لبيوت الله حُرمات..
أحلام المقالح
أحلام المقالح

لا شك أن دور العبادة جاءت للصلاة والعبادة وما يحدث في وقتنا الحاضر في بيوت الله يجعلنا نضحك رغبة في البكاء، فمنذ فترة وأنا أسمع أن هناك من يثيرون الزوابع والمشاكل داخل بيوت الله بعذر أقبح من ذنب فتجدهم تارة يعترضون على خطيب الجمعة وتارة على كلامه وتارة بمشادات كلامية بين المصلين بسبب السياسة وآخرها كانت بسبب دخول أحد الشباب المؤيدين للرئيس للجامع بفانيلة عليها صورة الرئيس وحينما أراد أحد المصلين نُصحه أقام الدنيا وقعدها فبدأ الصوت يرتفع حتى وصل لمكبرات الجامع فأُقفلت.
أليست هذه أكبر مهزلة أن تتحوّل بيوت الله إلى محاكم للتحقيق مع فلان، لماذا تؤيد فلان وتعارض فلان أو كما يفعل الأخ حينما يدخل الجامع لعرض صور ملابسه.
ومتى كان المصلي يقطع كلام الخطيب ليشتمه (أنت خائن) بعذر أنه يتعرّض للسياسة في خطبته، فإذا كان المصلين لا يراعون حُرمة المساجد وآداب خطبة الجمعة، فلماذا أتوا إلى الجامع إذن؟
الشيء الواضح للعين في الجامع القريب من المنزل أن كل جمعه تحدث مشادات كلامية وصِياح بسبب السياسة، فبعد أول مرة حاول الخطيب جاهداً تهميش سيرة الرئيس والاكتفاء بذكر بعض مواطن الاختلاف والالتقاء في الوضع السياسي، ولكن البعض يريدوها خطب مُملاة ولهذا خلقوا الأعذار، ليكون موعدهم مع المصلين في كل جمعة مع الصياح والمشاكل..
متى سُتراعى حرمات بيوت الله يا خير أمة أخرجت للناس وهل سيضمن المصلون طمأنينة الصلاة في ظل هذا الوضع , حتى الإختلافات في وجهات النظر يا أخوة لا تُعالج وتناقش داخل الجامع وبأصوات مرتفعه وبألفاظ نابية..
 هذه المشاكل تُضاف إلى مشاكل معتادة تظهر في معظم المساجد منها مساجد النساء وهي الاختلافات على المراوح الكهربائية والشبابيك والثلاجات وإحضار الأطفال، فتجد ذاك الشيخ يصرخ أقفلوا المروحة والشاب يصيح افتحوا الشبابيك ولماذا الثلاجة مغلقة ولا ننسى جو الإزعاج الذي يسببه الأطفال حينما يحضرون مع أهاليهم بعذر تعويدهم على الصلاة، فيصبح الجو غير روحاني البتة، فكيف سيأتي الخشوع في ظل هذا الصراخ والتشويش؟
يجب ألا ننسى أن بيوت الله لها حرمة في كل آن وحين، فلا نقتصر بالوعظ كلما اقترب شهر رمضان الكريم وكأنه موسم الصلاة في المساجد وعلينا أيضاً أن نوّعي أطفالنا ممن يفقهون وإخواننا بالتزام آداب وتعاليم ديننا فيما يخص بيوت الله، من جهة روحانية أخرى، فلنترك مشاكلنا وهمومنا ونقاط اختلافنا ونزاعاتنا خارج حدود بيوت الله، فبداخله روحانيات تغسل القلوب والأرواح من كل هَم وغَم ولتكن السويعات التي نقضيها في بيوت الله ليست كمثلها، فهذا المكان تسكنه الملائكة بأرواح مقدسة، فلا ندع هناك مجالاً لأن تتلّوث هذه السويعات بغبار النفوس البشرية الخطّاءة وقبل ذا وذاك، فلنراعِ حرمات بيوت الله.
في الأربعاء 22 يونيو-حزيران 2011 03:51:46 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=64830