هيا إلى ساحات الحرية
جواهر الظاهري
جواهر الظاهري

إن أردت أن تتنفس عبق الحرية وتملئ رئتيك بنسائم الأمل وتلمح ببصيرتك خيوط المستقبل الواعد بحياة مختلفة، إذهب إلى ساحات الحرية، هناك ستشعر انك تولد من جديد وبداخلك أمنيات تدغدغ أرجاء روحك، سترى بأم عينيك ميلاد وطن جديد يلوح في الأفق بقامة شامخة وهامة عالية.
وسينتابك شعور بالفخر ربما للمرة الأولى بأنك يمني ولأول مرة أيضاً ستنظر بعينين مختلفتين يملؤهما الحب لكلمة بسيطة من ثلاثة أحرف (يمن )، وألوان العلم التي لم تكن يوما تعني لنا شيئا غير قطعة قماش كانت قبل أن ترفرف على أعمدة ساحة الحرية، تبدو باهتة حزينة وخجولة أصبحت الآن تزهو بفخر وأمل كأنما هي تناديك لتضمها إلى صدرك وتمرغ بها وجهك لتمسح سنوات الألم والضياع المرسومة على جبينك
لكم أود أن يذهب الجميع إلى هناك.. اهجروا الأسواق والشوارع والأعمال والمدارس واهجروا القات والملذات وفكوا قيود الحياة التي تكبل القلوب والنفوس وهيا معا ننفض غبار السنين عن وطن يحتاجنا جميعا، كلنا معنيون به ومسؤولون عنه من الآن فصاعدا
لا تكرروا نفس الغلطة حين تركتموه وحيدا بيد أشخاص وكأنما هو ارث من أملاكهم وحدهم ترك لهم يعبثوا به كيف يشاءون يتقاسمون خيراته وينهبون ثرواته، ثم إذا ما اكتفوا قطعوه أشلاء وتاجروا بأشلائه.
يكفي تخاذل ووهن، فهذا وقت استرجاع ما نهب منا واسترداد ما اغتصب من حقنا لا يقول احد هذا ليس شأني، مالي دخل وليس الآن وقت المعاندة والمكابرة وفلان مع الرئيس وعلان ضده كلنا الآن مع الوطن وأما الريس فهو في النهاية مجرد شخص سيذهب حتما مهما كابر لم يعد له من خيار هو فقط يرسم الطريق الذي سيمر عبره إلى صفحات سوداء في سجل التاريخ
سبقي الوطن وشبابه الذين صنعوا بأيديهم ثورته يرسمون بلون دماء الشهداء لوحة مستقبله القادم
فيا أيها الغافلون أفيقوا كفى جهلاً وغباء فبهما يفسد الحاكم ويتحول من موظف راعٍ لشعب إلى متسلط على رقاب الخلق وأما أن يظل يحكمهم حتى يفنى أو أن يفنيهم معه
يقول المولى عز وجل (لايغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )
فاذهبوا إلى ساحات الحرية لتغسلوا قلوبكم من سنوات الذل والمهانة وأملؤها بعبير العزة والكرامة، ثم اهتفوا بصوت واحد لا للذل، لا للخوف وألف لا للنفاق وألف مليون نعم للتغيير للحرية، ليمن شامخ جديد نسكنه حدقات أعيننا ليسكن هو بداخلنا
وألف مليون تحية لشباب الثورة، فهم من يستحقون أن نقبل الثرى تحت أقدامهم، لأنهم من يدفعون ثمن فاتورة حريتنا، بينما البعض لازال يغفو داخل حجرة جهلة المظلمة دون أن يلمح ضوء الشمس المتسلل عبر نوافذ الزمن المتجدد
 
يقول ابن سحلول
عليك(70)أمانة            يا من يسموك عادل
أرجوك يا اظلم الناس   قل لي متى كنت عادل
ما كنت في أي يوم      إلا عن الحق عــادل
في السبت 09 إبريل-نيسان 2011 08:18:43 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=64127