الفرقة وقائدها.. علو لا يدركه السدنة
المحرر السياسي
المحرر السياسي

إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه ** وصدق ما يعتاده من توهُم.. (المتنبي)
لا يمكن لأي كان أن يمتلك القدرة على حجب الحقيقة، والذين ألفوا على المغالطات وتزييف الواقع هم من يظنون إثماً أنهم قادرون على البقاء في الكذب والعمل من خلاله والاتجاه إليه.. يفعلون ذلك، لأنهم لم يكونوا صادقين لحظة واحدة مع الوطن ولا حتى مع أنفسهم، لذلك يركنون إلى الإشاعة والكذب كقيمة لا يجيدون سواها في التعامل مع الآخرين، ولقد لخص المتنبي الشاعر العظيم هذا المعني في البيت الشعري الذي أتينا على ذكره.
من هذا المنطلق. يحاول الكيديون ومن تستهويهم المزاعم والكثير من التلفيقات أن ينالوا من المؤسسة العسكرية وعلى وجه الخصوص الفرقة الأولى التي أثبتت عملياً انحيازها المطلق للشعب وثورته ضد الظلم والاستبداد، إيماناً منها بالوفاء لأهداف ومبادئ وقيم الثورة اليمنية وعهد قطعته على نفسها بأن تظل مع الشعب وثورته وتطلعاته وأن تصون الأرض والعرض وتقف بإيمان صلب لا يتزعزع إلى جانب ساحات التغيير وشباب الثورة، تحميهم من كيد كائد وتربص حاقد..
ولأنها بعملها الوطني الكبير ووقوفها إلى جانب تطلعات كل اليمنيين الشرفاء -تقوم بواجبها وقناعاتها المبدئية.. وإدراكاً منها للقيمة الوطنية التي يجب أن تتمثلها في حماية الثورة السلمية، بما يمليه عليها الضمير الوطني ..وتعميقاً للتلاحم النبيل بين المؤسسة العسكرية والشعب وطموحاته في التخلص من الاستبداد ومساوئ الحكم الفردي وسلبياته التي لا حصر لها، ولأنها آمنت بأن الجيش مؤسسة يمنية خالصة الوفاء للأرض والإنسان وليس لأي كان أن يدعي الوصاية عليه، أو توسوس له نفسه العبث به -فإنها اليوم أمام هجمة شرسة مخادعة ومظللة من قبل المتنطعين، المفلسين أخلاقياً والذين يمثلون أداة شر محض باستهدافهم لأنبل وأشجع المواقف التي تقدمها الفرقة الأولى بقيادة اللواء/ علي محسن صالح، وهي مواقف عز وصدق مع الله والثورة والتاريخ، لا يمكن مطلقاً لأنبل الرجال أن يتنازل عنها ،ولا يمكن إلا أن يجد نفسه مخلصاً في هذا العرين، حماية للثورة من الفاسدين العابثين والقتلة.
الفرقة الأولى إذاً تحمي وطناً ،وتعزز آمالاً، وتؤكد هوية حضارية أوشك الفساد أن يدمرها نهائياً بنخره في قيم الانتماء الحضاري منطلق التكوين لكل مستقبل مشرق..
الفرقة الأولى وقائدها إذاً تصدر تاريخاً من المجد، وتؤكد شرعية الشعب مصدر كل السلطات، وتفتح زمناً مضيئا بآيات الحب والولاء للوطن، لا تكترث لقول فاسد ولا تعيره اهتماماً، لكونه يفرز ما بداخله من إحباطات وكراهية لوطن الثورة السلمية، وقد امتدت في ربوع كل الوطن وصارت نغماً جميلاً تردده الجماهير مع كل إشراقة شمس جديدة..
الفرقة الأولى وقائدها يمضون إلى حيث الواجب المقدس، بعزيمة لا تلين وإصرار على الانتصار للفرح ولا يعنيهم مطلقاً بؤس المنافقين وأصحاب الأقنعة المتساقطة، من يضمرون شراً ويتربصون حقداً بكل ما هو مشع بالجمال، لذلك لا تلتفت الفرقة وقائدها إلى أراجيف وخداع وزيف من يعادون المستقبل والأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي ودولة العدالة والقانون، خالية من شوائب الوصوليين وسدنة الابتزاز.
والفرقة الأولى وقائدها يعرفون جيداً أن ثمة استهدافاً قادماً بسبب حضورها الأخلاقي والوطني مع الثورة السلمية التي لولا أنها أخذت على عاتقها حماية الثوار الأحرار في ساحة التغيير بصنعاء، لكان القتل عادة يومية وبدم بارد يأتي عليه من استهواه الاستبداد والاستحواذ..
والفرقة الأولى مدرع وقائدها اللواء/ علي محسن صالح يوقنون بأنهم بهذه الحماية للشعب وهو يريد إسقاط النظام سيلاقون من الحيف والجور والتنطع الكلامي الكثير، لذلك لا يعبأون بالكذب ولا بالتلفيق الكلامي ولا يجدون أنفسهم إلا ضمن توجه الثورة بكل ثقة وعزيمة.
 والحال أن الفرقة الأولى وقائدها الإنسان الرائع لا يقبلون بالوقوع في ثقافة الكراهية ومنتجات الفساد وتصدير آكلي اللحوم البشرية ومصاصي الدماء، فثمة فروقات هائلة بين قيم وطنية عليا .وأخرى لا منتمية وبين ثقافة إغواء وخداع وتزييف ،وثقافة التزام وبناء وطني وعمل صادق النوايا، مخلص الولاء لله والوطن والثورة.
ثمة مفارقة بين من لا يدركون معنى الكلمة ويلقون بها دونما حياء، وبين من يعمل من أجل تجسيد قيم أخلاقية رفيعة وتأكيد قيم الحق والخير والجمال في ربوع الوطن ، أولئك يخادعون أنفسهم ويخدعون ضمائرهم، والفرقة الأولى وقائدها يكتنزون المجد وينشرون السماحة والإخاء والصدق بسلوكيات هي رأي العين.
وإذاً فإن المفارقة أكبر من أن تنجر إليها الفرقة وقائدها اللواء/ علي محسن صالح، فالقمة الشاهقة أصعب من أن يطالها قول هزل وأخلاق البؤس من الذين ليس لهم من الثقافة سوى إطلاق الشائعات والقول المسف والألفاظ النابية والساقطة.
وهيهات أن يلتفت أحد إليها، فالثورة سلوك إيماني، لأنها دليل شجاعة وقوة حق ولأنها تعبر عن ثورة سلمية تكنس كل ما هو سلبي وتدمغه وتقذفه بعيداً لتكون الثورة نقاءً خالصاً وربيعاً دائم الاخضرار، يأتيه الصادقون ويتعايش معه المخلصون وليس أولئك الذين يجيدون الرقص على رؤوس الثعابين ،وينظرون إلى الوفاء بقلة مروءة ويتذاكون على الأذكياء على ـ الأذكياء الخلص الذين لا يقيدهم سوى الإحسان وقديماً قيل (من وجد الإحسان قيدا تقيد)وتقيدهم المبادئ والمثل العليا، فمن أجلها يعملون ومن أجلها لديهم الاستعداد للتضحية، هكذا هم في هذا الطريق لا يحيدون. من أجل ذلك، الثورة لديهم هي هزيمة قيم الشر والخداع والتضليل، كما هي انتصار إرادة الجماهير في ربوع الوطن للثورة السلمية التي تطلق بصدق لا نظير له شعار "الشعب يريد إسقاط النظام" وهي قادرة على ذلك بلا ريب، قادرة لأنها ثورة أخلاقية في الأساس قبل أن تكون أي شيء آخر.
ومن الأخلاق النبيلة للثورة أنها لا تستجلب اللغة الهزيلة المسفه ،البائسة والمهترئة وترى أن الترفع عنها لا يقل شأناً عن الجندي المخلص في الدفاع عن مكتسبات وطن، بل إن الأخلاق والسلوكيات الرفيعة مقدمة على أية معان أخرى وهو ما لا يقدر عليه إلا أصحاب الهمم العالية والنفوس الأبية وأصحاب المثل العليا، من يتربعون على المجد ولا يقبلون بغير الفضيلة تكويناً أخلاقياً يحكم توجهاتهم.. فهل يفقه هذا المعنى أصحاب البغي (والبغي مرتع مبتغيه وخيم).
في الأحد 08 مايو 2011 08:15:37 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=64434