اتقوا الله يا علماء اليمن
بشرى عبدالله
بشرى عبدالله

لست بالمكانة التي تمنحني الحق في أن أعاتب فيه علماء اليمن، ولكن ما يعطيني الحق اليوم هو واجبي أمام الله تجاه هؤلاء العلماء.
لقد أحزنني كثيراً وحز في نفسي جلوس علماء اليمن أمام الرئيس تلك الجلسة "البلهاء" وليعذروني والله كتبتها حزناً عليكم ولمكانتكم العظيمة في نفسي، فكل ما تضمنته كلمة الرئيس أمام العلماء لم يحرك فيهم ساكناً وكأن ما يقوله هو الصح الصحيح!.
أيها العلماء قد اتهم أبناءكم المعتصمين المسالمين في الشارع بأنهم شرٌ وفتنة لهذا الوطن وقلت أبناءكم اعتباراً مني أن كل أبناء اليمن هم في الأول والأخير أبناؤكم وكل ما يحدث وكل ما يمسهم في النهاية يقع تحت طائلة مسؤوليتكم.
أيعقل يا علماءنا الأفاضل أن ما يقارب "2" مليون متظاهر يسعى إلى إحداث فتنة في هذا الوطن؟.
 أيعقل أن يكونوا أجندة لأطراف ما "فوضوية، دولية، انفصالية، ....، ...."، طلاب الجامعات وأعضاء هيئة التدريس والشيوخ والشخصيات المحترمة والتي لها ثقلها السياسي أو الاجتماعي أو الثقافي وغيرهم الكثيرون موجة من "الحماقة" وماذا لم يقل الرئيس عن هؤلاء؟، وما الذي كان سيحز في نفوسكم لو أن الرئيس قال عن هؤلاء المعتصمين المسالمين ليتطلب وقفة شجاعة من أحدكم ليقول لا يا فخامة الرئيس "لا".
إذا كان الرئيس يعتبر أن الشعب هو مالكاً للسلطة ومصدرها، فأين هو الشعب الآن؟، أهم من باعوا أنفسهم بمبالغ رمزية وهراوات و... أو من بدل زيه العسكري حتى يستطيع أن يتنقل آمناً بلباسه المدني بين المواطنين ضارباً هذا ومعتدياً على ذاك، أم أن الشعب هم من يضعون البطانيات والقاذورات لكي يسد مجرى الصرف الصحي "المجاري"، حتى تنفجر على المتظاهرين السلميين، أم من يطبع الأحلام الانفصالية والملكية والتي لا نعرف شكلها باعتبارنا من ضمن من عاش وترعرع تحت لواء واحد ليوزعها على المواطنين لتفرقة وتمزيق هذا الوطن، بالله عليكم أجيبوني؟!.
لا أعتقد أني إذا قلت إن الشعب اليوم هو في ميادين وساحات الوطن المختلفة والمطالب بإسقاط النظام كميدان التغيير في صنعاء، وميدان الحرية في تعز و... و... كل ساحات الوطن تضج بالأحرار الثوار المسالمين من شرق البلاد إلى غربها من جنوبها إلى شمالها سوف أقول شيئاً جديداً أو غير مألوف.
لقد تقبلتم كل تلك الاتهامات والتي وجهت للشباب بصدر رحب ورؤوس تتحرك تأييداً أو ابتسامات تعبر عن الارتياح النفسي لما يقوله ورضا الضمير.
قال الرئيس لكم "اتقوا الله" وأنا سأقولها لكم "اتقوا الله" لكنها ليست كما أشار لها الحاكم، وإنما اتقوا الله كونكم وقفتم أمام رئيس الجمهورية ولم توجهوا له النصيحة السديدة ولم تقدموا له المشورة المناسبة التي كانت ستجنب اليمن مستقبلاً مجهولاً ومفتوحاً على مصراعيه لكل الاحتمالات المخيفة.
لقد أعطيتموه الضوء الأخضر لأنكم لم تقولوا له كلمة الحق وهو الذي قال لكم سمعاً وطاعة، قد فهم الرئيس موقفكم واستطاع للأسف أن يقنعكم بخطابه، فأنتم اليوم يا علمائي الأعزاء من سيقول له سمعاً وطاعة.
بوركتم وحفظكم الله ذخراً لهؤلاء الشباب المعتصمين المسالمين في الشوارع، وجعلكم الله بلسماً لجراح المصابين الملقية أجسادهم في المستشفيات، وجعلكم ربي عزاء لأهالي الشهداء الذين سقطوا نتيجة تصرفات السلطة وبلطجيتها والذين يرفعون السلاح ضد المسلمين العُزل.
في الأربعاء 02 مارس - آذار 2011 04:11:24 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=63765