فواصل قلم
كروان عبد الهادي الشرجبي

"الشك والثقة"

جلست أمس البارحة أقلب أفكاري فتذكرت أنه في يوم من الأيام جاءت صديقة قديمة تشكو حكاية حصلت لها وهي في سن مبكر وقالت أنها أحبت شاباً كان يكبرها بسبع سنوات وفيه كل الصفات التي كانت تتمناها أي فتاة من أخلاق وطيبة وحنان وقلب كبير وقالت أنهما كانا على تواصل كبير وازدادت العلاقة تطوراً وأنه كان سعيداً جداً بعلاقته معها وأنه فعلاً قرر الزواج بها لأنه وجدها تتصف بصفات نادرة ورائعة حسب قوله.. ولكن ماذا حصل في الأخير، قالت إنه في إحدى الأيام ذهبت مع أختها لتتجول في المدينة وتتسوق وأثناء عودتها إلى المنزل التقيا بشاب يعرف أختها فدعاهما لتشرب شيء وتكلم الشاب مع أختها في موضوعات تخصها، بينما هي جالسة معها ولسوء حظ صديقتي حسب قولها أن حبيبها رآها أو أن أحداً رآها فأخبره فلم يعد يكلمها ويغير طريقه عندما يراها، فسألت نفسها ماذا فعلت لكي يتهرب منها ويهملها، ومرت أيام وهو منقطع عنها فسألت صديقاً له كان قد طلبها للزواج ورفضته عن غياب حبيبها المزعوم الشرس الغاضب الغيور فأجابها أنه رآها جالسة مع شاب هي وأختها فشرحت لصديقه الأمر، وحاولت توضيح لحبيبها الموقف ولكنه للأسف لم يغفر لها ولم يبادر بالاتصال بها واستمر على موقفه وأرسل لها رسالة يقول فيها أنه لن يكلمها ولن يسامحها حتى الموت، واستمر على موقفه هذا فكتبت له رسالة تقسم فيها أنه لم يسبق أن رأت ذلك الشاب المشؤوم الذي تعرفه أختها قبل ولم تجلس مع أي شاب آخر، ولكن دون جدوى وموقفه لم يتغير وهي أيضاً مازالت تحبه من كل قلبها وتقول أنها كادت تجن بسبب بعده عنها وأنها عندما تنظر في المرآة كأنها تنظر إلى نفسها وأن طيفه يلاحقها ليلاً ونهاراً حتى كادت تهمل أسرتها ومستقبلها، وطلبت مني أن أكتب قصتها لتكون عبرة لكل البنات حتى لا يقعن في أوهام الحب الكاذب، فقلت لها لماذا الآن ذكرتي هذه القصة فقالت لأنني وجدت فتيات كثيرات عالقات في أوهام ما جرى ومر علينا من ذلك السن، أما أنا فشكرت ثقتها الغالية التي أوليتني إياها ولكن سؤالي ما هو المنظر الذي رآها فيها ذلك الشاب؟ وقد حاولت التكلم معه ورفض، وكان عليها بمجرد رفضه تركه وعدم التقليل من شأنها وكرامتها لأنه شخص كثير الشك وغير صادق ولا يحبها لأنه إذا أحبها كان قد تقدم وطلب يدها فوراً ولماذا اللف والدوران وهو غير جاد ومتردد، وإني أرى أن تملك كل فتاة الشجاعة والقوة حتى لا تسمح لأي رجل من خداعها أو اللعب عليها بتمثيل دور المحب الشكاك الذي انجرحت كرامته بمجرد رؤية حبيبته مع شخص آخر، لذا على كل فتاة التحلي بسلاح العفة والعلم فإنهما حبل النجاة في هذا الزمن.

في الثلاثاء 17 يونيو-حزيران 2008 11:33:18 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=56111