هــــــــي هــــــــاي المرجلــــــــة؟!
منيف مسعد الهلالي

سقوط عاصمة الرشيد في يد المحتل الاميركي ظهر علينا من خلال شاشات التلفزة شاب جميل المنظر يتوشح السواد.. عيناه محمرّتان.. ترى الدم ليتفجر من فمه مع الكلمات.. يدعى مقتدى الصدر مؤسس جيش المهدي وفرق الموت المرعبة، تلك الميليشيات التي تعبث باجساد العراقيين الابرياء قبل ان تزهق ارواحهم وتدعي ان هذه الاعمال تقرب إلى الله زلفى.
لمّعته الحكومة العراقية فجعلت منه ذلك الاعصار الذي يرعب الاميركان بمجرد ان يعتلي المنبر لنرى منه تلك الزفرات التي تعتصرها خطاباته، وفي اليوم الذي نصبت فيه المشنقة للقائد صدام حسين والتي اسميها منصة التتويج لرجل بحث عن الشهادة فتوج بها. كان هناك حوار من نوع خاص بين القائد العربي الهمام ومقتدى الصدر، فعندما صعد البطل إلى المنصة لمحت عيناه ذلك الشاب المغرور الشامت وعلى وجهه نشوة الانتصار الموهومة؛ فخطابه باللهجة العراقية وبرباطة جأشه المعهودة قائلاً: «هي هاي المرجلة؟!» فلم يجب عليه مقتدى انما تعالت اصوات رجاله بكلمات طائفية، وعندما نطق بالشهادتين غضب مقتدى من ذلك الثبات وصاح: إلى الجحيم إلى الجحيم!! ولم تمر سوى ايام معدودات حتى تتضح لنا نبوءة الشهيد البطل وتتجلى امام اعيننا حقيقة مقتدى الصدر في اول امتحان له مع الاميركان كيف انه فر من امامهم بطريقة مخزية ومذلة قصم بها ظهور المتشدقين ببطولاته ومآثره.
اما الادهى والامر فهي الجريمة الذي ارتكبها رجاله عقب هروبه إلى ايران، فقد تناقلت وسائل الاعلام قضية اغتصاب صابرين الجنابي على ايدي من يرتدون الثياب السوداء «فرق الموت» وهي احد اجنحة جيش المهدي المشاركة في قوات حفظ الامن العراقية، وقد حاول المالكي تبرئة تلك العصابات بحجة ان هناك مذكرات اعتقال سابقة باسم صابرين الجنابي، ولكن تبين ان هذا الاسم مستعار وان المجني عليها استخدمت هذا الاسم عند تصريحها للاعلام حفاظاً على سلامتها من ايادي البطش التي لا ترحم.
وبعد هذه الحقائق الواضحة للعيان لم يغضب المالكي ويأمر بمعاقبة المجرمين في هذه القضية، انما قام بتكريم مرتكبي هذه الجريمة ارضاء وتعويضا لمقتدى الصدر من مذكرة الاعتقال التي صدرت بحقه من مكتب المالكي بأمر اميركي قبل هروبه إلى ايران فإن الرجولة براء من مقتدى الصدر وميليشياته وحكومته كما قال زعيم الامة وشهيدها البطل صدام حسين رحمه الله.<


 

في السبت 24 فبراير-شباط 2007 09:12:51 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=55204