مهزلة يجب إنهائها
عبدالرقيب الهدياني‏
عبدالرقيب الهدياني‏

علي صالح ليس في وضع يؤهله لأن يملي شروطاً علينا، هذه المهزلة يجب أن لا تستمر، هو تحت طائلة الثورة وكل عناصر القوة هي اليوم في ساحات وميادين التغيير والحرية، فمن هو حتى يماطل ويراوغ كل هذه الشهور؟!، انطلقت الثورة لإسقاط نظام ديكتاتوري عائلي متخلف، فبأي منطق نرهن انتصارها في يد أنظمة ملكية لا تؤمن بالثورات وتعتبرها من الكبائر المحرمات.
مبادرات دول الجوار لن تكون بديلا لساحات الثوار، لابد من فعل ثوري يضع حدا لكل هذا التسويف واللعب بالوقت على حساب دمنا وأعصابنا ومصلحة الوطن ومواطنيه.
أتساءل هنا عن (النزق الثوري ) لماذا يفتقد إليه شباب ساحة التغيير بصنعاء، عن عنصر المفاجئة والتشويق والحركة المتسارعة التي شهدناها في ثورتي تونس ومصر، أتساءل لماذا لا تؤدي ساحة التغيير بصنعاء ذات الدور الذي شهدناه في ميدان التحرير بقاهرة المعز.
باتت هواجس خطاب مضاد ومحبط تدور في رأسي تقول : إن عقدة الاستعانة بالعامل الخارجي لا يمكن الفكاك منها، ففي حقب تاريخية عدة كان للفرس والأتراك والمصريين تدخل مباشر في اليمن، واليوم يتواصل هذا التاريخ عبر مجلس التعاون الخليجي.
الجمود والسكون لأربعة أشهر في ساحة التغيير، لن يغير من بقاء صالح ونظامه ما لم يتحول إلى حركة حثيثة وطوفان بشري، وعلينا التأكيد على سلمية ثورتنا ونبذها للعنف عبر التحرر من الجبن والخنوع في ساحة التغيير والتقدم باتجاه أهداف إستراتيجية، قال غاندي : إن اللاعنف والجبن لا يتماشيان معاً.
للمقارنة فقط، كيف يتراجع خبر الثورة اليمنية في نشرات الأخبار على القنوات الفضائية من الخبر الرئيس الأول إلى ما وصل إليه اليوم في المرتبة الرابعة والخامسة ؟! في حين أن الثورة المصرية كانت هي الخبر الوحيد الذي هيمن على تغطية وسائل الإعلام على مدى شهر كامل رغم أن مدتها منذ الانطلاق إلى تنحي مبارك لم يتجاوز الثمانية عشر يوماً لا غير.
يا شباب ساحة التغيير أنتم رأس المقطورة التي تقود باقي العربات في ساحات وميادين الثورة بالمحافظات، الحسم في أيديكم، انتم من سيصنع الغد المشرق ومن يعيد لجيلنا الثقة و قدراتكم تفوق آلاف المرات عن أي جهد قد يأتي عبر الاتفاقات والمبادرات، والنصر الذي ستصنعه أيديكم هو النصر الجميل والذي سيخلد في تاريخنا المعاصر.
يا فتيات وفتيان ساحات وميادين الحرية والتغيير، انتم من يستحق أن نخلع له قبعاتنا وننحني احتراما له بحب وصدق، فارسموا المشهد الأخير لسفر الثورة اليمنية الحديثة بريشتكم الشبابية الأنيقة.
شعبكم وكل أحرار العالم يرقبون يوم انتصاركم المنتظر فبادروا أيها الأحرار بالفعل الثوري ولا تركنوا إلى المبادرات التي تنتقص من ثورتكم وتختطف منها ألقها الوضاء، بادروا فإن ملايين القلوب و الدعوات تحفكم وترافق خطاكم.
في الخميس 19 مايو 2011 07:24:08 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=64532