القائد علي محسن صالح يرجح كفة الثوار باليمن
محمد مصطفى العمراني
محمد مصطفى العمراني

قبل أيام اتخذ اللواء علي محسن صالح الأحمر موقفا شجاعاً حين أعلن تأييده للثورة الشبابية السلمية في اليمن وتعهد بحمايتها، وهو الأمر الذي كان له صدى إيجابي كبير وارتياح شعبي واسع لما يتمتع به هذا القائد من شعبية واسعة لدى الجيش والقبائل وعموم الشعب اليمني، وعلى إثر قراره هذا سارعت عشرات القيادات العسكرية والدبلوماسية والمدنية إلى إعلان تأييدها للثورة السلمية. لقد شعر شباب ساحات التغيير بالأمان، وأن الثورة صارت بحماية جيش الوطن، وبأنهم كسبوا رجلا كبيرا بثقل اللواء علي محسن الأحمر الذي ضحى بعلاقته القوية مع الرئيس وانضم للشعب في لحظة تأريخية وفاصلة.
موقف اللواء علي محسن الأحمر رحب به الجميع باستثناء الحوثيين والموالين للصالح، فنشرت بعض الصحف المعروفة باحتضانها للرأي والرأي الآخر وبكونها ساحة مفتوحة لكل التيارات بعض الكتابات التي انتقدت بشدة موقف اللواء الأحمر واتهمته بخطف الثورة، وكأن هذه الثورة هي شاة جلحاء سيتم خطفها من قبل أي أحد!!
اتهامات الحوثيين وموقفهم من اللواء الأحمر لا اعتبار لها كونها صدرت من حقد أعمى ما زال يشتعل ضد هذا الرجل، وتمت بأثر رجعي، رغم أننا في مرحلة على جميع أبناء اليمن أن يعملوا فيه كيد واحدة ويعيدوا بناء دولتهم، بعيدا عن الأحقاد القديمة والأمراض التي يطفح بها هؤلاء.
القول إن اللواء علي محسن الأحمر كان جزءاً من النظام هذا صحيح، ولكنه أعلن موقفه واتخذ قرارا شجاعا وانحاز إلى الشعب في أحلك الأوقات وأصعب الظروف، فلماذا يبحث هؤلاء عن النيات ويفتشون القلوب ويستبقون الأحداث؟!!
ولهؤلاء وغيرهم من الذين يكتبون وهم بعيدون عن صنع أحداث هذه الثورة الشبابية نقول لهم: إن هذه الثورة قد شبت عن الطوق ولن يستطيع شخص أو جهة أن يختطفها، لأنها محروسة بإرادة الله ثم بوعي هؤلاء الشباب الواعين الذين كسروا حواجز الخوف، ولن يستطيع شخص أو جهة أن تضحك عليهم وتلتف على مطالبهم.
موقف اللواء علي محسن الأحمر موقف مشكور ومرحب به من الجميع باستثناء بعض أتباع السلطة، ولا يعني هذا أن اللواء علي محسن الأحمر ملاك منزه عن الخطأ أو شخص معصوم. ومما يحسب على هذا الرجل أن هناك بعض القادة وغيرهم قاموا بنهب أراضي الناس محتمين بقوة هذا الرجل، وقد تكون هذه الأشياء بغير علمه أو لبس عليه، ولكن كل أرض منهوبة ستعود لأهلها بغض النظر عن الناهب والمنهوب، وهذا ملف هام من ملفات التي سيتم تصحيحها بعد الثورة.
نحن الآن أمام لحظة تاريخية فاصلة، وخطاب كهذا في هذا التوقيت يستجر أحداث حرب صعدة التي آل الجمل فيها بما حمل للحوثيين، والضيق برجل مثل علي محسن أن يكون له دور من ضمن أدوار الآخرين بعد الثورة هو خطاب إقصائي وصادر عن عقليات أبى الله إلا أن يكشفها للآخرين، على اعتبار أن الثورة تصحيحية وهي ضد كل الفساد وفي كل الجهات.
مرحى للموقف الشجاع من القائد علي محسن الأحمر حين انحاز للشعب ورجح كفة الثورة السلمية وتعهد بحمايتها، ولا نامت أعين الحاقدين والجبناء.
نقلاً عن جريدة"السبيل" الأردنية
في الخميس 31 مارس - آذار 2011 08:49:03 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=64040