ما شهيد إلا الشهيد
أحلام القبيلي
أحلام القبيلي

 
سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رياء أي ذلك في سبيل الله ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله" و الشهيد شرعاً : هو مسلم مات حال قتال الكفار.
وللشهيد في سبيل الله اجر عظيم ومنزلة رفيعة في الجنة , يقول تعالى" ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياءً عند ربهم يرزقون فرحين بما أتاهم الله من فضله".
ويقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم " والذي نفسي بيده لا يكلم " أي لا يُجرح" أحد في سبيل الله, والله اعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة واللون لون دم والريح ريح المسك".
كلما مررت بحي من الأحياء وجدت عبارة مكتوبة على الجدران بخط عريض" الشهيد فلان الفلاني رحمك الله" أو رحم الله الشهيد فلان " وفي حي اعرف سكانه وجدت مثل هذه العبارات مكتوبة على الجدران
الشهيد فلان الفلاني إلى جنة الخلد" رغم أن هذا الذي أسموه شهيداً قُتل حداً وقصاصاً لقتله النفس التي حرم الله بغير حق.
وفي حي آخر فاجأتني هذه العبارة أيضاً " الشهيد فلان" رغم علمي وعلم الجميع أن هذا الشهيد المزعوم كان أشبه بقاطع طريق لم يسلم من شره وأذاه الكثير من أهل الحي ، وهكذا تساهل الناس في إطلاق لفظ الشهيد على كل من هب ودب في عصر عز فيه الشهداء الحقيقيون فقاطع الطريق يسميه أفراد عصابته شهيداً, والصعلوك السكير تسميه الشلة شهيداً والمخرب والانفصالي يسميه الحراك شهيداً, والحوثي يسمي قتلاه شهداء
والحكومة تسمي قتلاها شهداء ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول" إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار" قالوا : يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول ؟ قال: انه كان حريصاً على قتل صاحبه"
والفنان يموت على خشبة المسرح شهيد ، والممثل تأتيه سكرة الموت وهو يؤدي مشهداً يستحي منه إبليس شهيد ، وشهيد الرياضة وشهيد الكلمة وشهيد الفن .. وقد مات شهيداً يا ولدي من مات فداء للمحبوب.
يا عباد الله : ما شهيد إلا الشهيد والشهيد هو من قاتل لتكون كلمة الله تعالى هي العليا لا سمعة ولا رياء
وهناك أصناف لهم اجر الشهادة الصغرى ولكنهم ليسوا شهداء ، رضوا بان يكونوا مع الخوالف.
وفي ظل ثقافة النفاق وسياسة الاستسلام بدعوى السلام والوفاق بين بني صهيون والمسلمين أصبحت الشهادة خرافة وقتال المحتل سخافة وإرهاب وقد أذن الله تعالى للمؤمنين بالقتال دفاعاً عن النفس وتأميناً للدعوة قال تعالى" أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير".
ويزعم بعض المخرفين اقصد المثقفين بأن الشهادة خرافة والجهاد سخافة " ربنا لا تؤاخذنا بما قال السفهاء منا" ولعلهم بذلك أرادوا أن يمحو العار الذي لحق برجال هذه الأمة ممن لحقوا بركب "المكالف" ورضوا بان يكونوا مع "الخوالف"
ولو أنهم سألوني قبل أن يتسرعوا ويفتوا بخرافة الشهادة لأفتيتهم أنا فتوى تزيل عنهم الخوف والرعب وتبرأهم من جميع التهم المنسوبة إليهم ، فهم ممن لا جهاد عليهم ولا حرج في تخلفهم عن الجهاد لأنهم من أولي الضرر " شفا الله عقولهم وفكرهم" وان كنتم ممن يخافون القتال والاستشهاد في ساحة الوغى دفاعاً عن الأرض و العرض والمقدسات فلا بأس عليكم ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها ويكفيكم أن تعشقوا فتعفوا وتموتوا لتنالوا الشهادة كما جاء في الحديث المكذوب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

لافتة:
هذي مقالة خائف
متعملق متسلق
ومقالتي أنا : لن أنافق
حتى ولو وضعوا بكفي المغارب والمشارق
يا دافنين رؤوسكم مثل النعام تنعموا
وتنقلوا بين المبادئ كاللقالق
ودعوا البطولة لي أنا
حيث البطولة باطل
والحق زاهق
مع تحياتي أنا أحلام القبيلي
وكيل آدم على ذريته
alkabily@hotmail.com

في الأربعاء 08 ديسمبر-كانون الأول 2010 02:23:40 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=63010