . انها ثمار المنهج الخطأ والسير في غير طريق الكرامة والثورة. . فاي انتخابات واسرائيل تتحكم بالمعابر واي انتخابات لشعب محاصر مجوع ؟ أي انتخابات واي برلمان يعتقل العشرات من اعضائه واية سلطات لحكومة وهمية يعتقل وزراؤها. . اي ضياع هذا؟

الان اتضح الامر تماما ان اميركا دفعت بالحزبين الفلسطينيين الكبيرين الى خارج المعركة الحقيقية وبعيدا عن فلسطين وقضيتها وبعيدا عن روح الشهداء وعهودهم وبعيدا عن القدس الجريح واقصاه المهدد دفعت اميركا بالحزبين اقتتالا متتاليا ليدمر بقية الحلم والامل. . ولكن الذي سيدمر هو الوهم بالديمقراطية على الطريقة الاميركية. . ولن يجد شعب فلسطين امامه الا المقاومة والرباط. <


* كاتب فلسطيني


في الأحد 04 فبراير-شباط 2007 05:02:16 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=55156