حينما نفقد الحنان
أحلام المقالح
أحلام المقالح

الكل منا يبحث عن الحنان والكل منا يقصده ,فالحياة دون حنان كالروض من دون جنان ,فالحنان إحساس ومشاعر صادقة نبيلة تتكللها المراعاة للغير وفرط الشعور المُرهف ولمسة وفاء من يد صادقة ونظرة حُب من عين تُبحر بها العواطف وقلب نابض بروح حية ووجدان يسبح بالسكينة والاطمئنان وروح لا تحمل من الضغينة شيء، فنظل نبحث عنه في زخم الحياة بشتى متناقضاتها في زمن اللاشعور ولكن حينما يُفقد الحنان، فما الذي سيحدث لهذا العالم؟؟
فلنجرب أن نغمض أعيننا ونتخيل الحياة معتمة وخالية من الحنان، فسنجد سيل الأحزان يغرق المدامع ,فذك يشكو الفراق وذاك الألم وسيبرز الظُلم نواجذه في أبشع صوره , إضافة إلى انتشار السقم ,فالشعور بالوحدة وحده أكبر تعذيب.
سيصبح الكل أيتام وأسرى للتشريد وفقراء وحيارى وعاجزين عن الابتسام في وجه الهزيمة..فأين يكمن الحنان حتى نفتح أعيننا على واقع أجمل من الحُلم المُرعب؟.
يكفينا أن نتذكر حنان الأم لنضاهي به أنفسنا، فهو الأقوى والأصدق والأنبل والأوفى, فحينما يذهب هذا الحنان تبدأ المعاناة وتُفرّق الكراهية بين أبناءها لتجني ثمراً ناضجاً ممن غرست فيهم.
وهناك حنان الأب الذي هو الآخر إن فُقد كمن خسر جدار يستند إليه وفقد سماءً تُمطر حُباً وحناناً, أيضاً فقدان حبه يعني أن الشخص تيتم ووحيد وفاقد ليد المساعدة الحانية المليئة بدفء وحنان الأبوة، باختصار فقدان حنان الأب ألم كبير.
لن ننسى حنان الأخ وحنان الأخت, فكلاهما يترك في القلب جنة فرح, فإذا ما فُقد فهناك ندبات ألم ستستقبلها ساحات الوَجد ,لذا فلا غنى عن حنانهما...
حنان الزوج وحنان الزوجة كلاهما ضرورة ,فبدونهما تذوب أواصر الألفة بين أفراد الأسرة وفقدانهما يعني جليد الروح واحتراق البيت بما فيه.
الحياة ليست مجرد حياة للعيش فقط ,فبدون حنان ستكون بلا شك حياة بلا طعم ولا رائحة ولا لون والماديات تسودها، نحن بحاجة إلى الحنان كحاجتنا للماء والهواء والغذاء وتبقى الحياة من دون حنان كالروض من دون جنان.
ويأتي السؤال الأبرز والأول من أين يبدأ الحنان؟ وسنرد من الأم طبعاً.
إذاً تلخص هذه الفكرة بأن الطفل يحتاج للحنان منذ أول تكوين له في رحم الأم والضرورة الفعلية لحنان الأم تكون منذ لحظة الولادة الأولى "للحنان فوائد جمة ولفقدان الحنان نتائج وخيمة".
أخيراً لا بد من كلمة:
إن كنت أماً وان كنت أباً ولديكم أطفال، فأنتم تتمتعون بنعمة كبيرة، غيركم محروم منها ويتوق إليها وعليكم أن تقدروا هذه النعمة, أطفالكم هم فلذات أكبادكم وأنتم من كان السبب في وجودهم من بعد إرادة الله، لذلك أنتم مسئولون أمام الله عنهم ولهم الحق عليكم في الرعاية والحب والحنان ولا تنسوا أن نتائج تربيتكم لهم ونتائج تمتعهم بالحب والحنان، أنتم حاصدون خيراتها قبلهم..لذلك كلما كان عطاؤكم لهم كبيراً كلما تمتعتم بأطفال جيدين وناجحين ومحترمين على كافة الأصعدة، فحافظوا على ما بين يديكم من نعم حتى لا تفقدونها في لحظة سوداء يتعذر عليكم من بعدها استرجاعهم.
في السبت 25 يونيو-حزيران 2011 04:56:56 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=64855