معوقات الاستثمار في محافظة أبين
علي محمد فوز
علي محمد فوز

إن من حسن الطالع أن محافظة أبين بشكل عام ومديرية خنفر بشكل خاص قد خضيت بفرص كبيرة وعديدة، منها: إنشاء أحدث مصانع الأسمنت في اليمن حيث أنشأ رجل الأعمال المعروف الشيخ/ علي عبدالله العيسائي مصنعاً للأسمنت بني بأحدث التقنيات عند إنشائه.
 أولاً: هموم البيئة.. حيث أن الزائر إلى موقع المصنع يندهش لخلو الجو من أي آثار للغبار، بالإضافة إلى أحدث وسائل التقنية بالمحافظة والصديقة للبيئة ويقع بجانب هذا المصنع العملاق مصنع آخر في طور الإنشاء، من المؤمل أن يدشن إنتاجه بعد حوالي "6" أشهر تقريباً.
 ولقد أصبحت مديرية خنفر وخاصة منطقة "باتيس" أشبه بمدنية استثمارية ابتداءً بهذين المصنعين العملاقين.. اللذين أصبحا يمثلان مفخرة وطنية استثمارية ضخمة من الدرجة الأولى في صناعة الأسمنت، ذات الجودة العالمية والمقاومة للملوحة والحرارة طبقاً للمواصفات الاميركية C150. ASTM وكذلك طبقاً للمواصفات الأوروبية.
ولقد كلف إجمالي إنشاء كل مصنع بما يزيد عن "108" مليار ريال، حيث تصل الطاقة الإنتاجية لمصنع "الوحدة" للأسمنت التابع لرجل الأعمال "علي عبدالله العيسائي" إلى حوالي مليون ومائتي طن سنوياً وهو يعد من أفضل وأحسن خامات صناعة الأسمنت بشهادة الكثير من المقاولين والتجار في الأسواق اليمنية، وقد حظى هذا المصنع بسمعة طيبة عالية وارتفاع نسبة المقبلين لشراء هذا المنتج من قبل المستهلكين الساعين للجودة أما بالنسبة للمصنع الآخر، مصنع باتيس التابع للشركة اليمنية السعودية، فتقدر طاقتة الانتاجية بعد تشغيله إلى ما يقارب مليون وخمسمائة طن سنوياً.
 وكما أن المنطقة ستشهد في الوقت القريب نهضة اقتصادية عالية، بفضل إقامة هذه المنشآت الإستراتجية التي أعطت الحافز الكبير المشجع لكثير من المستثمرين، لوضع خطط دراسية استثمارية مختلفة، حيث توفرت لدينا معلومات، مؤكدة بأن هناك دراسات مجدية من مستثمر "تركي" ينوي ويرغب بإنشاء مصنع استخراج رخام وجرانيت في هذه المنطقة المشهورة بحاجزها.
 كما علمنا من مصادر موثوقة أن من المؤمل البدء في إنشاء "سد وادي حسان"، المقدر تكلفته بحوالي مائة مليون ريال، كما أن المنطقة ستحظى في المستقبل بكثير من المستثمرين ولكن هناك هموم الأمن والعوائق التي باتت ترعب وتشكل خطراً على الاستثمار والمستثمرين من ممارسة التقطاعات والقتل المستمر والاختطافات المتكررة للسيارات وإيقاف الشاحنات والقاطرات التي تخص جميع المنشآت الموجودة دون وجه حق من قبل عناصر وأفراد متطرفين، خارجين عن القانون في المنطقة.
 ولقد علمنا أن هناك سيارات وحافلات لازال بعض المختطفين يتحفظ بها ويشترط لذلك حصولهم على مبالغ مالية مقابل استردادها والتي يعتبرون هذه الأعمال مصدر رزق رسمي في ظل الانفلات الأمني التي تشهدها محافظة أبين.. والتي أبدت من خلالها مخاوف وعوائق ومصاعب شديدة للمستثمرين الوافدين إلى هذه المحافظة.. ناهيك عن أصحاب المنشآت الموجودة، ومن هذه الأعمال الطائلة على أملاك المستثمرين ورجال الأعمال وأصحاب المنشآت دون وجهه حق أو عدم توفير الحماية لمثل تلك المنشآت العملاقة، من المؤكد أنها ستعكس صورة سلبية بمجرد التفكير بعمل دراسات أولية للمنشأة، ولكن هناك تساؤلات من بعض رجال الأعمال والمستثمرين ومواطنين؟! أين دور الدولة في حمايتهم وحماية ممتلكاتهم من مثل هذه الأعمال المخلة بسمعة أبناء المحافظة وأبناء اليمن.
والبعض يتساءلون أين دور رجال الأمن من منتسبي وزارة الداخلية الذين دورهم ومهامهم الأساسية هو حماية الوطن والمواطنين؟ وحفظ ممتلكاتهم وخاصة حفظ وأمن هذه المنشآت الضخمة.. التي سترفع اقتصاد البلاد والتي ساعدت في الحد من البطالة في تشغيل أياد عاملة كبيرة، وتعتبر كل هذه المنشآت مفخرة وطنية لكل أبناء المحافظة بشكل خاص ولأبناء اليمن بشكل عام، ومن الطبيعي أن مثل هذه الأعمال المحتقرة ستجعل رجال الأعمال والمستثمرين يتنافرون من هذه المحافظة، في ظل استمرار الانفلات الأمني الذي أصبح لا يحرك ساكناً.
 ومن هذه المنطلق بدورنا في "أخبار اليوم" نوصل رسالة بالمعاناة والعوائق المصاحبة التي تواجه هذه المنشآت والمصانع الحديثة لسيادة اللواء الركن/ صالح حسين الزوعري ـ محافظ المحافظة، الرجل المعروف لدى الجميع والمشهود له من قبل الجميع في وطنيته ونزاهته ورفضه لمثل هذه الأعمال التي تعرقل مصالح المستثمرين ورجال الأعمال، من خلال تعرضهم لخسائر باهضة جراء هذه الأعمال من قبل عناصر تخريبية خارجة عن العرف، وحيث أن الجميع واثقون كل الثقة بما فيهم رجال الأعمال والمستثمرون وأصحاب المنشآت والمواطنين بشكل عام، بتحركات اللواء الركن الزوعري الذي تفاءل به الجميع عند تعيينه محافظاً للمحافظة.
و من المؤكد أنه سيعمل جاهداً للقضاء على هذه الأعمال المخلة بالإنسانية أولاً وسيتصدى لمثل هؤلاء الأشخاص، وكما أن الجميع يأمل من اللواء الركن الزوعري أن يوجه الجهات المختصة بملاحقة ومطاردة الأشخاص الذين يقومون بهذه الأعمال أو من تسول له نفسه بمثل هذا العمل الإجرامي.
ومتابعته بنفسه أولاً بأول.. حتى تعود روح السكنية والأمن في أجواء المحافظة وخاصة منطقة باتيس، وكذلك يعود استمرار مزاولة العمل في المنشآت والمصانع الموجودة بروح عالية وفي ظل استقرار أمني وكذلك في ظل الاستثمار الذي يخدم المجتمع اليمني بشكل عام.

في الإثنين 28 مارس - آذار 2011 06:25:46 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=64006