الشعوب كبرت يا رجاله
أحلام القبيلي
أحلام القبيلي

أثبتت الشعوب العربية أنها مازالت على قيد الحياة بعد أن ظن العالم أنها ماتت وشبعت موت.
الشعوب كبرت وأثبتت أنها بلغت سن الرشد ولم تعد تحت الوصاية.
"الشعوب كبرت يا رجاله.. ومحدش حيقدر يلوي دراعها بعد كده".
الشعوب كبرت و لم تعد تتلعثم بالكلام وتتعثر في المشي.
الشعوب كبرت بعد ما "فاض بيهم" وما عادت تصدق الوعود الزائفة وأصبحت تفرق بين الجد ولعب العيال.
الشعوب كبرت والحكومات صغرت.
الشعوب كبرت يا عاااالم.
فهل يعي الحكام أن كثر الضغط يولد الانفجار وان للصبر حدود وللظلم نهاية.

أعجبني في ثورة مصر:
مما أعجبني في الثورة المصرية اللجان الشعبية التي التزمت بحماية المنشآت الخاصة والعامة وقامت بدور رجال الأمن الذين لا نعلم أين ذهبوا والحفاظ على الأمن والقبض على الخارجين عن القانون وتنظيم حركة السير ، تلك الصورة الحضارية التي رفعت رأس كل العرب.
كما أعجبني موقف الكثير من علماء الأمة المصريين الذين وقفوا ضد إثارة الفتن ودعوا إلى عدم الفوضى والعنف وحاولوا تهدئة الأمور رغم أنهم أكثر المتضررين من النظام المصري السابق الذي أغلق قنواتهم الفضائية وقيد حرياتهم وشوه صورتهم من خلال الإعلام الهابط.
وما أجمل الكلمات التي قالها الشيخ/ محمد حسان على قناة المحور " الوقت مش وقت تصفية حسابات , وأنا مش جاي أصفي حسابات" ودعا الناس للعمل على إخماد الفتن والتسامح.
كما أعجبني موقف شباب الثورة الذين ظهروا على القنوات الفضائية.. حيث لم ينسب احدهم لنفسه البطولة أو السبق.. ولم يحاول الظهور على حساب أصدقاء الثورة , بل ولم يقبل أي اقتراح يعرض عليه إلا بعد استشارة باقي الفريق.
كما أعجبني موقف الكثير من الإعلاميين بعد تنحي مبارك عن الحكم، حين دعوا إلى البعد عن التشفي والانتقام والحفاظ على الثورة لتبقى بيضاء.
و سجل الجيش المصري انصع المواقف وأشرفها بتعامله المسئول والجاد و الشريف مع الوطن وأبناء الوطن وحتى مع حسني مبارك ولم يكن كبعض الذين تتقلب مواقفهم حسب أحوال الطقس بالرغم أنهم وقفوا مع الشعب إلا أنهم لم ينسوا أن يشكروا رئيسهم في احد بياناتهم على ما يروا انه قدمه لهم في سابق عصره.
كما سجلت قناة المحور موقفاً غاية في الروعة في تعاملها مع الأزمة.. حيث كانت المنبر الحر والمحايد الذي ينقل الأخبار دون تلوين أو تحيز , وقدمت للمشاهد جميع الآراء المختلفة, وكانت تقف دائماً بصف الوطن.

اللهم حسن الختام:
ليس تشاؤماً ولكنه الخوف على الثورة المصرية لأنه كما قلت لكم نحن العرب نبدأ صح ولا نستطيع أن نختم..
أو كما تقول أمي "نجمع وما نقدرش نفرق" أو كما قالت الأخت/ سعاد نحن لا نريد أن يذهب الأصلع ليأتي الأقرع، فالأمور لم تنته ولا تزال هناك أيام صعبة ستواجه مصر, وهذا شيء طبيعي.. فالولادة لابد أن يصحبها ألم، وأكثر ما يهمني في الثورة المصرية هي القضية الفلسطينية, فهل ستتغير السياسة المصرية تجاه قضية الأمة العربية؟
هل ستفتح المعابر؟ هل ستغلق السفارة الصهيونية؟ هل سيمنع الغاز المصري عن اليهود؟

للحكام فقط:
قلت عن "بن علي" خلع الحجاب فخلع الله ملكه ، ورغم أني ضد النذالة حتى مع الطغاة - لأني قبيلية- إلا أني أؤكد أن العالم كله خذل النظام المصري، الذي طالما استقبلوه بالورود وكان يعد حليفاً وصديقاً مقرباً لان الجزاء من جنس العمل، خذل أهل غزة فخذله العالم..

أعوان الظلمة كلاب النار:
الظلم ظلمات يوم القيامة وقد حرمه الله تعالى على نفسه وجعله بين عباده محرما ، وأعوان الظلمة اشد ظلما من الظلمة أنفسهم , فلولا مساعدتهم له لما استطاع أن يفعل الظالم شيئاً، فالظالم مهما كانت قوته وجبروته شخص واحد ، ولذلك كان أعوان الظلمة كلاب النار، كما جاء في الأثر, والجزاء من جنس العمل، فكما كانوا ينبحون في وجوه المظلومين ويتوحشون على المحرومين هناك في جهنم سينبحون نباح الكلاب وسيكونون كلابها الممقوتة.
و يروى عن الإمام/ أحمد بن حنبل، حينما كان مسجوناً في محنة (خلق القرآن) سأله السجان عن الأحاديث التي وردت في أعوان الظلمة، فقال له: الأحاديث صحيحة، فقال له: هل أنا من أعوان الظلمة؟
 فقال له: لا، لست من أعوان الظلمة، إنما أعوان الظلمة من يخيطوا لك ثوبك، من يطهو لك طعامك، من يساعدك في كذا، أما أنت فمن الظلمة أنفسهم، فإن المعين على البر والتقوى من أهل ذلك والمعين على الإثم والعدوان من أهل ذلك قال تعالى: "من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها".

دعوة:
أوجهها لكل الشرفاء والحكماء ولكل أبناء الوطن بكل أطيافهم واتجاهاتهم للابتعاد عن المزايدات والمهاترات والخصومات ولهجة الاتهام ولغة التخويف والتشفي ، فإذا ما رأيتم من يصحح أخطاءه ويتراجع عن غيه فأعينوه، فالاعتراف بالذنب فضيلة والتراجع عن الباطل بطولة وقبول الاعتذار والتوبة إعانة على المعروف ونهي المنكر وكونوا كما قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم لصحابته الكرام " لا تعينوا الشيطان على أخيكم".
كما أتمنى أن يقوم المشائخ والخطباء بتصفية نفوس وتنقية قلوب الناس من الأحقاد والضغائن بخطب ومحاضرات ومواعظ، فنحن بأمس الحاجة لذلك.
مع تحياتي أنا أحلام القبيلي.
alkabily@hotmail.com

في الأحد 13 فبراير-شباط 2011 03:03:49 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=63598