التجربة الإصلاحية والشرذمة الحوثية.. صورتان متضادتان !!
كتب/عبد الفتاح البتول

كم هي سعادتنا جميعاً ونحن نرى الاحزاب السياسية وهي تعقد مؤتمراتها العامة في مواعيدها المحددة وبكل علانية وشفافية، وتزداد السعادة عندما نرى حزباً بحجم التجمع اليمني للاصلاح وهو يعقد مؤتمره العام الرابع بسلاسة وسهولة، مما يعزز ويرسخ النهج الديمقراطي والمسار التعددي التي تعيشه بلادنا، ان مثل هذه الفعاليات والانشطة تعمل على اشاعة مناخات آمنة ومستقرة، كما انها تؤكد على مصداقية الخيار الديمقراطي والمشاركة الشعبية، مصداقية لدى السلطة ومصداقية الاحزاب التي تسير وفق اطر ونظم ومسارات دستورية وقانونية، وتمارس نضالها السلمي في إطار الثوابت الدينية والوطنية، ولقد احسن اعضاء المؤتمر العام الرابع لتجمع الاصلاح عندما مددوا للشيخ عبدالله بن حسين الاحمر لرئاسة الهيئة العليا وفاء وتكريماً، ومهما تكن نتائج انتخابات اعضاء مجلس الشورى والامانة العامة، فإن كل ذلك يصب في مصلحة العمل السياسي والخيار الوطني، وامام هذه الفرحة والاضافة الحزبية والسياسية الوطنية فاننا نأسف لاستمرار التمرد الحوثي في اعماله التخريبية والارهابية التي تستهدف نسف المنجزات الوطنية المتمثلة بالثورة والوحدة والتعددية، حقاً اننا امام صورتين متضادتين، صورة العمل السلمي والخيار السياسي والانضباط الديمقراطي، وصورة العمل المسلح والخيار الارهابي واستخدام العنف والعمل على الهدم والتخريب، لاشك ان الحركة الحوثية بقيادتها العسكرية والسياسية والاعلامية مفلسة من اي مشروع وفاقدة لأي مشروعية، وأنها بتمردها على النظام والدستور والدولة والمجتمع تقف في وجه الوطن كل الوطن، ليس لهم عذر ولا قضية، فاذا كان اكبر الاحزاب الاسلامية في المنطقة العربية ممثلاً بالتجمع اليمني للاصلاح يمارس نشاطه ويقيم مؤتمراته ويسير مناشطة بكل حرية وعلانية وفي إطار المنظومة الديمقراطية، فما الذي يدعو شرذمة الارهاب الحوثية تسير في طريق الظلام وتمارس الغدر والخيانة وتطعن الوطن وتشوه الدين وتمارس الدجل والتضليل، اننا ونحن نشد على يد الاصلاحيين ونبارك لهم نجاح مؤتمرهم، ونتمنى لهم مزيداً من الديمقراطية وتوسيع آفاق الحرية والمشاركة الشعبية، فاننا في الوقت ذاته ندعوهم لادانة التمرد الحوثي والفكر الشيعي الاثني عشري، باعتبار ان هذه الفتنة لا تستهدف الحزب الحاكم ولا السلطة القائمة، وانما تستهدف الوطن ووحدته ومنجزاته، وامنه واستقراره، واحزابه وتياراته، ان الحوثيين ومن سار على نهجهم يريدون ان يخرقوا السفينة التي نحن عليها جميعاً، فلا بد من ضربهم ومنعهم من خرق سفينة الوطن حتى لا نغرق جميعاً، انها مسؤولية الجميع وقضية الجميع «افمن يمشي مكباً على وجهه اهدى ام من يمشي سوياً على صراط مستقيم». <

في الأربعاء 28 فبراير-شباط 2007 10:41:50 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=55212