لتموت الشعوب ويبقى الحكام
جواهر الظاهري
جواهر الظاهري

اكتب وفي عيني دمعة وفي القلب حسرة وألم، كيف لا ونحن نرى شباباً يتساقطون قتلى كأوراق الشجر، لم يرتكبوا جريمة ولم يقترفوا ذنبا ليس سوى أنهم أرادوا الحياة بكرامة وعزة في وطن يفترض أنه للجميع دون استثناء ودون تمييز وطن ظل لسنوات طويلة يمتلكه مجموعة من الذين أعمى الله بصائرهم وسد منافذ الحكمة من الوصول إلى عقولهم وتحولوا بفعل السلطة والمال إلى مجرد أمساخ لهم آذان لا يسمعون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم قلوب لا يفقهون بها، لذلك خيل لهم أن الوطن ملكهم الخاص وان الناس ما هم إلا عبيد وخدم عندهم ولهذا كله لم يستوعبوا حتى الآن كيف يتجرأ خدمهم ويطلبون منهم التخلي عن ملكهم وملكيتهم وسلطانهم وعروشهم التي امضوا أعمارهم في بنائها وتجميعها على حساب أوطان وأمة بأكملها.
 لم يستطع أولئك الذين افنوا سنوات حكمهم العجاف داخل القصور الفارهة وخلف الأسوار العالية أن يفهموا حتى الآن أن الله سبحانه خلق البشر سواسية كأسنان المشط لا فرق بين أن يكون فلان من قبيلة كذا وعلان من قبيلة أخرى. 
كل هؤلاء الذين أزهقت أرواحهم ظلما وعدوانا لم يطلبوا الكثير ولم يطمعوا بقصور ولا بأرصدة في البنوك ولا بحاشية وخدم وحراس ولم يحلموا بالوصول إلى كراسي الحكم وان كان ذلك من حقهم إلا أن كل أحلامهم كانت محصورة في حياة كريمة تحترم فيها آدميتهم وتصان كرامتهم ، أحلام مشروعة تواجه برصاص غير مشروع أزهق أرواحهم الطاهرة ونفى أحلامهم البسيطة .
أيستحق البقاء على كرسي الحكم الملعون من يقتل الناس ويخرب الأوطان ليبقى حاكماً ولو على أشلاء وطن؟
أم كان يظن أولئك الظلمة أن سنة الله في أرضه لن تجري عليهم؟ 
أقول لا يا سادة -أو بالأصح (يا عبيد) لأنكم بالفعل عبيد الكراسي والمال والسلطة- إن لكل شيء نهاية ولكل أجل كتاب وأجلكم قد حان أوانه، فاجمعوا كل قذارات سنوات حكمكم البائسة ثم ارحلوا إلى مزبلة التاريخ غير مأسوف عليكم أبداً.

في الثلاثاء 05 إبريل-نيسان 2011 07:14:08 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=64082