هوشلية .....
أحلام القبيلي
أحلام القبيلي

دائما نحن العرب نجيد البدايات ولا نحسن النهايات , دائماً نبدأ ولا نستطيع أن نختم .
نبدأها ثورة ثم تتحول إلى "هوشلية"، نريد التحرير وينتهي باحتلال ، تبدأ مظاهرة ثم تتحول إلى فوضى وشغب، تبدأ ديمقراطية وتنتهي ديكتاتورية، يبدأ حياته مناضل وينهيها فاسد ، يبدأ حياته ملتزم وينهيها إرهابي، أولها حاكم

ديمقراطي ونهايتها طاغية وديكتاتور، أولها بطل وآخرها لا له ولا عليه، تبدأ معارضة من اجل الوطن وتنتهي وطن من اجل المعارضة.
وما حصل في مصر يؤكد ذلك وقد قلت لكم هذا الكلام مع بداية أحداث تونس ولذلك نسأل الله لنا ولمصر حسن الختام وأدعو الجميع أن يسألوا الله حسن الختام.
وما يحدث في مصر الآن اقرب إلى "الهوشلية", أو أنها كما قال احد أساتذتها الكبار" مصر صارت سداح مداح" والكل يفتي , والكل يصرح, ويشرع ويضع شروطه, ولا ادري على من يضعون شروطهم

وهم لا يعترفون بالرئيس مبارك ويطالبون برحيله ولم يأت البديل بعد.
أمريكا مش ولي أمرنا:
 للمعارضة المصرية موقف رائع وشجاع يبهرني دائماً, هو رفضها لأي تدخل أجنبي وعدم الالتفات لأي تصريحات أجنبية مهما كانت مؤيدة أو معارضة، رغم أن التصريحات الأجنبية كلها مؤيدة لها في الأزمة الراهنة.
وما أجمل ما قاله الأستاذ " مصطفى بكري في معرض رده على تصريحات اوباما وهيلاري كلينتون , والدول الأوروبية" قال: "إحنا قاعدين في عزبة أبوهم وإلا إيه, يضربوا رأسهم في الحيط".
أما حكومتنا ومعارضتنا ما شاء الله عليهم , " ما بش معاهم عمل إلا انتظار ما تفتي به أمريكا, وما تصرح به كلينتون, وكأن ما يصدر عنهم قرآن منزل.
الحكومة تقول , أمريكا تؤيد خطاب الرئيس صالح" والمعارضة تقول : أمريكا تؤكد على ضرورة الإصلاح الشامل في اليمن" ويا فرحة المعارضة لا قالت أمريكا لابد من التغيير وكأننا عيال أمريكا, وهي أمنا ، يا

جماعة إتعلموا من المصريين.
 قلت: لكم متطرفون:
قلت لكم في مقال سابق أننا متطرفون في كل حال.
أما الخلود أو الزوال
أما نجوم على العلا
أو نرتمي تحت النعال
إما نحب حكامنا ونؤولهم ونهتف لحيهم وميتهم " بالروح بالدم نفديك يا زعبور" مهما جاروا أو ظلموا أو افسدوا وإلا نغالي في معاداتهم ونأتي بالأجنبي ليشنقهم ,ونصدفهم باقذع الألفاظ التي لا يرضي عنها الله تعالى ولا

رسوله.
إما نصبر على الحكام ثلاثين سنة دون مصلحة تذكر, وإلا ما نصبرش عليهم ستة أشهر رغم ما في ذلك من مصالح عامة للوطن ، "ويا ذي صبرتي سنة ما عاد يضرش يوم".
عسكري البلاء يكلف الدولة العناء:
قبل أن تبدأ أحداث تونس التي انتهت بثورة والتي كان سببها صفعة من جندي متهور نزلت كالصاعقة على خد البوعزيزي, صاعقة أحرقت النظام والسلطة والحاكم.
 وقبل أحداث مصر الدامية والتي كان سببها تصرفات عدوانية وإجرامية من شرطة حبيب العادلي وجهت رسالة للسيد وزير الداخلية الأكرم من خلال صحيفة "أخبار اليوم" بعنوان "هيبة الشرطي وكرامة المواطن"

دعوت فيها إلى تحسين العلاقة بينهما لما في ذلك من الخير العميم ومازلت اكرر الدعوة ، فعسكري البلاء يكلف الدولة العناء ، طبعا هذا مثل من عندي، أما المثل اليمني فيقول " العسكري الفسل يكلف الدولة لمخرج"
والمعنى كما شرحه إسماعيل الأكوع : أن العسكري النذل يسبب بجهله وغبائه مشكلات مع الناس مما يجعل الدولة تضطر للتدخل بالجيش.
واكرر شكري هنا للسيد وزير الداخلية وجميع أفراد الأمن على تعاملهم الراقي والحضاري مع مظاهرات 3 فبراير ونسأل الله تعالى لنا ولهم الثبات وحسن الختام.
مع تحياتي انأ أحلام القبيلي
alkabily@hotmail.com

   
في الإثنين 07 فبراير-شباط 2011 05:18:59 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=63528