الظـلــــم !!
عبد الفتاح البتول

وضع الله عز وجل نظاماً لهذا الكون خلق فسوى وقدر فهدى، وامر بالعدل والاحسان، ونهى عن البغى والمنكر، والبغى هو الظلم كما انه الجور والطغيان والاعتداء والعدوان فكل هذه من اسماء ومعاني الظلم الذي هو من اعظم المنكرات والموبقات ولأن الظلم عدوان على النظام الكوني والشرعي فقد حرم الله عز وجل الظلم تحريماً قاطعاً وحاسماً ومغلظاً ولخطورته فقد حرم الله الظلم على نفسه ابتداءً ثم جعله محرماً بين الناس فقد ورد في الحديث القدسي- الصحيح- « ياعبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته محرماً بينكم فلا تظالموا» وفي قوله -يا عبادي- اشارة إلى كل الناس والبشر كل عباد الله المؤمنين والكافرين ومع انه عز وجل قد اكد في كتابه الحكيم على انه لا يريد ظلماً للعالمين ولا يظلم مثقال ذرة، ومع ذلك فقد اكد على تحريم الظلم على نفسه وبالتالي تحريمه-فلا تظالموا- والظلم مراتب ودرجات ظلم الانسان لنفسه وظلمه لغيره فالشرك بالله ظلم وسفك الدماء ظلم وهتك الأعراض ظلم واضاعة حقوق الناس ظلم واكل اموال الناس بغير حق ظلم والاستبداد ظلم والفساد المالي والإداري ظلم والغلاء ظلم والتمرد ظلم والانفصال ظلم ومن علامات الظلم وخصائصه ان الله عز وجل يعجل بعقوبة الظالم وجزاء الظالمين في الدنيا قبل الآخرة فالله عز وجل يعجل العقوبة في الدنيا لعقوق الوالدين وظلم الناس فالظلم ظلمات في الدنيا ويوم القيامة واشد انواع الظلم ظلم ذوى القربى والمساكين والفقراء والارامل واليتامى والمستضعفين كما ان ظلم الولاة والحكام والامراء والمسؤولين والوزراء والقادة والكبراء من اسوأ انواع الظلم وسواء كان الظلم ضد فرد معين أو لعموم الافراد وسائر الناس فانه جور وعدوان ومن الحقائق القرآنية والوقائع التاريخية ان الله عز وجل يأخذ بالهلاك الدنيوي والعذاب الأخروي الظلمة افراداً وجماعات ودول يقول عز من قائل «وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة» فالله لا يغفل عما يفعل الظالمون يقول المؤرخ والعلامة ابن خلدون في المقدمة اعلم ان الحكمة المقصودة للشارع من تحريم الظلم هو ما ينشأ عنه من فساد العمران وخرابه وذلك مؤذن بانقطاع النوع البشري وكان العلامة ابن خلدون قد عقد في مقدمته الشهيرة فصلاً بعنوان «ان الظلم مؤذن بخراب العمران» وكما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية فإن الله ينصر الدولة العادلة ولو كانت كافرة على الدولة الظالمة ولو كانت مؤمنة، واذا اجتمع في الدولة الظلم والكفر فإن ذلك سبب في تعجيل زوالها وسقوطها كما حدث للدول الشيوعية والاشتراكية نهاية الثمانينات عندما زاد حد الظلم والاستبداد والانغلاق مع شدة الكفر والالحاد مما ادى، بالإضافة إلى عوامل اخرى لسقوط الاتحاد السوفيتي وتفكك المنظومة الاشتراكية وانهيار الانظمة الشيوعية الشمولية.

> الاتحاد من اجل الحرية

في خطوة ايجابية وفي إطار المساهمة والمشاركة في صياغة العمل السياسي في مصر، اعلن الباحث والناشط السياسي ومحامي الجماعات الإسلامية منتصر الزيات تأسيس حزب سياسي جديد باسم -الاتحاد من اجل الحرية- ويأتي هذا الاعلان في الوقت الذي تستعد جماعة الاخوان المسلمين للاعلان عن حزب سياسي جديد منتصر الزيات الجهادي السابق وصاحب الدور الكبير في المراجعات التي قامت بها جماعات العنف في مصر، والتي توجت بمبادرة وقف العنف الزيات اكد على ان الحزب ليس موجهاً ضد احد وانه مفتوح امام الجميع بمن فيهم المرأة والاقباط فالاتحاد من اجل الحرية حزب مدني بخلفية اسلامية يضم حتى الآن «500» مؤسس منهم «60» امرأة وخمسة اقباط الغريب ان الجميع يعلمون مسبقاً علم اليقين ان الحكومة المصرية وكما هي العادة ستقوم برفض تسجيل هذا الحزب كما حدث سابقاً مع حزب الوسط بزعامة ابو العلاء ماضي الهدف هو المشاركة في الحراك السياسي والعمل على توسيع الحريات العامة والمشاركة الشعبية في صناعة القرار الغريب ان الإخوان المسلمين في مصر يتعرضون هذه الايام لحملة اعتقالات واسعة وعدة مضايقات دائمة من قبل السلطات المصرية وفي الوقت ذاته يمارس الاخوان انواعاً من المضايقات ضد الجماعات الأخرى والتقليل من شأنها والاتهام لها كما حدث ويحدث مع منتصر الزيات وابو العلاء الماضي.

في الأحد 12 أغسطس-آب 2007 11:33:21 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=55423