استفزاز لا أكثر
أحلام المقالح
أحلام المقالح

مع اشتداد التوتر على الساحة اليمنية وتفاقم الأوضاع يأتي السؤال الأبرز ما هو الحل وأين يكون؟.
بدايةً كلنا نطالب بالتغيير، فكل المشاكل التي تؤرقنا تحتاج إلى معالجة سريعة وعدم تهاون ولعل من أسباب خروج الشباب هو تهاون المسئولين في حل مشاكلهم ولكن ما نرفضه هو الفوضى والفتن التي تحوّر الديمقراطية السلمية والتعبير عن الرأي المتمثل بالإعتصامات والتظاهرات إلى فوضى ولعل الملاحظ أن الجميع لا يبحثون عن الحلول بل يزيدون الطين بله، فبدلاً من احتواء الشباب وحل مشاكلهم سريعاً (ونضع تحت كلمة سريعاً عشرة خطوط) ومناقشتهم يتم زيادة الاحتقانات باستفزازهم بأكثر من اتجاه، ابتداء من نشر الفتن والتفرقة بين أبناء الوطن الواحد ومروراً إلى الأساليب المُتخذة لمعالجة المسألة بالقمع وتكميم الأفواه وانتهاء بتغليب المصلحة الحزبية على الوطن وهذه كلها تستفز الشارع لا أكثر ...
فضائيتنا اليمنية – مع احترامي لها – تجعل مشاهديها يبحثون عن علبة الأسبرين بعد مشاهدتها فمع الوضع الراهن والمتأزم، فإنها تتعامل معه وكأنها فضائية الجيران وان تعرضت ببرامجها للوضع السياسي فإنها تعرض ما يستفز فقط، لا ننكر أننا نتفق معها أن اليمن اولاً وأننا كلنا نحبه ونحافظ على أمنه واستقراره ولكن لسنا معها في الصورة التي تنقلها للعالم التي تتحيز فيها لطرف دونما الآخر وبغض النظر عن كونها حكومية إلا أنه بالضرورة نقل المشهد بكل تفاصيله والتباساته حتى لا تُعالج الأخطاء بأخطاء أبشع تقود إلى حروب وأحقاد، فماذا نسمي صب السخط على الشباب المتظاهرين بأنهم هم سبب الفوضى وهذا بالطبع ما شاهدته بإحدى برامجها أليس هذا استفزازاً للمشاهد، خاصة المتظاهرين ومع ذلك مازلنا نلتمس لها العذر أنها تريد تهدئة الأوضاع .
أصبح الوضع الراهن كله مستفز بكل الاتجاهات والأشكال حتى في وجهات النظر، فأنا مثلا تستفزني ألفاظ البعض حينما تقيس وجهة نظرك بـ( أنت تبع من؟؟ النظام أو المعارضة؟؟) وكأن الموضوع أصبح مصارعة بين النظام والمعارضة,, طيب والشعب وين راح والدماء والشهداء والجرحى كل هذه تبع من؟؟
هذه هي أُم المشاكل أن الأحزاب تتقاتل فيما بينها على السُلطة، فكل حزب يلقي الاتهامات للآخر ويحمله مسؤولية كل ما يحدث في الشارع والنتيجة مزيد من الشهداء والدماء واتساع الهوة بين أبناء الشعب الواحد...
بنفس الوقت ينبغي على شبابنا التسلح بالعقل في بعض مواقفهم، فالعقل حينما يقود المواقف يخفف من وطأة العواقب الكارثية وأيضاً لا ننسى أن نرى بأعيننا للمستقبل شعباً وحكومة.
يكفي الجميع تهاون بالوطن وزرع الفتن وبذور التفرقة بين أبنائه، فكلنا يمنيون وكلنا نحب وطننا وكلنا نسعى للتغيير ولكن سلمياً.. سلمياً دون إزهاق للأرواح وسفك للدماء وتخريب وفوضى..

في الخميس 03 مارس - آذار 2011 03:37:56 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=63775