أيها الرئيس هلا رحلت؟!
جواهر الظاهري
جواهر الظاهري

من بين سطور مكتوبة على صفحات دفاتر طالب أعياه الجلوس فوق كراسي قديمة داخل صفوف مزدحمة تضيق أرواحهم فيها وتقفل مسامات عقولهم، فيخرجون منها أميون محبطون ينظرون إلى المستقبل بعيون حزينة يائسة لا يرون أمامهم سوى طريق غامض لغد مجهول الهوية (إرحـــــــــل).
من داخل أزقة مستشفيات أشبه بالقبور يموت المريض فيها مرتان مرة من الألم وأخرى حين لا يجد ثمن الدواء.. (إرحــــــــل) .
من خلف أبواب أغلقت على أفواه أطفال جوعى وأرامل ثكلى لم يجدن سبيلاً غير مد أيديهن وتسول ثمن لقمة تسد جوع أيتام لم يعرفوا في عهدك مذاق العيش بكرامة.. (إرحــــــــل).
من حناجر المهمشين الذين يولدون داخل أكوخ الصفيح الحارقة لم تجعل لهم من دونها سترا يحيون على المخلفات ويموتون تحتها وكأنما هم من خارج حدود الجنس البشري، لذلك ليس لهم موقع على خارطة الوطن.. (إرحل).
من أفواه شباب ضاعت سنوات أعمارهم انتظارا لوظيفة تلبي لهم الحد الأدنى من سبل الحياة الكريمة ليس أكثر يسبقهم إليها فقط من اسمه مسجل في قائمة حاشيتك.. (إرحـــــــل).
من ببن تقاسيم موجعة رسمتها حياة الذل والعناء على وجه شيخ لم تؤمن له طيلة سنوات حكمك القاتمة ما يصون شيبته ويرحم عجزه.. (إرحــــــــــل).
من فم أناس يسمون مجانين تمتلئ بهم الأرصفة وتضيق بهم مصحات تسلبهم ما بقي من عقول لم تتحمل فحش أسعار مجنونه وفساد طغى على كل منافذ الحياة وحولها إلى لعبة بيد من يملكون المال والسلطة، يسيرون أمور البلاد والعباد وفق أهوائهم ومصالحهم على حساب حياة المساكين الذين لا حول لهم ولا قوة.. (إرحــــــــل).
من قلوب تئن وصدور تتوجع وعيون تدمع على كل أولئك الذين أزهقت أرواحهم وقتلت أحلامهم ويتمت ذويهم، فقط لأنهم أرادوا الحياة بقليل من الأمل يحمل لأطفالهم شيء من السعادة المشروعة في ارض منحها الله لكل البشر على حد سواء.
إرحـــــــل حتى لو كان من يطلبها منك فرد واحد من عشرين مليون، فمن حقه عليك أن تسمعه وتلبي طلبه، لأنك وإياه تسكنان وطن واحد لكل منكما نفس الحق فيه، فبأي حق تستولي على نصيب شعب بأكمله في حكم بلد أصبح كل حجر وشجر فيه يناديك أن ارحل ليتسنى لهذا الوطن أن يضم أبناءه تحت جناحيه ويحتويهم بمساحات خيراته الوفيرة ليعوضهم ما لاقوه من عناء وألم وفقر في سنوات عهدك المظلم.
أكان يحتاج رحيلك لان يخرج شعب بأكمله رجال ونساء وأطفال ليسكنوا الشوارع ويلتحفوا العراء ويصرخون ليل نهار أن ترحــــــل، قد خرجوا ومن بقي منهم في البيوت يتضرعون لربهم ان ترحل سريعا ليتسنى للشمس أن تشرق حاملة بين خيوط أشعتها الأمل بعهد مشرق الملامح .
فهيا عجل بالرحيـــــــــل قبل أن تأتيك لحظة تتمنى فيها لو أنك فقط تستطيع الرحيـــــل.
 صرخة:
سنبقى في الساحات 
نملى كل الفراغات 
نتجدد... نتوحد 
ثم نهتف بصوت يهز أركان عرشك 
إما الحياة بعزةٍ 
أو دونها الممات

في الثلاثاء 12 إبريل-نيسان 2011 09:26:11 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=64165