رسالتي إليك!!
عبدالسلام أمين الحاج
عبدالسلام أمين الحاج

أود أن أخبرك عن الثورة ، لكن الثورة في عالمي مضطهدة، والعواطف مراقبة، والأحاسيس مسجونة.
أتمنى أن أرسم لك أحلامي ، لكن الأحلام في عالمي كفر ، والآمال الكبيرة تهمة يعاقب عليها .
في عالمي ينتشر المخبرون بمراقبة عيون الناس واكتشاف الحب للثورة ويتنصتون لخفقات كل قلب يخفق للثورة. 
يعدون نبضاته ليعرفوا إذا كانت تزيد عن الرقم المطلوب ، ليتهم صاحبها بمخالفة القانون .
ويقف السياف على أبواب الأحلام ليعاقب مرتكبيها ، ويقطعها من جذورها على أمل ألا تنمو من جديد .
في عالمي لا يحق لك أن تطالب بحقك إلا إذا حملت ورقة رسمية مختومة وموقعة من شهود الحزب الفاسد .
في عالمي لا يحق لك أن تحلم إلا بإذن خروج من إطار القيود المفروضة عليك والحدود المرسومة لك .
في عالمي الأحاسيس الإنسانية لا تغتفر، فهي جريمة يعاقب عليها القانون والتقاليد ، أما الأحاسيس المدمرة فلها مبرراتها وأسبابها التخفيفية .
لذلك لا استطيع أن أحكي عن ثورتي، عن عواطفي التي خبأتها من أجلك ، ونبضات قلبي التي أخرصتها خوفاً من أن نحرم منها ، والألحان التي لا أستطيع أن أبعثها لك، لأن كل الرسائل مراقبة ، كيف ستعرف ثورتي إذا لم تسمعها مني ولم تراها في عيني ؟ ولمن أعطي ثورتي إذا جدران السجان عالية ؟ وصوتي لا يصل إليك ولن يصل إلا لسواك ومن أجل ماذا أعيش إذا حطمت أحلامي ؟، من يقنعني بخطأي وصوابهم حين أراهم يغتالون أحلامي ؟.. لكن رغم كل هذه القيود أتجرأ وأكتب لك باسم واضح ولك الحق أن تعرف العنوان وأعرض نفسي للجريمة لأنها أخطر ما يرتكبه الفرد في عالمي، فهل ستعرف بحبي لك؟

في الإثنين 11 إبريل-نيسان 2011 11:16:58 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=64159