فواصل قلم
كروان عبد الهادي الشرجبي

"الزواج عن طريق المساجد"

أكدت تقارير الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء في جمهورية مصر العربية أن ملايين الفتيات المصريات لم يتزوجن وقد بلغن التي يقال عنها العنوسة نعم وصل الرقم إلى هذا الحد، على الرغم من انتشار مكاتب الزواج ورواج العديد من المواقع عبر "الانترنت" كما تؤكد هذه التقارير .

وأخيراً وجدت فكرة إضافية لعلها تُسهم في حل "الأزمة" وتحقيق الرباط المقدس عبر ميكروفونات المساجد في الأحياء الشعبية في مصر عن طريق ورقة يقدمها الشاب أو والد الفتاة إلى الأمام وعقب الخطبة وأداء الصلاة يعلن الأمام عن أسماء شباب وبنات راغبين وراغبات في الزواج على سنة الله ورسوله.

اختلفت الآراء حول هذه الفكرة فهناك من العلماء من عارض ومنهم من يرى أنها حل إسلامي للعنوسة وأن ما يقوم به الإمام هو من صميم دور المسجد ويتفق مع الواجب للمساجد.

وعلى الرغم من المعارضة انتشرت الفكرة سريعاً في أحياء القاهرة ولاقت قبولاً بل أن الكثير من الأمهات أرغمن أزواجهن على الذهاب إلى المسجد والهمس في أذن الإمام عقب انتهاء الصلاة ثم إعطائه ورقة فيها اسم الابنة ومواصفاتها ومواصفات العريس المطلوب.

والملاحظ في الموضوع أن الذين يقدمون على الزواج عبر الإعلان غالباً ما يكونون ملتزمين ومحافظين على الصلوات، لذلك فإن دخول المسجد طرفاً لإتمام الزواج لا يعد أمراً غريباً لكنه جائز شرعاً ولا حرمة فيه، خصوصاً بعد أن تفاقمت أزمة العنوسة وأخفقت الطرق الأخرى الحديثة للزواج.

وقد استند المؤيدون للزواج عبر المسجد إلى أحاديث صحيحة رواها الإمام البخاري في صحيحه، تحت عنوان "باب عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح".

"إنسان العصر الحجري"

إن العلاقة بين الإنسان والحجر قديمة جداً قدم التاريخ، بل أن أول عصر إنساني أطلق عليه العصر الحجري، لا أدري لماذا أطلق على ذلك العصر هذا الاسم، بينما نجد أن العلاقة بين الإنسان والحجر لن تتوقف حتى تنتهي الدنيا.

فإذا أريد بذلك التخلف فإن ما حفظته الحجارة من آثار تدل على المدينة والتحضر هو أكبر وأبلغ ما بقى من الحضارات البائدة، وإن كان القصد الهمجية، فهمجية إنسان هذا العصر أكبر بكثير من همجية سكان الكهوف، حيث تفنن الإنسان العصري الحديث في صناعة آلات القتل والتدمير التي يستمر ضررها لقرون ستأتي.

بينما أعظم اكتشاف أو اختراع عرفه الإنسان قديماً والذي قامت على أساسه كل الصناعات إلى يومنا هذا كان اكتشاف النار فكان أن صنع طعامه وتدفأ من البرد ودفع عن نفسه الوحوش وما لا يحصيه العد من فوائد صنعت للإنسان حضارته التي أوصلته بعد ذلك إلى عصر ثورة المعلومات.

وتتفوق الحجارة على بعض بني الإنسان في أن منها ما يتفجر منه الماء.. ومنها ما يهبط أو يسقط في خشية الله.

بينما هناك قلوب بشرية أشد من قسوة الحجارة "واللي يعيش يا ما يشوف"!!.

في الأحد 15 يونيو-حزيران 2008 02:56:26 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=56100