آخر مقال ....
أحلام القبيلي
أحلام القبيلي

 
هذا هو المقال الأخير الذي سأكتبه هاهنا, بعد أن استوطنت هذه البقعة من الصحيفة قرابة العام.
هذا هو المقال الأخير الذي سيخطه قلمي بعد أن قلت كل ما عندي للشعب وللحكومة وللمعارضة ولجميع الأطياف بحياديه تامة وان اتهمت ظلماً بالانحياز لطرف عل طرف، سأسكت "ولا عد دخلني من السلطة ولا من المعارضة ولا حتى من الحراك الذي أتمنى أن لا يتبنى فكرة الانفصال.
سأتوقف ويعز علي فراق قراء أعزاء تواصلت معهم كل صباح من نافذة "أخبار اليوم" صحيفة المجتمع بكل فئاته وألوانه , الصحيفة التي تستقبل الرأي والرأي الآخر ، الصحيفة التي تكتب فيها دون وساطة أو معرفة، الصحيفة التي تنشر للمشهور والمغمور على حد سواء.
سأتوقف لأني تعبت من تبرئة نفسي من تهم وتلفيقات, وتعبت من أناس يقرأون ما أكتب بعين الذبابة , أو بنظارة حزبية ويضعونه تحت المجهر لاستكشاف ما فيه من زلل أو نقص أو خطأ.
سأتوقف وقبل أن أتوقف أريد أن أقول لكم أنني كتبت في هذه المساحة رأيي الشخصي ولم أكن يوماً الناطق الرسمي باسم جهة أو طائفة أو حزب أو المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، لأني ببساطة مواطنة بسيطة تبرأت من الأحزاب, ولا أشغل أي منصب ولا أمارس أي عمل حكومي, ولست عضو في مؤسسة مدنية أو جمعية خيرية، إلا أنني عضو جمعية الشعراء الشعبيين، وكما تقول صديقتي التي تضايق الكثير من ذكري لأحاديثها "اللي با يقرأ مقالاتك يحسب إنك حاجة كبيرة أو مسؤولة أو قيادية" .
حاولت هاهنا أن أقول كلمة الحق وأقدم النصح والنقد للجميع دون محاباة أو مجاملة ، حاولت إصلاح ذات البين في ظل ظروف تسودها الفتن ، حاولت الوقوف إلى جانب الجميع.
حاولت أن اجلس بالوسط, لا مع هؤلاء ولا مع هؤلاء.
حاولت اجلس بالوسط لا أقول كلمة الحق دون ضغط من هؤلاء وهؤلاء.
ولكن للأسف وقعت بالوسط, ولم اسلم هؤلاء وهؤلاء.
والخطأ وارد في حياة كل إنسان , فإن كنت أوردت حديث موضوع أو قلت أنه حديث ولم يكن بحديث.. فقد صححت خطأي والتمسوا لي العذر"فثقافتي على قدي" إعدادية قديمة.
والآن سأتوقف طالبة منكم العذر, فإن أصبت فمن الله وان أخطأت فمن نفسي والشيطان، سأتوقف وان عدت فلن أدخل في النجاسة عفواً اقصد "السياسة".
وقعت بالوسط:
ديننا دين الوسطية , ونحن أمة وسطا, ولكن الناس باتوا يمقتون هذا النهج ويصفون من يتبعه أنه يلعب على الحبلين وربما أبو وجهين ومواقفه غير واضحة، فإما أن تكون معهم وإلا فأنت عليهم.
أصبحت النفوس مليئة بالأحقاد والضغائن, والكل مشغول بإلصاق التهم, والسب والشتم والحكم على الآخرين وعلى نياتهم, والكل متربص بالآخر، بالله عليكم هل هذا من الدين في شيء؟!.
ثورية:
قالت : أشعر أني ثورية أكثر منك.
فقلت: بل أنا ثورية أكثر لأني كنت أحارب الفساد منذ أكثر من عقد من الزمان بالكلمة الحرة, ولم انتظر ثورة تونس وانتفاضة مصر, كنت أقارع الظلم حين كانت الشعوب نائمة و تحلم بالنوم.
كنت أنادي بالإصلاح أيام كانت المعارضة تعيش مع الحكومة شهر العسل, الإصلاح السياسي والأخلاقي والديني والاجتماعي، أنادي بإصلاح الرأس وإصلاح القاعدة، وأؤمن أنه كيفما كنتم يولى عليكم؟
أنا صاحبة أشهر المقالات وأقوى القصائد في نقد الشعوب وحكامها أقرئي إن شئت:
الشعوب متى تتوب, أبعد عن الشر يا عربي وغني له
ويا فرعون من فرعنك, إلا العروبة أعيت من يداويها
ويا سعد من كان القرد خاله, واه يا قادة ورق
أقراي كلام قبيلي وأوجاع قبيلي وقبيليات
ولكني اتجهت للتهدئة وإصلاح ذات البين لأن البلاد تمر بفتن لا ندري كيف ستكون خاتمتها, ولم أقدم مصلحتي واستغل الفرصة واركب الموجة، وكما قلت سابقاً "نحن نجيد البدايات ونفشل في الخاتمة" وستذكرون ما أقول لكم فنسأل الله حسن الختام.
و اعتقد أني ثورية أكثر لأني أتطلع للتغيير ولا ابحث من ورائه عن وظيفة أو زيادة راتب أو ترقية، أتطلع للتغيير من أجل البلاد والعباد وليس من أجل مصلحة شخصية.

الرأي والرأي الآخر مابش:
الكل يدعي احترامه وقبوله للرأي الآخر, والواقع يثبت غير ذلك على المستوى المحلي أو العالمي، فكل يدور في فلك رأيه, ويطوف حول كعبة هواه ولا ينشر ولا يتحدث إلا عما يساند ويدعم ما يصبو إليه.

قناة "الجزيرة" والتحريش بين الآوادم:
قناة "الجزيرة" التي تدعي أنها منبر من لا منبر له وأنها تمثل الرأي والرأي الآخر، قناة الجزيرة تتعامل مع الأحداث, والأخبار حسب هواها وسياستها وتعرض الرأي و تقمع الرأي الآخر مهما كان هذا الرأي صائباً أم خاطئ ، يقول أحدهم لماذا لا تتحدث قناة "الجزيرة" عن النظام القطري مطلقاً؟
قناة "الجزيرة" التي تنادي بإسقاط الأنظمة العربية وتتهمها بالخيانة، لماذا لا تتحدث عن القواعد الأميركية, لماذا لا تتحدث عن العلاقات الحميمة بين قطر والصهاينة.
ويضيف آخر: لماذا لم تذكر قناة "الجزيرة" هذا الخبر ضمن نشراتها وبرامجها من قريب أو من بعيد ولماذا لم تضعه تحت المجهر؟.
وكالة أسوار / وحديث المدينة:
أبدت دولة قطر على لسان وزير التجارة والصناعة القطرى حسن بن عبد الله فخرو على استعداد قطر تزويد إسرائيل بالغاز والى مدة غير محدودة وبأسعار مخفضة.
وأنا كغيري من الملايين من العرب نفخر بقناة "الجزيرة" ونعتز بها, لكننا نريدها أن تطبق شعار الرأي والرأي الآخر وأن تضع الجميع تحت المجهر دون استثناء قطر.
ويا ليت يا "خبره واحد منكم يبلغ قناة الجزيرة أن الإسلام نهى عن التحريش بين البهائم, فكيف بمن يمتهن التحريش بين الآوادم".

متى تنتهي حريتك:
تعلمنا في المدرسة أن حريتك تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين, أما اليوم فليس للحرية حدود , لا حدود دينية ولا دنيوية ولا حدود أخلاقية, ولا حدود إنسانية ، الكل يريد أن يقول ما يشاء ويفعل ما يشاء باسم الحرية والمشكلة أنه لا يعترف بحرية الآخرين.
ومن اغرب ما يطالب به البعض حرية الكلمة "على إطلاقها كيفما كانت ويقلك حرية الكلمة, وهل هناك شيء أخطر من الكلمة ألا يدخل الإنسان في الإسلام بكلمة ويخرج بكلمة.
أليس أول الحرب الكلام، ألا يهوي العبد في قعر جهنم بكلمة، ألا ينال العبد رضا الله تعالى أو سخطه بكلمة.

تناقض وانفصام:
إذا تعامل غيرنا مع أميركا وساندته فهم عملاء.
وإذا تعاملنا مع أميركا وساندتنا وأقرت مطالبنا فنحن شرعيون.
بالنسبة لي لا اعترف بأميركا, ولا بما تقره أو تبطله.
لأنها دولة استعمارية, وأكثر الدول انتهاكاً للحريات.
وعجبي ممن يعمل لكلامها وزن وهو يعلم ذلك.

إذا كثرت الأحزاب فلا تنتمي لحزب:
تصحيحاً للخطأ الذي وقعت فيه , في مقال سابق أوضح أن الكلام كان للشيخ العثيمين رحمة الله عليه وليس حديثاً للرسول صلى الله عليه وسلم.

لا للانفصال:
قبل الوحدة لم تكن تعنيني عدن , وكنت أتعجب ممن يتمنى وحدة الشطرين من أجل عدن ، وبعد قيام الوحدة لم أعد أتخيل أن أعيش دون عدن, وعندما استمع للخطابات الداعية للانفصال وأحاول تخيل الوضع اشعر بالاختناق وكان الأوكسجين لا يأتي إلا من عدن, فسلامي لعدن ولساكني عدن.

ختاماً:
أتوجه بالشكر الجزيل للأستاذ/ سيف والأستاذ/ إبراهيم والأستاذ/ هاني والصمدي والسكرتيرة نهى وملاك وسعاد وعفاف وجميع طاقم وعاملي وكتاب صحيفة "أخبار اليوم" ابتداء بالزميل الحزمي وبلعيد والحيمدي ومروراً بالمضرحي واليافعي وألطاف الأهدل ولأستاذتي كروان الشرجبي.

همسة:
ما فهمت الناس لكن
فاهم إخلاصي ومقامه
با صحب الأيام وامشي
وأسال الله السلامة
مع تحياتي أنا أحلام القبيلي
مش وكيل آدم على ذريته
alkabily@hotmail.com

في الخميس 24 فبراير-شباط 2011 02:42:34 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=63711