فواصل قلم
كروان عبد الهادي الشرجبي

"اقتراض المال يفسد العلاقات بين الأصدقاء"

الموظف بشكل عام يكون حيوياً وبشوشاً في الأسبوع الأول من الشهر ولكنه يميل إلى التجهم تدريجياً كلما اقترب من الأسبوع الآخر من الشهر حيث يلجأ العديد من الموظفين إلى الاقتراض حتى يتمكنوا من تدبير أمورهم في الأيام الكبيسة المتبقية على الراتب.

ولكن مشكلة الموظف المسكين تكمن في أنه يسعى للاقتراض من موظف مثله فتجده يهمس في إذن هذا الزميل ويستفرد بآخر حتى يتمكن من الحصول على القرض.

والواقع أن مسألة الاقتراض بين الزملاء موجودة في كل المجتمعات وليس مجتمعنا فقط، وكثيراً ما تؤدي مشكلة الديون بين الزملاء إلى مشكلات عديدة فالبعض يعجز عن السداد لمرات عدة على الرغم من نواياه الحسنة فإن الزملاء يلصقون به صفات سلبية فهو يوصف بالنصاب والمحتال وعديم الوفاء.

هناك بعض المقترضين يستحقون أن يوصموا بالنصب والاحتيال، فالتعود على اقتراض المال وعدم رده هو نوع من السرقة.

والطريف في أمر القروض بين الزملاء أن من يقرض ماله عليه أن يتبع قاعدة مفادها "إذا أقرضت مالك فاعتبره هبة غير مرتجعة، ذلك أن تلك القروض كانت سبباً في نزاعات كثيرة أدت إلى انقطاع علاقات قرابة وصداقات عديدة، فإذا عد المقرض منذ البداية أن ماله الذي اضطر إلى إقراضه لن يعود إليه، سيكون من السهل عليه استئناف علاقته بالمقترض من دون أن يربط تلك العلاقة بمواعيد السداد التي تسودها المماطلة!!!.

اللغة المهرية كتاب تاريخي عن اللقاءات القديمة

المهرة هذه المحافظة الواقعة إلى الشرق في اليمن.. لعلها الأكثر استثنائية من المحافظات اليمنية وذلك بعدة عوامل مختلفة عائدة أساساً إلى سمات متنوعة تشكل في مجملها خصوصية تنفرد بها المهرة دوناً عن سائر المدن اليمنية سواء من حيث المكونات البيئية وتضاريسها أو العادات والتقاليد أو النشاط البشري الممارس على عدة أوجه مثل الزراعة، والرعي، والتجارة، والصيد السمكي.

وأخيراً هناك اللغة التي يتحدث بها سكان هذه المنطقة والتي تعد عن جدارة لقدمها وتوارثها أعجوبة حضارية تنفرد بامتلاكها المهرة، إذ يعود تاريخ هذه اللغة إلى ما قبل الميلاد وعلى وجه التحديد اللغة الحميرية القديمة وهي لغة تختلف عن العربية إذ تنحدر من اللغة اليمنية القديمة وظلوا محتفظين بها على الرغم من انقراضها في جنوب الجزيرة العربية، وهذه اللغة غير مكتوبة إذ أن أهلها يتوارثونها شفوياً وتكثر في هذه اللغة النصوص الشعرية والقصص والمساجلات وغيرها من الخصائص اللغوية.

وتنقسم هذه اللغة بدورها إلى عدة لهجات فسكان الشريط الساحلي يتميزون بلهجة خاصة عن سكان مرتفعات الهضبة الوسطى وهؤلاء يتميزون بلهجة تختلف عن سكان السهل الصحراوي الشمالي والمثير للدهشة أن كبار السن من أبناء هذه المحافظة لا يجيدون اللغة العربية في شكلها العامي اليمني وإن وجد واحد فيهم من يتحدث العربية فهي ركيكة جداً، وقد نقلت هذه اللغة من كبار السن إلى الأجيال الجديدة وبذلك نجد بعضهم يجيد لهجتين إلى جانب اللغة العربية.

وتمتد هذه اللغة إلى جزيرة سقطرى والأرخبيل التابع لها وجزر كوريا موريا وغرب سلطنة عمان على الحدود مع المحافظة.

ويرى الباحثين أن اللغة المهرية "لغة" بحد ذاتها وليست لهجة وذلك بحكم امتلاكها كل مميزات اللغة عن اللهجة سواء من حيث عمرها واستمراريتها طيلة هذه السنوات ومن الفترة ما قبل الإسلام باعتبارها اللغة "المحكية اليومية" إلى جانب عدد المتحدثين بها من أبناء المهرة من الداخل والخارج "المهجر".

إن عوامل المساحة والسكان مع احتوائها القواعد اللغوية الخاصة بها، ناهيك عن الموروث الشعبي والفني بكافة أشكاله من عادات وتقاليد مميزة تخص هذه المحافظة المعطاءة كل هذه العوامل تعتبر مقومات أساسية تجعلها "لغة" وليست "لهجة" كما يعتقد البعض.

في الإثنين 16 يونيو-حزيران 2008 02:08:52 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=56104